حسناً يا أستاذ مرتضى تريدها أن تكون على أرضية دينية وأخلاقية، هى لك، وذلك حصاد ما حدثت به نفسك، وأقنعت إياها بأنها قادرة على تعبئة الهواء فى «قزايز». يملأ مرتضى منصور الدنيا ضجيجاً بالكلام عن الأخلاق والدين، يشتم هذا ويسب هذا، يستخدم ألفاظاً سيئة السمعة فى وصف خصومه، يستخدم مفردات يعفُّ لسان كل شريف عن ترديدها على الهواء مباشرة، دون دليل، وكما عادل إمام فى «شاهد مشفش حاجة»، يصف «فلان» بأنه خمورجى، و«علان» بأنه نسوانجى، وآخر بأنه فاسد، وثالث بأنه عميل، يمتاز لسان رئيس نادى الزمالك بأنه ينضح من داخل بئر محددة الألفاظ والشتائم، ولا يعرف التجديد، لذا سهل على كل خصم من خصوم رئيس نادى الزمالك أن يعرف أى قصيدة بذيئة سيسمعها اليوم. أن تكون شتّاماً، ذلك أمر يخصك، حتى ولو كنت شخصية عامة المفترض فيها أن تكون قدوة، تلك حريتك واختياراتك والصورة التى تريد أن ترسمها لنفسك فى صفحات التاريخ التى لن تكتب عنك سوى كلمة واحدة تقول: يوماً ما مر شتّام من هنا. الأزمة الأخلاقية الحقيقية أن تكون شتّاماً يعاير الناس بسوء أخلاقهم، تلك هى المعضلة التى تحتاج إلى دراسة نفسية، أن تكون مثل رئيس نادى الزمالك تسمح لنفسك بسوء الأخلاق وتعاير فلاناً أو علاناً بأنه شرد لفظ منه هنا أو هناك. يعتمد مرتضى منصور فى تشويه خصومه على مبدأ الطعن فى أخلاقهم، ولا أفهم كيف تستقيم فكرة أن رجلاً لا يتحدث إلى الناس إلا وشتم وطعن لسانه فى أعراضهم وشرفهم، يعين نفسه قاضياً ووصياً على الشرف والأخلاق. يتكلم «مرتضى» كثيراً عن تدينه، فهل أخبره تدينه كيف تصف كتب الحديث والفقه من هو مثله يعيش بين الناس ناشراً ألفاظاً بذيئة مستسهلاً الطعن فى شرف وأعراض الناس؟ سنفعلها نحن ونوفر على سيادة المستشار المتدين بطبعه، يقول الإمام الغزالى يا أستاذ مرتضى: «إن السب والفحش وبذاءة اللسان مذمومة ومنهى عنها، ومصدرها الخبث واللؤم، والباعث عليها إما قصد الإيذاء، وإما الاعتياد الحاصل من مخالطة الفسّاق». وإن لم يعجبك قول الغزالى، تعالَ نذهب إلى الترمذى الذى نقل عن النبى، صلى الله عليه وسلم، قوله: «الحياء من الإيمان، والإيمان فى الجنة، والبذاء من الجفاء، والجفاء فى النار»، كما نقل أبوالدرداء عن النبى الكريم قوله: «وما من شىء أثقل فى ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن، وإن الله ليبغض الفاحش البذىء»، وعن أبى موسى، رضى الله عنه، قال: قلت يا رسول الله: أى المسلمين أفضل؟ قال: «من سلم المسلمون من لسانه ويده». وإن لم يعجبك الموجود فى كتب المسلمين، تعالَ نقرأ معاً رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس: «وَلاَ سَارِقُونَ وَلاَ طَمَّاعُونَ وَلاَ شَتَّامُونَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ». وإن بحثت فى التوراة وكتبها ستجد أكثر من آية وعلامة تدين فاحش اللسان والشتّام. من هو مثل المستشار لا يستحق عناء الكتابة، هو يعرف تماماً أن قلم كل كاتب مثل السيف يستطيع أن يذبح أقسى من كلماته التى يظن أنها ترعب الناس، ولكن مصر لا تستحق أن نهدر وقتها على معارك رجل يقف يوماً مدافعاً عن توفيق عكاشة ويصفه بالشريف واليوم يقف ليبيعه بعدما سقط، فى دلالة يفهمها جيداً أولاد البلد. دواء حالة «مرتضى» مدون فى الأثر باسم سيدنا عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، حينما قال: «أميتوا الباطل بهجره».. أميتوا مرتضى منصور بهجر معاركه الهزلية، أميتوه ببلوكه من على «يوتيوب»، أميتوه بإحياء تناقضاته، أميتوه قبل أن يميت فينا وفى أولادنا عفة اللسان.