دعت قوى سياسية وحركات ثورية إلى مسيرات وتظاهرات حاشدة فى ميدان التحرير وجميع الميادين الكبرى فى المحافظات، الجمعة المقبلة، ضد نتيجة الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، تحت شعار جمعة «الفرصة الأخيرة» للمطالبة بإلغاء الانتخابات. فيما ينظم عدد من النشطاء مسيرات يومية فى شوارع وسط البلد للتحضير لمليونية الجمعة، وتواصل حركات شبابية على موقعى التواصل الاجتماعى «فيس بوك» و«تويتر» هجومها على ثنائى جولة الإعادة الفريق أحمد شفيق، والدكتور محمد مرسى. يأتى هذا فيما ينظم أهالى الشهداء وقفات رمزية تحذيرية لمدة ثلاثة أيام على «سلالم» دار القضاء العالى، قبل الحكم على مبارك الرئيس السابق، فى قضية قتل المتظاهرين. كان الآلاف من المتظاهرين احتشدوا مساء أول أمس فى ميدان التحرير اعتراضاً على نتيجة الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، مرددين هتافات «المرة دى بجد.. مش هنسيبها لحد» بعد أن انتهت طموحات بعضهم بعد 16 شهراً من ثورتهم سقط خلالها مئات الشهداء. وهتف خالد على، المرشح الرئاسى الخارج من السباق، الذى تزعم مسيرات انطلقت من وسط البلد إلى التحرير، «أدعو القوى الثورية لاعتصام من الآن فى التحرير» وقضى ليلة الاثنين، متنقلاً بين المعتصمين داخل «الصينية»، مؤكداً لهم ضرورة أن يبدأ الحشد الثورى لكل القوى الوطنية من أجل رد قوى على تزوير الانتخابات. وقال مصطفى سيد أحد الشباب المعتصمين: «الثورة ضاعت وقاعدين هنا لغاية ما نرجعها»، ووصف الاعتصام بالضرورى، لأن الثورة «ماتت»، و«شفيق» و«مرسى» لا يمثلان سوى كيانات انتهازية، تسعى لتحقيق مكاسب فوق جثث الشهداء، واستند الشاب العشرينى إلى شجرة داخل صينية الميدان ممسكاً بلافتة مكتوب عليها «مش هتبقى رئيس يا شفيق» فى انتظار توافد المسيرات الحاشدة على الميدان من أرجاء القاهرة، بينما الواقع أن تلك المسيرات الحاشدة لم تتجاوز العشرات، والمئات كانت تأتى وتغادر. وتناقصت فى الساعات الأولى من صباح الأمس، أعداد الموجودين فى التحرير، مع وعود بالعودة مجدداً فى المساء، خصوصاً أن هناك اتفاقاً بين قوى ثورية على مظاهرات يومية داخل الميدان، وشوارع وسط البلد ضد الفريق «شفيق». وفى العباسية لم يكن الحال أفضل، فأهالى ضحايا اعتصام الدفاع الأخير، الذى سقط خلاله 4 قتلى و10 مصابين، أغلقوا الطريق إلى الوزارة، للمطالبة بحقوق أبنائهم، وبمحاكمة عاجلة، وباعتبار أبنائهم الذين قتلوا من شهداء ثورة يناير. وقال محمد جميل، عم أحد ضحايا العباسية، إن مطلبهم الوحيد هو وعد من المشير طنطاوى بتحقيق عادل، وقصاص فورى، لأن «ولادنا مش تكية» مؤكداً أن شهداء العباسية لقوا مصرعهم وهم يدافعون عن المنطقة وأهلها، وليس من أجل مصلحة شخصية. فى سياق متصل كان غضب المتظاهرين فى التحرير مساء أمس الأول، شهد تصعيداً جديداً، وامتد إلى مقر حملة الفريق «شفيق» المرشح الرئاسى، واقتحم قرابة 200 المقر الإدارى للحملة، وحرقوه وأشعلوا النار فى بوسترات المرشح لجولة الإعادة، وحطموا كل محتوياته. ومن جانبه اتهم محمد قطرى منسق حملة «شفيق» الإخوان المسلمين بالمسئولية عن حرق المقر بالدقى، وأنهم وقفوا من قبل وراء حرق البلد عام 1951، وحرق أقسام الشرطة أيام الثورة، لافتاً إلى أن هناك فيديو يثبت وجود صفوت حجازى أمام مقر الحملة وقت اندلاع الحريق. كما اتهم قطرى متظاهرى التحرير أيضاً بالوقوف وراء الاعتداء، من بينهم شباب فى حركة 6 أبريل، إضافة إلى خالد على، وغيره من مرشحى الرئاسة. ووصف ما حدث ب«نكسة للديمقراطية» ويمثل إعادة إنتاج لديكتاتورية مبارك التى أسقطتها الثورة، مشدداً على ضرورة أن تستجيب الأقلية لحكم الغالبية. وأضاف: حرق مقر الحملة أوضح لجموع الشعب ما ستفعل جماعة الإخوان المسلمين فى مصر حال وصولها إلى الحكم، وأن أتباعها لن يطبقوا سوى السمع والطاعة، ومن سيخالفهم «هيولعوه». وقال قطرى «أساليب الإخوان واحدة فى التعامل مع منافسيهم، لكن المصريين لن يتركوهم يدمروا البلاد، والفريق «شفيق» لن يترك مصر فى يد هذه الجماعة» لافتاً إلى أن الحملة تبحث الآن تجهيز مقر إدارى جديد، و«الفريق» سيلتقى عدداً من أفراد حملته واللجان التنظيمية، للاستعداد لجولة الإعادة، وسيتشاور اليوم وغداً، مع بعض الشخصيات العامة حول خطوات تنفيذ برنامجه، وإمكانية الاستعانة بأصحاب الخبرة المعروفين لتشكيل فريق عمل.