بروفايل| "7 مارس".. يوم الحروب

الحروب حينما تضرب البلاد، تختفي ملامحها الخضراء، ولا يتبقى غير تواريخ تعيد للأذهان في كل ثانية معاناة مواطنين هُجرّوا من بيوتهم قصرًا، وخلَفوا عند تلك المدينة ماضيهم وحاضرهم، وفي طريقهم لمستقبل مجهول.
كان من نصيب يوم "7 مارس" أن يضم في طياته العديد من الحروب، التي شهدها العالم على مدار سنين مختلفة، تفَرقت أعومها واجتمعت في ذلك اليوم.
في 7 مارس 1862، هزم جيش الاتحاد جيش الكونفدراليين في موقعة "بيا ريدج" في أركنساس في أثناء الحرب الأهلية الأمريكية، أو الحرب بين الولايات التي بدأت منذ عام 1861 وحتى 1865، وهي حرب أهلية قامت في الولايات المتحدة حيث أعلنت إحدى عشرة ولاية من الجنوب تحت قيادة جيفرسون ديفيس، الانفصال عن الولايات المتحدة، وأسست الولايات الكونفدرالية الأمريكية.
وأعلنت الحرب على اتحاد الولايات المتحدة، والتي كانت تساندها كل الولايات الحرة وولايات الرقيق ال5 التي تقع على الحدود، وعلى الرغم من أن القوات الكونفدرالية حققت نجاحات عديدة في الجبهة الشرقية، إلا إنها هُزمت مرات عديدة في الغرب، وطردوا من ولاية "ميزوري" في بداية الحرب نتيجة تلك المعركة.
رغم الانعطافات الكثيرة التي شهدتها "حرب البوير الثانية"، إلا أنه في 7 مارس 1902 ألحق البريطانيين أكبر هزيمة منذ بداية الحرب، في معركة "تويبوتش" بقيادة القائد بوير كوس دي لا ري، واستمرت الحرب حتى 31 مايو 1902، حيث بدأت في 11 أكتوبر 1899 بين الإمبراطورية البريطانية وجمهوريتي بوير مستقلتين.
فنشبت حرب البوير الثانية نتيجة لتجدد الجهود البريطانية لاستعادة السيطرة على "الترانسفال" التي كان قد أعيد تسميتها جمهورية جنوب إفريقيا، وذلك عندما اكتشف "منقبو الذهب" في ويتواترزراند في عام 1886، وأخذت الثروة المتنامية في "الترانسفال" تهدد بقلب ميزان القوى في جنوب إفريقيا لغير صالح المستعمرات البريطانية، وكان البريطانيون، لأسباب اقتصادية، حريصين على السيطرة على القارة الإفريقية، وبدا أن السيطرة على جمهورية إفريقيا مفتاح ذلك.
وفي 31 مايو 1902 أقر اجتماع لممثلي البوير في فيرينيجينج على شروط معاهدة السلام التي أقرها البريطانيون مساء اليوم نفسه في بريتوريا، وبموجب بنود اتفاقية فيرينيجينج استسلم البوير دون شروط، وقبلوا بالحكم البريطاني.
ومع ذلك وعد البريطانيون بمنحهم الحكم الذاتي في وقت ما مستقبلًا، وما إن يتحصل البوير على الحكم الذاتي، عليهم أن يقرروا بأنفسهم بخصوص حق الاقتراع للسود، ووافق البريطانيون على منح مبلغ 3 ملايين جنيه إسترليني للمساعدة في إعادة البناء.
وفي اليوم نفسه في عام 1942، احتلت القوات البريطانية إثيوبيا، في أثناء الحرب العالمية الثانية، حيث غزت إيطاليا "إثيوبيا"، واحتلتها في إطار جهود الحكم الفاشي في روما لتأسيس وجود استعماري لإيطاليا في إفريقيا.
وما إن انتهت الحرب العالمية الثانية عام 1945، احتلت روسيا الجزء الشمالي من شبه الجزيرة الكورية مؤسسة هنالك نظامًا شيوعيًا، وكانت الولايات المتحدة تسيطر على الجزء الجنوبي وأقامت نظامًا ديمقراطيًا، وكان يفرق بين الجزأين الكوريين خط العرض 38، وفي 7 مارس 1951، تعدت قوات الأمم المتحدة بقيادة فريق أول ماثيو ريدجواي على قوات صينية فيما عُرف في إطار "الحرب الكورية".