يختتم المركز الكاثوليكي للسينما، مساء اليوم، فعاليات دورته ال64، برئاسة الأب بطرس دانيال، بالشكل الذي يناسب استمراريته وخصوصيته كمهرجان سينمائي من أقدم الفعاليات السينمائية حول العالم، من خلال مجموعة من الفعاليات والتكريمات، لنجوم الريادة أو للمتميزين في مجال الدراما. وقال الأب بطرس دانيال، رئيس المركز الكاثوليكي للسينما، إن الإعداد للدورة تحدث على مدار العام، من خلال الاستعراض المستمر للأفلام المعروضة تجاريًا خلال العام، وفي النهاية يتم حصر جميع الأعمال وعرضها على لجنة مشاهدة من المركز لاختيار الأفلام التي تصلح للمشاركة في المهرجان وفقًا للمعايير الخاصة بالمركز. وأضاف، ل"الوطن"، أن اللجنة اختارت هذا العام 5 أفلام من ضمن ما يجاوز ال30 فيلمًا، وهي: "بتوقيت القاهرة للمخرج أمير رمسيس، أسوار القمر للمخرج طارق العريان، سكر مر للمخرج هاني خليفة، باب الوداع للمخرج كريم حنفي، وقدرات غير عادية للمخرج داود عبدالسيد"، مؤكدًا "لنا معايير تختلف عن أي مهرجان سينمائي آخر، هناك أفلام تصلح لترشيحها للأوسكار ولكن لا أستطيع قبولها في المهرجان، فنعتمد مجموعة من المعايير الأخلاقية، الفنية والإنسانية تتناسب مع خصوصيتنا كجهة دينية تشجع السينما، وبالتالي لا يكون الجانب الفني هو الأبرز فى حكمنا على الأفلام. وأوضح "بعد انتهاء لجنة المشاهدة من عملها ووصولها للقائمة النهائية للأفلام نبدأ في عرضها على مجموعة من نقاد على دراية بمعايير المركز في الاختيار مثل ماجدة موريس، خيرية البشلاوي، وطارق الشناوي، الدكتور وليد سيف، وأشادوا بالأفلام التي اختيرت بوصفها أفضل أعمال عرضت في 2015". ونفى الأب دانيال، اقتصار فعاليات المهرجان على إعلان الجوائز في حفل الختام فقط، قائلًا "على مدى أيام المهرجان نظمنا ندوات يومية ناجحة للأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية بحضور مجموعة من النقاد، وأبطال الفيلم وتكون مفتوحة للجمهور، بينما شهد اليوم الأخير من الفعاليات تكريم النجم العالمي الراحل عمر الشريف في حفل تأبين تضمن عرض فيلم المواطن مصري". وعن اختيار فيلم المخرج داود عبدالسيد، ضمن الأفلام المشاركة بالمهرجان، أشار الأب دانيال، "بالنسبة لفيلم قدرات غير عادية، وما تضمنه من مشاهد هاجمها البعض، هي مجرد مشاهد ضمن سياق الفيلم الذي يحمل مضمونًا ورسالة مهمة جدًا عن القدرات الخارقة التي يمتلكها الإنسان، ولكن الناس ركزت مع بعض المشاهد التي تعتبر طبيعية ضمن إطار الحياة، ولكن إذا كان الفيلم يعتمد في الأساس على تلك المشاهد نرفض العمل بالكامل". وتابع "أصعب شيء يواجهنا في الإعداد للمهرجان اختيار رئيس اللجنة، حيث يجب اختياره بعيدًا عن الأفلام المشاركة في المسابقة، وبعد اختيار رئيس اللجنة نطلب منه اختيار أعضاء اللجنة أو تركها لإدارة المهرجان، وعندما اخترنا المخرج على عبدالخالق ووافق على المشاركة فوريًا، طالب الإدارة باختيار اللجنة ثم عرضنا عليه الأسماء قبل الاتفاق معها، وتضم اللجنة في عضويتها 4 فنانين وسيناريست، مدير تصوير، موسيقيًا وناقدة، ونحرص على التنوع الكبير في أعضاء اللجنة؛ لتمثيل جميع عناصر العمل ليتم تقييمها على أفضل وجه". وفيما يتعلق بجوائز الريادة السينمائية التي يحصل عليها زبيدة ثروت، كريمة مختار، ليلى طاهر، جميل راتب، لطفي لبيب، يوسف شعبان، أشار إلى أن جائزة الريادة السينمائية يحاولون من خلالها تكريم مجموعة من كبار الفنانين على خطواتهم في عالم الفن، إلى جانب البحث عن أسماء منسية غفلتها التكريمات لفترة طويلة، وكل عام يضعون أمامهم قائمة من الأسماء التي يجب تكريمها. وأكد "نحن لدينا أسباب واختيارات تختلف عن أي مكان آخر، لا نبحث عن النجم الأبرز بقدر ما نتعمد البحث عمن يحتاج التكريم سواء على المستوى الصحي أو النفسي، ولا يكون المستوى الفني هو العامل الأهم في الاختيار، وكانت دموع الفنانين المكرمين في حفل الافتتاح أكبر دليل علي ذلك". وعن اقتصار اهتمام المركز بالأفلام الروائية فقط، قال رئيس المركز، "كانت لنا تجربة في دورة واحدة للأفلام القصيرة وكانت ناجحة بشكل كبير، ولكن غياب التمويل أدى إلى توقفها، خاصة أن مهرجان الأفلام الروائية الطويلة لا يقدم جوائز مالية بل يقتصر فقط على الجوائز العينية، ولكن في الوقت الحالي هناك مفاوضات مع إحدى القنوات الفضائية في البحث عن جهات تمويل لنعيد تنظيم المهرجان مرة أخرى".