لم يعد فرصة للاحتفاء بالأم، والتعبير عن مشاعر جياشة نغفل البوح بها وسط زحمة الحياة وظروف المعيشة، إنما صار يوماً لاستنزاف الجيوب وفرض إتاوات على أولياء الأمور، الأم بريئة منها، وتذهب إلى جيوب المُدرسات. أولياء الأمور: حاجة سخيفة وعبء مادى لكن مفروضة علينا بحكم التقريب بين المدرسة والطلاب.. والمعلمات: إحنا كمان بنجيب هدايا للمديرة مع بداية شهر مارس، تبدأ حيرة الأم للاستقرار على الهدية المناسبة لمُدرسات أطفالها، بدلاً من انتظار هدية تتلقاها فى عيدها، وكلما زاد عدد المُدرسات زادت النفقات والأعباء المادية التى تُلقى على كاهل أولياء الأمور. «حاجة سخيفة لأنها بقت مفروضة على الأهالى، بس احنا ممكن نخليها هدية رمزية عشان نعلّم ولادنا الحديث الشريف تهادوا تحابوا، وكمان عشان نحسس المُدرسة إنها أُم قبل ما تكون مُدرسة بتعلم وتعاقب»، تقولها رنا محمد، ربة منزل. بينما ترفض سارة يحيى، موظفة، شراء هدايا لمُدرسات أطفالها الذين لم يتخطوا المرحلة الابتدائية، رغم أن ذلك يتسبب فى حرج للأطفال وسط زملائهم. «حد عنده مقترحات لهدايا عيد الأم للمدرسات، بحيث تكون بأسعار معقولة ووزنها خفيف يقدر يشيلها الولاد بسهولة، ويهدوها لمُدرساتهم بنفسهم؟»، سؤال طرحته ولية أمر عبر تجمع نسائى على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، وتفاوتت ردود الأمهات ما بين رفض شراء الهدية، أو منح شىء رمزى. «انتو ليه بتجيبو أصلاً؟.. لو تقدير للمُدرسة يبقى وردة وكارت وخلاص، ده بيأثر على بعض أطفال بالسلب، ولازم نراعى مشاعر بعض لأن فيه أهالى مش بيقدروا يجيبوا هدايا للمُدرسات وأطفالهم بيبقوا حاسين بالنقص»، هو رد إيناس أحمد، بينما قالت مروة سليمان: «أنا بجيب حاجات بسيطة جداً لأن عندى 3 ولاد، والولد عنده متوسط 5 مدرسات». نوعية الهدايا تتوقف على نوع المدرسة، حكومية أم خاصة، وفقاً لرأى تهانى محمد، مدرسة فى مدرسة «بايونير»، حيث تزداد قيمتها وسعرها فى المدارس الخاصة: «مُدرسات المواد الأساسية بيجيلهم هدايا دهب وشنط ماركات، أما الماجات والحاجات العادية فبتروح لباقى المُدرسات». تعترض «تهانى» على منح هدايا للمُدرسات من الأساس، موضحة أن أولياء الأمور ليسوا وحدهم من يتضررون من ذلك الواقع، إنما المُدرسات أيضاً: «إحنا كمان بنجيب هدايا لصاحبة المدرسة والمديرة، وأنا اقترحت بدل ما نعمل كده نجمع فلوس من بعض ونعمل حفلة للدادات».