"ولاد الحرام ضحكوا عليا، كنت عايز أقول لأ وقالولي إن الدايرة على اليمين دايرة لأ"، يقولها ربيع محمود، محبطا أمام لجنة مدرسة البراجيل الإعدادية بالجيزة، بعد أن أدلى بصوته فيها. ربيع، سائق "التوك التوك"، قال ل"الوطن" إنه جاء أمام باب اللجنة، لكنه لا يعرف رقمه في كشوف الناخبين، فوجد عددا من الشباب الملتحين يجلسون أمام باب مركز شباب البراجيل المجاور للجنة الانتخابية، ومعهم "لاب توب" ويساعدون المواطنين بالبحث عن أرقام لجانهم الانتخابية، فذهب إليهم ربيع وأعطاهم بطاقته الشخصية ليبحثوا عن اسمه، فوجه أحدهم لربيع سؤالا "انت عايز تقول نعم ولا لأ؟"، ورد عليهم ربيع "هقول لأ"، فأعطاه الشيخ عبد الهادي ورقة مشابهة لبطاقة التصويت وبها دائرتين، الأولى زرقاء وبداخلها علامة "صح"، والثانية بنية اللون وفارغة، وقال الشيخ لربيع "لو عايز تقول لأ علّم في الدايرة الزرقاء على اليمين مثل هذه الورقة". وعلى بعد 50 مترا من باب اللجنة الانتخابية، يجلس عدد من الشباب الملتحين، ومعهم أجهزة "لاب توب"، يساعدون الناخبين لمعرفة رقم لجنتهم الفرعية ورقمهم بكشوف الناخبين، لكنهم يقومون بتوجيه الناخبين للتصويت ب"نعم"، وهدد أحدهم محرر "الوطن" بقوله "إنت شكلك مش من البراجيل.. واقف هنا ليه؟"، وأضاف "لو قمت بتصوير أي شئ فلن تخرج من البراجيل على أقدامك" وهو مستمتع بنغمات هاتفه المحمول "أنا موافق عشان الاستقرار.. أنا موافق عشان العجلة تدور". ويقول ربيع "أنا جاهل وعمري ما دخلت مدارس، ولا قرأت الدستور، ولا أفهمه، بس أنا عايز أقول لأ عشان الإخوان بيقولوا نعم، وأنا لا أطيقهم"، ويضيف: "دخلت اللجنة وعلمت على الدائرة الزرقا، وبعدما خرجت، قال أحد الشباب إن الدايرة الزرقا دي بتاعة الموافقة". ربيع يعمل سائق "توك توك" منذ 5 سنوات ولم يتزوج حتى الآن، ويرى أنه لن يتزوج أبدا، فالزواج خُلق لبشر بعينهم وهو ليس من هؤلاء البشر كما يقول، فمكسبه من "التوك التوك" يكفيه مصاريفه الشخصية بالكاد، وقد اشتراه بالقسط ولم ينته من سداد ثمنه حتى الآن.