قال اللواء أركان حرب محمد الشهاوى، مستشار كلية القادة والأركان بالقوات المسلحة، إن مؤتمر وزراء دفاع دول الساحل والصحراء بمشاركة وفود 5 منظمات إقليمية ودولية سيبحث سبل إضعاف 9 تنظيمات إرهابية رئيسية موجودة فى دول «التجمع»، ثم العمل للقضاء عليها. وأضاف «الشهاوى»، فى حوار ل«الوطن»، أن الوزراء سيبحثون الإجراءات اللازمة لمنع نشوء جيل جديد من العناصر الإرهابية، ومكافحة انتشار الأفكار الجهادية والمتطرفة، وتطوير الخطاب الدينى، ورفع الوعى المجتمعى بأخطار الإرهاب، إضافة لتحركات تجفيف منابع تمويل وتدريب العناصر الإرهابية، فضلاً عن تبادل المعلومات بين الدول حول حجم وقدرات ومناطق انتشار الجماعات الإرهابية، ومصادر تسليحها للعمل على إحباطها. وإلى نص الحوار: مستشار كلية القادة والأركان ل«الوطن»: مصر تسعى لتعزيز أمنها بالانفتاح على «القارة السمراء» ■ تشهد مدينة شرم الشيخ خلال الفترة من 22 إلى 25 مارس الحالى اجتماع وزراء دفاع دول تجمع الساحل والصحراء.. ما أهمية هذا المؤتمر؟ - المؤتمر له أهمية عسكرية وأمنية واقتصادية وسياسية، ويحضره 27 وزير دفاع من دول «التجمع»، ووفود 5 منظمات إقليمية ودولية. ■ وما طبيعة تلك الأهمية؟ - أولاً من الناحية الاستراتيجية؛ فإن تعزيز التعاون بين تلك الدول بموقعها المهم يمثل تعزيزاً للأمن القومى المصرى والأفريقى، وللدول المشاركة بتجمع دول الساحل والصحراء، خاصة أنه يأتى فى لحظة فارقة فى تاريخ التجمع، حيث يعاد خلال تلك المرحلة بلورة وصيانة هيكله وآلياته، خاصة الأمنية والعسكرية لتعزيز التعاون وبناء القدرات للتصدى للتحديات والمخاطر التى تطرحها المتغيرات بالمنطقة، وينبغى أن نشير إلى أن سبب اختيار مصر لاستضافة الاجتماع هو استعادة مكانتها ودورها على الساحة الأفريقية، خاصة فى مجالى الأمن والتنمية. ■ وهل هناك مصالح استراتيجية لنا فى هذا المؤتمر؟ - بالتأكيد؛ فالمصلحة تتمثل فى تعزيز التوجه، والانفتاح المصرى على القارة السمراء، وهو اتجاه تعمل الدولة المصرية عليه، ويمثل تعزيزاً لعلاقات التعاون بين الدول الأفريقية، خاصة أن مصر عضو فى تجمع «الكوميسا» الذى يضم 20 دولة أفريقية من شرق وجنوب أفريقيا، وكذلك فى إطار الاستراتيجية المصرية لهزيمة التنظيمات الإرهابية المتطرفة، وعناصر الجريمة المنظمة العابرة للحدود، وتكاتف الدول لمجابهة شرور العناصر الإرهابية. مكافحة انتشار الأفكار المتطرفة وتطوير الخطاب الدينى أبرز الأهداف ■ ذكرت أن هناك أهمية اقتصادية.. فما هى؟ - هناك العديد من دول التجمع التى تمتلك موانئ سواء على المحيط الأطلنطى أو البحر المتوسط، وهو ما يدعم التعاون الاقتصادى فيما بينها، فضلاً عن التنوع فى طبيعة الأرض، والمناخ، وتعدد الموارد الطبيعية، والتواصل الجغرافى بين دوله. ■ وما أهم الموضوعات التى سيناقشها وزراء الدفاع؟ - طبيعة التحديات والتهديدات التى تواجهها المنطقة، والتى تتطلب تضافر جهود دول التجمع، والتكامل فيما بينها، والتعاون المشترك لتطوير القطاعات الاقتصادية الرئيسية فى المنطقة، وأسلوب وكيفية احتواء الشباب، ومنع نشوء جيل جديد من العناصر الإرهابية، وغيرها من الموضوعات المطروحة على ساحة المؤتمر. ■ فى مسألة مواجهة التطرف.. هل هناك تنظيمات إرهابية بعينها سيناقش الوزراء وجودها، وكيفية مواجهتها؟ - بالطبع هناك 9 تنظيمات رئيسية، وهى الموجودة فى منطقة دول تجمع الساحل والصحراء، وهى: أولاً الوجود الإرهابى لتنظيم «أنصار بيت المقدس» بمنطقة محدودة بشمال شرق سيناء بمصر، و«حركة شباب المجاهدين» بالصومال، و«تنظيم القاعدة»، و«داعش»، و«أنصار الشريعة» فى ليبيا، وجماعتا «بوكو حرام»، و«أهل السنة والجهاد» فى نيجيريا، و«جماعة التوحيد والجهاد» بموريتانيا بغرب أفريقيا، وحركة «تحرير دلتا النيجر» فى النيجر. ■ وكيف ستعمل الدول الأعضاء فى تحالف دول الساحل والصحراء لمواجهة تلك التنظيمات الإرهابية؟ - يجتمع وزراء دفاع الدول لتنسيق الجهود فى المواجهة؛ فيتم دراسة كيفية إضعاف تلك الجماعات الإرهابية، وتجفيف منابع تمويل وتدريب واحتواء الشباب لمنع نشوء جيل جديد من الإرهابيين، ومكافحة انتشار الأفكار المتطرفة والجهادية، وتطوير الخطاب الدينى، ورفع الوعى المجتمعى لخطر الإرهاب، وتوفير كافة الإمكانيات اللازمة للتعامل مع الظاهرة، وتبادل المعلومات حول حجم وقدرات مناطق انتشار الجماعات الإرهابية، ومصادر تمويلها، وتسليحها، ودراسة سبل إحباط تلك العناصر، ومواجهة تلك الجماعات حتى القضاء عليها. تنوع طبيعة الأرض والمناخ والموارد يدعم التعاون بين دول الساحل والصحراء ■ لكن مصر منضمة لكثير من التحالفات.. ويعتبر البعض ذلك تشتيتاً للجهود؛ فما الهدف منها؟ - أى تحالف يتكون يكون هدفه التعاون وتنسيق الجهود، خاصة أن مصر تتجه لتعزيز أمنها من خلال الدائرة الأفريقية، وذلك بالانفتاح على دول القارة؛ فتحالف تجمع دول الساحل والصحراء يضم 27 دولة عربية وأفريقية، مقسمة لدول شمال أفريقيا بالكامل عدا الجزائر، وبعض دول شرق أفريقيا مثل جيبوتى، وجزر القمر، والصومال، وإريتريا، والدول الموجود بالصحراء الأفريقية، إضافة لدول غرب أفريقيا مثل السنغال؛ فالتجمع يضم دولاً من البحر الأحمر شرقاً حتى المحيط الأطلنطى غرباً، ومن ثم ينبغى تنسيق الجهود فيما بينها بهدف تعزيز قدرات الدول الأفريقية، والتعاون فى مجال مكافحة الإرهاب، والجريمة المنظمة العابرة للحدود.