صحف بريطانيا: مرسى تقمص شخصية مبارك.. ومصر تتجه إلى حكم «عسكرى إسلامى»

«فيسك»: الرئيس الذى تولى الغرب «تدريبه» مرر دستوراً يستهدف تكسير عظام العلمانيين

هاجمت صحيفة «جارديان»، البريطانية، الرئيس محمد مرسى بعد إعلان نتيجة الاستفتاء، وقالت فى افتتاحيتها «إنه وضع نفسه فى قفص الاتهام لكونه يتصرف مثل الديكتاتور العسكرى»، وأضافت أن الرئيس استخدم وسائل ملتوية فى أوقات عصيبة لتمرير دستوره الجديد بسرعة، وتابعت: «رغم تدنى نسبة المشاركة، فإن الإخوان يعتبرون حصولهم على نسبة 64٪ انتصارا حاسما».
من جانبه، قال الصحفى الإنجليزى الشهير روبرت فيسك، فى صحيفة «إندبندنت»: إن قرارات الرئيس مرسى «الذى تولى الغرب تدريبه» بددت كل مشاعر التفاؤل التى شعر بها الجميع عند توليه السلطة، بعد أن تقمص شخصية مبارك وبدأ فى جمع كل السلطات فى يديه، علاوة على تمرير دستور يستهدف تكسير عظام القوى العلمانية فى مصر، وهى القوى التى وعد مرسى مسلميها ومسيحييها بأن يكون الخادم الأمين لهم.
وقال الباحث الأمريكى البارز ناثان براون تعليقا على نتائج الاستفتاء: إن المصريين يجنون ثمار ثقتهم غير المبررة فى حكم العسكريين الذين تولوا إدارة شئون البلاد بعد مبارك، فأفسدوا الفترة الانتقالية بسبب افتقادهم الرؤية السياسية السليمة وخلقوا إطارا سياسيا يجعل من الصعب حتى على الملائكة إدارة البلاد بصورة عادلة.
وتابع ناثان، فى مقاله الذى نشره موقع معهد كارنيجى للسلام: مشكلة مصر أن العسكريين اتخذوا سلسلة من القرارات قصيرة المدى خلال شهرى فبراير ومارس من عام 2011 ورطت المصريين فى متاهة، وكان البديل الآخر هو تشكيل مجلس رئاسى يتولى إدارة شئون البلاد، إلا أن جماعات المعارضة لم تتفق على هذه الفكرة إلا فى وقت متأخر للغاية.
ويتوقع محلل الشئون الخارجية بمركز دراسات «ستراتفور» الأمريكى روبرت كابلان، أن تتجه مصر بعد الاستفتاء، إلى نظام حكم «إسلامى-عسكرى»، عن طريق تحالف الإخوان مع الجيش الذى سوف يستغل انخفاض شعبية الإخوان فى الفترة الحالية لفرض شروطه فى أصعب صفقة بين الجانبين. وأشار كابلان إلى أن حقوق الإنسان والقيم الإنسانية المختلفة تتراجع بشكل كبير فى مصر، وسط تنامى الطائفية والقومية «المسمومة» التى ربما تشكل مستقبل المنطقة.