إعلانا لاستئناف مسيرته كحزب سياسي يعبر عن كيان دعوي، وردا على استقالات بعض أعضائه، عقد حزب "النور" مساء أمس مؤتمرا صحفيا بعنوان "امض ولا تلتفت" لتوضيح حقيقة استقالات بعض قيادات النور وتدشينهم حزب "الوطن"، فيما أعلنت الدعوة السلفية أن النور هو الحزب الوحيد المعبر عن الدعوة السلفية، حيث تندمج رؤاهم في منهج مميز هو التمسك بالشريعة بفهم السلف، وناشدت الدعوة السلفية أعضاءها بالاشتراك رسميا في حزب النور دعما له، كما يتجه الحزب إلى إنشاء كيان إداري تنظيمي في حلايب وشلاتين وجميع قرى محافظات مصر حتى الأماكن النائية منها للتأكيد على أنه الحزب الأكثر شعبية في مصر وردا على ما وُصف بالاستقالات الجماعية. وقال الدكتور محمد إبراهيم منصور، عضو الهيئة العليا للحزب، إن النور يستكمل بناء هيكله في القرى والنجوع والأماكن البعيدة النائية مثل حلايب وشلاتين وغيرها، مشيرًا إلى أن الحزب له وجود وامتداد في جميع القرى المصرية. وكشف منصور عن إعداد النور لحملة كبرى للتواصل مع القرى الصغيرة وحلايب وشلاتين والأماكن الصحراوية التي بها وجود سكاني لإنشاء كيان تنظيمي تابع للنور بها، موضحًا أنه بانعقاد الجمعية العمومية المقبلة سينتهي النور من إعداد هيكله في تلك الأماكن، داعيًا قيادات النور وقواعده إلى عقد دورات للمواطنين لتوعيتهم سياسيا. وفي كلمته طالب نادر بكار، عضو الهيئة العليا، المتحدث الرسمي، المستقيلين بعدم استخدام اسم حزب النور، والتمسك بهوية حزبهم الجديد، منددا بمحاولة بعضهم تشويه النور في وسائل الإعلام. وقال: "الدعوة السلفية والنور كيانات مؤسسية، وليس لدى الدعوة حزب إلا النور ولا تقف وراء غيره، ويجب أن يكون هناك ميثاق شرف في التعامل السياسي، بين الأفراد سواء كانوا أعضاءً بالنور أو استقالوا منه". وبحسب بكار، فإن أعضاء النور المسجلين رسميا في قواعد بيانات الحزب 180 ألف، فيما بلغت نسبة الاستقالات التي وُصفت بأنها جماعية 38، لافتا إلى أن نسبتهم ضئيلة للغاية. وطالب بكار، أبناء الدعوة السلفية والسلفيين ومحبي النور بالانضمام إلى الحزب رسميا حتى تظهر قوته الحقيقية في الشارع، والمستقيلين بما بالفراق بالمعروف، وتوقف بعضهم عن محاولة هدم المعبد على رؤوس الجميع، مؤكدا على قوة النور واستطاعته تشكيل الحكومة بالكامل. وعن الانتخابات الداخلية للحزب التي كانت سببا في تقديم استقالات بعض أعضائه قال بكار إن مجلس الشيوخ بحزب النور يبحث شكاوى الانتخابات الداخلية للحزب، رافضا بعض التصريحات التي تتهم الحزب بتزوير انتخاباته الداخلية. بدوره قال محمد عمارة عضو مجلس الشعب السابق عن النور، إنه لا يوجد خشية من استقالة بعض أعضاء النور منه، لافتا إلى أن هناك أفة أصابت الدعاة وهي الإعجاب بالمنصب والكرسي، والاصل أن لا يطلب الشخص المنصب وأن يُطلب له. وتابع: "الحزبية التي تدعو للفرقة ممقوتة واختيارنا للعمل الحزبي كان اختيارا لطريقة للعمل السياسي، والحزب وسيلة وليس غاية ندعو من خلالها لله ونقرن السياسة بالدين، فيما يسمى السياسية الشرعية، والمنهج السلفي منهجا للأمة كلها". في سياق متصل، أصدرت الدعوة السلفية أمس بيانا قالت فيه إن النور هو ذراعها السياسية الوحيد، مستنكرة ما أشيع عن وجود ذراع سياسي آخر لها، في إشارة منها إلى تبرئها من حزب "الوطن" الذي أسسه عبدالغفور وعدد من مستقيلي النور. وأشارت الدعوة السلفية إلى أنه لا يمكن التصور أن تتبنى جماعة واحدة دعم أكثر من حزب في آنٍ واحد فضلاً أن تسمي كلاً منهما ذراعًا سياسيًّا لها. وتابعت: "النور هو الذراع السياسي للدعوة السلفية بقرار مجلس الشورى العام لها في 30 يونيو 2011، وليس لمجرد أن مؤسسية ينتمون إلى التيار السلفي أو حتى إلى جماعة "الدعوة السلفية"، لافتة إلى أن الرؤية السياسية للدعوة السلفية والنور واحدة، تتضمن التمسك بالشريعة الإسلامية بفهم سلف الأمة. واستطردت: "إنه مع هذا المنهج فإنه يجب العمل بالممكن وبيان حكم الشرع فيما يكون فيه عجز، وهذا منهج مميز يمثِّل الميثاق الذي به تأسس الحزب، مع الاجتهاد في اختيار الشخصيات القادرة على التعبير عن هذه الرؤية عن قناعة بها، والالتزام بالمواقف المنهجية والسياسية التي يتخذها الحزب من خلال العمل المؤسسي". وبحسب الدعوة السلفية فإن أفراد الدعوة السلفية يبذلون وقتهم وجهدهم وأموالهم في دعم النور؛ لأنه الأداة السياسية لدعم منهجهم الإصلاحي. وأكدت الدعوة السلفية على ضرورة سعة الصدر لوجود أحزاب كثيرة المدعومة من جماعات أو رموز إسلامية أو سلفية أخرى غير جماعة "الدعوة السلفية"، مشيرة إلى أهمية التعامل بأدب الخلاف، مرحبة بأي طلب للنصح يرد إليهم من أفراد أو جماعات أو أحزاب، مفرقة بين تقديم النصيحة واعتبار حزب ما ذراعًا سياسيًّا للدعوة السلفية نتيجة توجيه تلك النصيحة. وحثت الدعوة السلفية جميع أعضائها على الاشتراك في حزب النور من باب الدعم المادي للحزب في حملته الانتخابية المقبلة.