الفكرة تأتي ثم تختمر فتصبح حلمًا يراود أي شخص كحق أصيل له، ويسعى الفرد في تنفيذه؛ ليعيش بواقع يدرك كيفية التعامل مع ذوي الإعاقة، وجاءت مؤسسة "حلم" التنموية وغير الهادفة للربح؛ لتدريب الأشخاص ذوي الإعاقة، وتمكينهم من الحصول على فرص عمل مناسبة، ودمجهم بشكل كامل وفعال في شتى جوانب الحياة، وتطويع وسائل الحياة للتعامل معهم. مؤسس "حلم": نسافر دول أوربية للاستعانة بخبراتهم في التعامل الأمثل وخدمة ذوي الإعاقة
"متزودهاش.. أنا مش كائن فضائي"، فيديو أنتجته ونفذته مؤسسة "حلم"، ولاقى رواجًا كبيرًا على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" على مدار اليومين الماضيين منذ طرحه، يُبرز طرق التعامل الخاطئة من الأشخاص الأسوياء مع ذوي الإعاقة، بدءًا من الأذى النفسي بالتعامل بشكل مفتعل ومبالغ فيه لشعوره بالشفقة تجاه المعاق، وحتى وسائل المساعدة كمحاولة تعدية الطريق إلى جانب شخص كفيف، وسحبه ما يسبب للأخير الضرر الجسدي، وإبراز في الوقت ذاته طرق المساعدة الصحيحة التي لا تسبب الأذى النفسي أو الجسدي. "الضحك بدلًا من الصُعبانيات".. الطريقة التي اعتمد عليها الفيديو وقصدها منفذيه، حسبما قال رامز ماهر، مؤسس مؤسسة "حلم"، ل"الوطن"، من باب أن الشعب المصري يميل إلى الضحك، وأرادت المؤسسة إيصال الرسالة ومواجهة المجتمع بأخطائه عند التعامل مع ذوي الإعاقة بشكل كوميدي وترفيهي، وأدى أدوار الأسوياء والمعاقين أعضاء المؤسسة، التي يضم نصف طاقمها أشخاصًا من ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين اجتمع عدد كبير منهم من إعاقات مختلفة للتفكير في كيفية تنفيذ الفيديو، وأبراز ما يتعرضون له في التعامل مع الآخرين من خلال المواقف الحيايتية المختلفة.
منذ ما يقرب من العامين أنشأ "ماهر" وصديقته منذ الطفولة "آمنة الساعي"، مؤسسة "حلم"، لظروف عايشها كل منهما على حدة مع أشخاص معينين، ومنهم تجربة زميلته في خوض مغامرة لمدة ساعتين بمتحف في ألمانيا مظلم لا يرى فيه الشخص كفيه، ويصطحبه رجل كفيف في رحلة تبدأ من التجول بسوبر ماركت وحتى ركوب قارب بمياه، والقائد هو الشخص الكفيف وحده، فأرادا مساعدة هؤلاء الأشخاص، ودشنا "حلم" وفازوا في مسابقيتن بجامعتين أمريكتين، وكانت الجائزة إتاحة التدريب والسفر لمدة عامين؛ لمقابلة خبراء في مجال ذوي الإعاقة ومؤسسات مجتمع مدني والاستفادة من خبراتهم والاستعانة بهم؛ لتدشين حلمهم بمصر ومنهم استشارية لحكومة 68 بلدًا، واستشاري "والت ديزني"، الذي استطاع أن يجعلها مؤهلة لجميع الأشخاص شاملة جميع الإعاقات، وفي مصر وثقت بهم وزارتي التضامن والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات؛ لاستكمال حلمهم ودعمهم في ذلك. "جزء من فريق (حلم)" "انطلق"، تطبيق يُمكّن ذوي الإعاقة من التعرف، وتحديد الأماكن التي يمكن الوصول إليها، ومتاح على هواتف الأندرويد والهواتف التي تعمل بنظام IOS، يقول "رامز ماهر"، إنهم يعملون على تدشينه منذ عام تقريبًا، حتى ظهر إلى النور منذ يومين، ويضم 200 مكان بالقاهرة لأكثر من 10 أنواع مختلفة من الأمكنة بدءًا من "الكافيهات" وحتى "المستشفيات" المُجهزة لاستقبال ذوي الإعاقة، ويصنف التطبيق الاستفسار إلى 3 أنواع من البحث، إما بتحديد نوع المكان، أو أقرب مكان بحسب العنوان، أو بآخر نوع للبحث، وهو "على حسب الإتاحة" بتحديد الشخص لأكثر الأشياء التي يريد وجودها وتكون مجهزة بالمكان مثل "جراج" أو "حمام" إذا كان يعاني من إعاقة توجب بتوجهه إليه كثيرًا، ويشير له التطبيق إلى المكان الذي يتيج ذلك. "الإتاحة".. كلمة السر التي يبحث عنها أعضاء "حلم"، فتوصلوا إلى 200 مكان بادر معهم بالمساعدة حيث يعطيه الفريق الاستشارات، التي يجب العمل بها؛ لتوفير الراحة اللازمة لذوي العاقة، وعلى تلك الشركة التنفيذ، وذلك يتطلب الإجابة على نحو 400 سؤال يطرحها أعضاء فريق "التقييم"؛ للتأكد من إمكانية إتاحة ذلك المكان لذوي الإعاقة بدءًا من رصيف لهم، وحتى شكل "أوكرة" الباب؛ لتناسب شخصًا يعاني من مرض الشلل الرباعي على سبيل المثال، ولاقوا تجاوبًا من 200 مكان بعد التوجه إلى 300؛ لأنهم لن يخسروا على العكس سيربحون أكثر إذا استفادوا من 15% من ذوي الإعاقة، النسبة المنصوص عليها في مصر رسميًا، وكذلك مرافقينهم، حتى بدأ المسؤولين عن ال100 مكان الذين رفضوا في البداية إلى التواصل من جديد مع المؤسسة بعد نجاح الفكرة وتكريم وزارة الاتصالات. وتسعى المؤسسة إلى تعميم فكرة الإتاحة لتشمل الجميع من الأسوياء والمعاقين؛ لإتاحة خدمة أكثر أريحية لكبار السن، والذين يعانون من أمراض كالقلب أو الحامل أو الأم التي ترافق أطفالها، ولا تستطيع صعود 20 "سلمة"؛ للوصول إلى المكان المنشود، وبالتالي تكون تلك الأماكن "مفيدة للجميع".