شهدت مدرسة النيل القومية، فى المنيل، قبل مرور 24 ساعة، على قرار الدكتور يسرى الجمل، وزير التربية والتعليم، منع الضرب نهائياً فى المدارس، أزمة جديدة، إذ اتهمت أسرتان مدرساً بضرب ابنتيهما، وتهديد إحداهما بفصلها من المدرسة إذا أبلغت عن الواقعة. أصيبت إحدى الطالبتين بكسر فى إصبع يديها، وحررت الأسرتان محضراً ضد المدرس وإدارة المدرسة، وقدما شكوى رسمية ضد المدرسة فى الإدارة التعليمية. وقال أولياء أمور الطالبتين منة الله سيد يوسف وإيمان إيهاب، إنه عند توجههم إلى الإدارة التعليمية فوجئوا بوكيل الوزارة يقول لهم: «ما أقدرش أعمل حاجة، لأن المدارس القومية لا تتبع الوزارة، بل الجمعيات الأهلية، مشيراً إلى أن إشراف الوزارة عليها لا يتعدى الجانب المالى فقط». روت منة الله، الطالبة بالصف الرابع الابتدائى، ما حدث وقالت: يوم الأربعاء الماضى، وفى الحصة الرابعة، شخط فينا الأستاذ محمد فاروق، مدرس اللغة العربية، وقال لنا: ماحدش يكتب، وأنا فضلت ماسكة القلم بس من غير ما أكتب، لقيته جاب المسطرة وضربنى جامد على كتفى وعلى يدى اليمنى ومن ساعتها وهى وجعانى، ورحت للدكتورة فى المدرسة طلبت منى أعمل أشعة، لأنها ممكن تكون مكسورة. تضيف منة: «رحت اشتكيت لبابا فأخذنى وعمل محضر فى القسم وتقرير طبى فى المستشفى، وتانى يوم راح المدرسة علشان يقابل المديرة، لكن مس ليلى دخلت الفصل وقالت لنا: «اللى هيقول إن مستر محمد كويس هاجيبله هدية، قام الفصل كله قالها إحنا مش هنبيع نفسنا عشان خاطر هدايا أهالينا ممكن يجيبوا لنا أحسن منها، وبعدها قالت ليا: لو قلت إن مستر محمد وحش أو اشتكيت منه همشيك من المدرسة، وأنا باحب المدرسة جداً بس مش بحب انضرب، ومش عايزة أموت زى إسلام، وكمان بابا وماما عمرهم ما ضربونى. سيد حزين، والد منة، أكد أنها ليست المرة الأولى التى تتعرض فيها ابنته للضرب من المدرس نفسه، ففى 26 أكتوبر الماضى، ضرب المقعد الذى تجلس عليه بقدمه فانقلبت منة على الأرض وأصيبت بكدمات فى ظهرها ويديها، وقال: «عندما قدمت شكوى لإدارة المدرسة، تجاهلتنى المديرة وعاملتنى بشكل غير لائق، وعرفت فيما بعد أن المدرس يعمل بعقد مؤقت ويمت بصلة قرابة للمديرة». وأضاف: «أنا ضد الضرب كعقوبة للطلبة خاصة بعد انتشار حوادث مقتل الأطفال، وبصراحة حياة بنتى أهم من تعليمها». وأضاف: «الغريب فعلاً هو عدم وجود أى رقابة من الوزارة على المدارس القومية - حسب كلام وكيل الوزارة - مما يعنى أننى كولى أمر، إذا تعرض ابنى لأى مشكلة فى المدرسة آخد حقه بيدى وأضرب المدرس»، وطالب حزين د. يسرى الجمل، وزير التربية والتعليم، بوضع آلية لعقاب الطلبة فى المدارس، لا تعتمد على الضرب، وأن تخضع كل مؤسسة تقدم خدمة تعليمية لإشراف الوزارة».