«متى يعملون من يسهرون وكيف يرزقون وهم لم يصلوا الفجر وكيف يقبلون أن تضيق عليهم أنفسهم وأن يتناحر الناس من أجل مهاترات».. كلمات للرئيس محمد مرسى خلال إلقائه كلمة بمسجد الفاروق بمنطقة الشويفات بالتجمع الخامس، فى إشارة منه للنوم مبكراً وقت اندلاع أزمة إغلاق المحال التجارية والمقاهى فى العاشرة مساء، «ناموا بدرى» عقيدة يؤمن بها الرئيس، يبدو أن لها سبباً آخر غير أداء صلاة الفجر وإتقان العمل والبعد عن المهاترات كان وراء تلك الدعوة، ففى الوقت الذى دعا فيه د. محمد مرسى جموع الشعب للنوم مبكراً، صارت قرارات الدولة المصيرية تصدر بعد العاشرة مساء، فى تمام الواحدة والنصف ظهراً خرج د. ياسر على المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية ليعلن الدعوة لمؤتمر صحفى، وبالفعل لم تمر سوى «10 ساعات» ليخرج د. ياسر مع دقات الحادية عشرة مساء، بأسماء التسعين عضواً المعينين فى مجلس الشورى -أكثر من نصفهم ممثلون لتيار الإسلام السياسى-، وقبل أقل من 10 أيام كانت القرارات الرئاسية بشأن زيادة الضرائب على بعض السلع والخدمات على موعد مع دقات منتصف الليل قبل أن يتم إلغاؤها قبل أذان فجر اليوم التالى، كذلك كان إلغاء الإعلان الدستورى الصادر فى 21 نوفمبر -الذى لاقى غضباً شعبياً أدى إلى احتدام وتقاتل فئات الشعب مخلفاً 9 قتلى فى أحداث «الاتحادية»- وإصدار إعلان آخر على لسان الدكتور محمد سليم العوا فى تمام الثانية عشرة والنصف، وكذلك حوار الرئيس مع التليفزيون المصرى حول أزمة القضاة والإعلان الدستورى كان قبل منتصف الليل بنحو ساعة. «صورة من صور انهيار المصداقية» يعقب بها الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسى بالجامعة الأمريكية على إصدار معظم القرارات المهمة فى الدولة بعد منتصف الليل، مشيراً إلى أن جميع مسئولى الدولة بمن فيهم الرئيس يتخذون قرارات ويتراجعون عنها، معتبراً أن طبيعة الموجودين فى الحكم والمنتمين لتيار الإسلام السياسى اعتادوا على العمل السرى ولم يدركوا بعد كيف تدار الدول أو تُخاطب الشعوب، حسب «صادق».