"الحمد لله حسيت ان ربنا مضيعش تعبي على مدار 25 سنة من وفاة زوجي، وسعيدة بتكريم الدولة ليّ كأم مثالية عن محافظة المنوفية".. كلمات بدأت بها الحاجة ماجدة أحمد الجندي، الفائزة بلقب "الأم المثالية" عن محافظة المنوفية، تقديرا لجهودها في تربية 4 من أبناء بعد وفاة والدهم، وحصولهم جميعا على مؤهلات عليا. "الوطن" التقت ماجدة الجندي الحاصلة على بكالوريوس تجارة، وتعمل بإدارة منوف التعليمية، والفائزة بلقب "الأم المثالية" عن محافظة المنوفية، حيث قالت: "موضوع التقديم لمسابقة الأم المثالية جاء مصادفة، بعد حديث مع إحدى السيدات العاملات بمديرية الشؤون الاجتماعية، والتي كانت على علم برحلتي مع تربية أطفالي على مدار ربع قرن، وبالفعل قدمت أوراقي، لكن لم أتوقع فوزي، الذي كان مفاجأة لي ولأولادي". تقول الأم المثالية عن رحلتها في تربية أولادها: "زوجي كان يعمل صيدلي حر، وتوفي في العام 1991، وترك لي 4 أبناء، الكبرى نهى التي كانت تبلغ من العمر 8 أعوام، وحاليا هي حاصلة على بكالوريوس علوم، ودبلومتي تحاليل طبية وتربوي، والثاني محمد الذي كان يبلغ من العمر 7 أعوام، وحاليا حاصل على بكالوريوس صيدلة، والتوأم محمود ومصطفى، اللذان كانا يبلغان من العمر 4 أعوام، وأحدهما حاصل على بكالوريوس والآخر ليسانس حقوق". بعد وفاة زوجها، عين المجلس الحزبي عم أولادها مديرا لصيدلية زوجها، وخصص مبلغ 300 جنيه شهريا من عائد الصيدلية لها، إضافة إلى 39 جنيها معاشا شهريا، حيث لم يكن زوجها تحت غطاء التأمينات سوى عام فقط قبل وفاته، تقول: "في البداية واجهت مشكلات في إدارة الصيدلية الخاصة بزوجي، بعد أن استولى عليها عم الأبناء، ودخلت معه في صراع مرير بالمحاكم، استمر طوال 17 عاما، حتى استعدت الصيدليه من شقيق زوجي بحكم محكمة، وتولى ابني محمود الصيدلي إدارتها". لم تنتظر الأم شيئا من أحد، وقررت تربية أبناء صالحين للمجتمع، تقول: "ابني الأكبر محمد حصل على مجموع يؤهله لدخول كلية الطب، لكنه فضل دخول كلية الصيدلة كي يدير صيدلية والده، ومن بعده محمود، وأنا فخورة بما حققته من تربية أبناء صالحين للوطن، وأنتظر أن تكرمني الدولة بتوفير فرص عمل لأولادي نهى ومصطفى". وتقول ماجدة، إنها بعد وفاة زوجها حصلت على إجازة "رعاية طفل" من عملها، وبعد انتهائها لم أعد للعمل وفضلت البقاء إلى جانب أولادي لرعايتهم، وحصلت على إجازة دون مرتب تحت مسمى رعاية أسرة لوفاة الزوج، وعادت للعمل بعد حصولهم جميعا على مؤهلات عليا في العام 2009. تضيف الأم المثالية: "أقول لكل أم فقدت زوجها وتعرضت لظروف مثل ظروفي، اصبري وحبي ولادك واتحمليهم وخليهم كل أملك في الحياة، أنا أولادي كانوا كل تفكيري وحاولت قدر الإمكان تقليل إحساسهم باليتم وفقدان الأب". تطالب ماجدة، الرئيس بالاهتمام بالشباب، تقول: "الرئيس السيسي ربنا يعينه شايل حمل تقيل، واتولى المسؤولية في فترة عصيبة جدا، لكن بطالب الحكومة انها تهتم بالشباب أكتر من كدا، كنا زمان بندرس في مادة الجغرافيا البشرية إن الشباب ثروة قومية لازم نستغلها للنهوض بالأمة، لكنهم اتحولوا لقنابل موقوتة بسبب الظروف والتجاهل"، تضيف: "اليابان نهضت بعد الحرب بالشباب، وهي دولة عبارة عن جزر وجبال وبراكين، ولا تتمتع بثروات مثل مصر، لكن الشباب هم الثروة، التي تحتاج من يقودهم ويعطيهم الأمل في الغد". من جانبه، قال محمد، "صيدلي"، وابن الأم المثالية: "لم نكن نعرف بموضوع المسابقة وتقدم والدتي لاختيارها كأم مثالية، وفوجئنا جميعا باختيارها عن محافظة المنوفية، واختيارها جاء تتويجا لمسيرة ربع قرن من الكفاح معنا، وأنا وإخواتي لو قعدنا عمرنا كلها نشكرها مش هنعرف نوفيها حقها، وكفاية ان عمري ما شلت هم حاجة ولا حسيت بوفاة والدي".
