يعقد على مدار أربعة أيام خلال الفترة من 22 إلى 25 مارس، فى مدينة شرم الشيخ، الاجتماع الخامس لوزراء دفاع دول تجمع الساحل والصحراء "س . ص"، والأول منذ عام 2010 بعد توقيع المعاهدة للتجمع فى القمة الاستثنائية التى عقدت فى العاصمة التشاديه "ندجامينا" خلال فبراير عام 2013. المعلومات الاساسية عن تجمع الساحل والصحراء: يعد "س .ص" أكبر التجمعات شبه الإقليمية فى قارة إفريقيا بعد الاتحاد الإفريقى حيث يضم فى عضويته 27 دولة تشمل: دول شمال إفريقيا "مصر، وليبيا، والسودان، وتونس، والمغرب، وموريتنيا"، وبعض دول شرق إفريقيا "جيبوتى، والصومال، وجزر، والقمر، وإريتريا"، دول الصحراء الإفريقية "تشاد، وبوركينا فاسو، وإفريقيا الوسطى، ومالى، والنيجر"، وأيضا دول غرب إفريقيا: "السنغال، وجامبيا، ونيجيريا، وتوجو، وبنين، ولابيريا، وكوت ديفوار، وغينيابيساو، وغانا، وسيلاريون، وغينا كوناكري، ساوتومي، وبرنسيب"، ويمتد فضاء الساحل والصحراء: من البحر الأحمر "شرقا" إلى المحيط الاطلنطي "غربا". نشأة وتطور تجمع الساحل والصحرا ء"س .ص": تأسس تجمع دول الساحل والصحراء فى 4 فبراير عام 1998 بناءاً على مبادرة طرحها الرئيس السابق معمر القذافى فى نهاية عام 1997 لبناء آليه للتعاون الإقليمى بين دول شمال افريقيا والدول الأفريقية جنوب الصحراء، والإعلان الرسمى عنه فى قمة شارك بها 6 رؤساء دول "ليبيا، وتشاد، والنيجر، ومالى، والسودان، وبوركينا فاسو"، وشاركت فيها مصر بصفة مراقب، وتواجد مقر الأمانة العامة للتجمع فى العاصمة الليبية طرابلس. إنضمت إلى التجمع لاحقاً خلال مؤتمرات القمة المتعاقبة، حتى عام 2010 العديد من الدول الإفريقية إلى أنه أصبح مكون من 27 عضو، وتتولى دولة تشاد حالياً رئاسة التجمع، وتم الإعتراف "س .ص" كتجمع اقتصادى اقليمى خلال الدورة العادية ل "36" لمؤتمر قادة ورؤساء وحكومات منظمة الوحدة الإفريقية "فى حينه"، الاتحاد الإفريقى حاليا خلال الفترة من 4-12 يوليو 2000 فى مدينة لومى بتوجو. منح التجمع صفة مراقب لدى الجمعية العامة للأمم المتحدة، ويرتبط التجمع باتفاقيات شراكة مع العديد من المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وتأثرت فعاليات التجمع، بالأحداث التى شهدتها دول شمال إفريقيا "ثورات الربيع العربى" عام 2011 وتداعيات الأوضاع فى شمال مالى والتجمعات الإرهابية لجماعة بوكو حرام. عقد فى العاصمة التشادية ندجامينا خلال فبراير 2013 قمة استثنائية للتجمع لإعادة صياغة أطر وهياكل التجمع بما يتوافق والمتغيرات والتحديات التى تتعرض لها دول "س ص" حيث تم توقيع المعاهدة المنقحه للتجمع، وعقد اول اجتماع وزارى له بعد التوقيع على المعاهدة المنقحة فى مارس بالخرطوم عام 2014 .. وجرى بحث سبل تفعيل آلياته على هامش القمة الإفريقية باديس أبابا فى بداية عام 2016. أهداف تجمع دول الساحل والصحراء: تعزيز التعاون الاقتصادى والثقافى والسياسى والاجتماعى هي الأهداف الرئيسية لتامين تجمع دول الساحل والصحراء، ألا أن المتغيرات التى يشهدها قضاء التجمع، بما تطرحه من تحديات وتهديدات تؤثر على أمن واستقرار دول التجمع من ناحية والمنطقة بصفة عامة من ناحية اخرى فرضت ضرورة التعاون والتنسيق بين دول التجمع فى مجالى الأمن والدفاع، وذلك من خلال استرايجية شاملة، تستند على الركائز الاساسية التالية: إقامة اتحاد اقتصادى شامل، يشمل مخطط تنموى متكامل مع مخططات التنمية الوطنية بكل دولة من الدول الأعضاء فى مجالات "الزراعة – الصناعة – الطاقة – الثقافة – التنمية الاجتماعية"، إضافة إلى تسهيل حركة الاشخاص ورؤوس الاموال، حرية تنقل البضائع والسلع ذات المنشأ الوطنى مع تشجيع التجارة بين الدول الأعضاء، وايضًا تنسيق نظم التعليم والتنمية بين الدول الاعضاء مع تطوير وسائل النقل والمواصلات. تبنى استراتيجة للتنمية والأمن القومى فى فضاء "س.ص" تستهدف فى جوهرها تعزيز الأمن الجماعى ومعالجة النزاعات وتعزيز ثقافة السلم ومكافحة التهديدات التى تشهدها المنطقة وتتكامل مع استراتيجيات الاتحاد الإفريقى والايكواس وحوض بحيرة تشاد والاتحاد الأوروبى والأممالمتحدة. الهيكل التنظيمى للتجمع: مجلس الرئاسة هو أقوى سلطة للتجمع الذى يضم هيكله التظيمى المجلس التنفيذى، الأمانة العامة، المجلس الاقتصادى والاجتماعى، المصرف الإفريقى للتنمية والتجارة، إضافة إلى العمل على انشاء مجلس السلم والأمن وآليه لفض المنازعات. يتكون مجلس الرئاسة من قادة ورؤساء الدول الاعضاء وينعقد مرة فى العام وبالتناوب بعواصم الدول الاعضاء، ويتخذ القرارات واللوائح الخاصة بتحقيق أهداف التجمع "يرأس المجلس فى الوقت الحالى رئيس دولة تشاد وينتظر انتقال الرئاسة الى المغرب الفترة القادمة". وايضًا المجلس التنفيذى ويتكون من الاعضاء والوزراء المكلفين بقطاعات "العلاقات الخارجية، والاقتصاد، والمالية، والتخطيط، والداخلية والأمن العام: بدول التجمع، ويعقد كل 6 شهور ويكون مسئول عن عقد برامج وخطط الإندماج وعرضها على قادة ورؤس الدول، وكذلك تنفيذ قرارات قادة ورؤساء الدول ودراسة مقترحات ونتائج لجان الاعمال الوزارية القطاعية "عقد اخر اجتماع بالخرطوم فى 12/3/2014". - الأمانة العامة ومقرها العاصمة الليبية طرابلس، ومديرها أمين عام للتجمع ويعاونه أمين عام مساعد للتجمع مكلف بمتابعة وتنفيذ أهداف المعاهدة التأسيسية وقرارات سلطات التجمع - مصرف "س . ص" للتنمية والتجارة يهدف للقيام بالاعمال التنموية داخل دول التجمع وممارسة أى نشاط مصرفى مالى وتجارى واعطاء الأولوية فى ذلك للدول الاعضاء مقره الحالى "طرابلس". - المجلس الاقتصادى والاجتماعى والثقافى ذو مهمه استشاريه لمساعدة أجهزة التجمع واعداد سياسات وخطط وبرامج التنمية الاقتصادية، والثقافية، ويضم 5 اعضاء مختارين من كل دولة عضو وله 4 لجان "التخطيط والاقتصاد والمالية – التربية والثقافة والعلوم والاعلام والتنمية والريفية – الشئون الاجتماعية والصحة والبيئة – النقل والاتصالات والطاقة"، ويتواجد مقر المجلس فى عاصمة مالى "بماكو". - مجلس الامن والسلم "جاري إعتماده" ويتكون من وزراء الدفاع والخارجية للدول الاعضاء ويتولي وضع استراتيجية أمنية للتجمع والأشراف علي تنفيذ ما في نطاقه. الأهمية الجيوبولينكية والجيوقتصادية والجيوستراتيجية للتجمع: الاهمية الجيوبولينكية: - عدد الوحدات السياسية "أكثر من نصف دول القارة الأفريقية "27"دولة، والفضاء الجغرافي للتجمع الذى يمتد من شرق القارة "البحر الأحمر" الى غرب القارة "المحيط الاطلنطى" ومن شمال افريقيا الى افريقيا الوسطىجنوبا، إضافة إلى التوزيع الاقليمى دول تجمع دول شمال إفريقيا عدا "الجزائر" وبعض دول شرق إفريقيا ودول جنوب الصحراء الإفريقية ودول غرب إفريقيا. وايضًا عضوية جميع الدول عدا المغرب فى الاتحاد الإفريقي وعضوية جميع الدول فى الأممالمتحدة وعضوية الدول فى التجميعات تحت الاقليمية الإفريقية مثل "الايجاد، وسط إفريقيا، وحوض بحيرة تشاد، والاتحاد المغربي، والايكواس". الأهمية الجيوقتصادية: الإمتداد والتواصل الجغرافي بين دول التجمع، والتنوع فى طبيعة الأرض والمناخ وتعدد المواد الطبيعية،والعضوية فى التجمعات الاقتصادية الرئيسية والفرعية للقارة الافريقية، إضافةإلى إمتلاك العديد من الدول المواد الاستراتيجية والموانئ على المحيط الاطلنطى. الأهمية الجيوستراتيجية: دول تجمع كحزام جنوبى للمنطقة العربية، وإمتلاك العديد من الدول مقدرات وإمكانيات عسكرية، وايضًا تعدد التحالفات والمسارات الأمنية الفرعية بين دول تجمع على غرار "الايكواج، والايكواس، ومسار نواكشوط، مجموعةG5 دول حوض بحيرة تشاد، وعملية جيبوتى". تطور علاقة مصر مع تجمع الساحل والصحراء: شاركت مصر فى قمة تأسيس التجمع بصفة مراقب فى 4 فبراير 1998، وحصلت مصر على العضوية الكاملة بالتجمع عام 2001 حيث اصبحت اكبر الدول الاعضاء والمساهمة فى ميزاينة التجمع. شاركت مصر بفاعلية وبوفد رفيع المستوى، برئاسة رئيس الوزراء المصرى والقمة الاستثنائية لتجمع الساحل والصحراء فى عاصمة تشاد نجامينا خلال فبراير عام 2013 واكدت خلال القمة على ضرورة مواجهة التجمع لكافة التحديات التى تواجهة المنطقة وفى مقدمتها انتشار الجماعات المسلحة وتهريب السلاح والمخدرات عبر الحدود. وقعت مصر فى القمة الاستثنائية بندجامينا على مشروع المعاهدة المنقحة للتجمع، وسعت لادخال تعديلات جوهرية على الجهود التى يقوم بها التجمع فيما يتعلق بتعزيز السلم والأمن فى المنطقة، وتقدمت 3مبادرات أساسية حظيت بترحيب المشاركين خلال القمة، تضمنت استعداد مصر لاستضافة اجتماع، وزراء دفاع دول تجمع الساحل والصحراء الذى سيتم استضافته فى مدينة شرم الشيخ فى الفترة من 22-25 مارس. كما شاركت مصر فى الاجتماع الوزارى للتجمع بالخرطوم فى مارس 2014 وتقدمت بعدة مقترحات حظيت بقبول كامل من دول التجمع وتضمنت الأتي: الاستفادة من مركز القاهرة للتدريب على فض المنازعات وحفظ وبناء السلام وتسوية المنازعات، واستضافة المركز ورشة عمل للخبراء المتخصصين بدول التجمع بهدف بلورة رؤية مشتركة لادارة الحدود المشتركة تقوم على مفهوم الادارة المتكاملة والملكية الوطنية وانشاء الاطر الملائمة بين الاجهوة الوطنية المعنية وتراعى العلاقة العضوية بين الامن والتنمية. المصالح الاستراتيجية المشتركة لمصرودول التجمع: تعزيز أهداف الاستراتيجية المصرية الجديدة فى التوجه والإنفتاح على القارة الإفريقية عضوية مصرب "الكوميا" التى تضم دول شرق وجنوب افريقيا 20دولة + عضوية مصر فى تجمع الساحل والصحراء 27 دولة بما يضع فى علاقات قوية مع القارة. - التعاون والتنسيق فى إطار الاستراتيجية الشاملة، هزيمة التنظيمات الإرهابية والتطرف وعناصر الجريمة المنظمة على هذا الاتجاه والذى يمثل اتجاها للتهديدات الرئيسية للأمن القوى الحصرى فى ظل ظهور داعش فى لبيبا والقاعدة فى بلاد المغرب الاسلامى والتنظيمات المنشقة عنها مثل الجهاد والتوحيد وأنصار السنة والرابطون وجماعة بوكوحرام. وتتبنى مصر رؤية لمكافحة الإرهاب والتطرف، تدعو لتضافر وتكاتف الجهود الدولية والاقليمية لمكافحة الإرهاب من خلال مقارنة شاملة تجمع بين النواحى الأمنية والعسكرية الى جانب الأخبار الاقتصادية والاجتماعية والفكرية والثقافية ومن ثم فان مصر تحرص على الانضمام لكافة التحالفات والمسارات الاقليمية والدولية التى تصب فى هذا الهدف.