بإيمانها بأن الموهبة لا تكسرها إعاقة، قررت مريم نعيم، من ذوى الاحتياجات الخاصة، تدشين أول برنامج على موقع «يوتيوب»، لمناقشة قضايا ذوى الاحتياجات الخاصة، بعنوان «أنا ومريم»، تعده بمساعدة والدتها، ووصل عدد حلقات البرنامج إلى 14 حلقة. حرصت «مريم» على التنوع فى حلقاتها، فكل حلقة تستضيف أحد المتخصصين لمناقشة قضية ما، وفى نهاية الحلقة تستعرض أهم أخبار ذوى الاحتياجات الخاصة على الساحة من خلال نشرة أخبار: «مريم كانت بتتكلم بصعوبة ومدرس التخاطب بتاعها لاحظ إنها بتستجيب بسرعة فسألها نفسك تبقى إيه؟ قالت له مذيعة، فعرض عليا الفكرة وبدأنا فى تنفيذها، إحنا بنسجل وهو يذيعها فى (راديو بلدنا) ولما وقف الراديو بقى يرفعها على موقع يوتيوب»، حسب سناء منير، والدة مريم. استضافة «مريم» لأولياء الأمور وأولادهم من ذوى الاحتياجات الخاصة فى برنامجها كان الهدف منها تخفيف الأعباء عن كاهل أولياء الأمور، ومساعدة الأطفال على اكتشاف مواهبهم المختلفة وتشجيعهم على تخطى إعاقتهم، بالإضافة إلى الاستماع إلى شكواهم وتوصيلها إلى المسئولين. انتشار حلقات «مريم» بين جمهور ذوى الاحتياجات الخاصة، وتحديداً متلازمة داون، جعلهم يحرصون على التواصل معها من خلال صفحة البرنامج على مواقع التواصل الاجتماعى، فبعضهم يعرض مشاكله كمعاق ذهنياً أو حركياً وآخرون يتقدمون إليها بالشكر للتحدث باسم المعاقين وتوصيل رسالتهم إلى المسئولين والمواطنين: «مريم مجتهدة وبتتطور بسرعة جداً». لم تقتصر مواهب «مريم» على التقديم الإذاعى، بل أخذت دورات تدريبية فى عدة مجالات كالتصوير الفوتوغرافى والسباحة والباليه: «إحنا لازم صوتنا يوصل، مفيش حاجة اسمها معاق، أنا قدرت أكون مذيعة وبطلة سباحة، وكمان ليا ترتيب فى الأوائل على مدرستى».