سيطرت معركة الدستور والتصويت عليه ب«نعم» على خطب الجمعة أمس بالمحافظات، وطالب إمام مسجد أبوبكر الصديق بوسط مدينة نجع حمادى فى قنا جموع المصلين بالوقوف بجانب دين الله وشرعه، لافتاً إلى أن الاختلاف الحاضر فى الساحة السياسية ليس فيه شىء من الدين، لأن الاختلاف فى الإسلام رحمة، مشيراً إلى أن التوافق لا وجود له فى الإسلام، ويجب خضوع الأقلية لرأى الأكثرية. وطالب المصلين بترك الإعلام الفاسد والليبرالية التى تدعو للتحرر من الدين والعلمانية التى تدعو لفصل دين الله وشرعه عن الدولة، داعياً إياهم لصلاة استخارة من أجل التصويت بما يخدم الصالح العام والبلاد من حقن لدماء المسلمين والاجتماع على عبادة الله الواحد. وتناول عدد من خطباء المساجد بمحافظة القليوبية أهمية المشاركة فى تقرير مصير الوطن والاستفتاء على الدستور وطالبوا المصلين بعدم التقاعس عن الخروج للإدلاء بأصواتهم وعدم الاستجابة لدعوات المقاطعة، وحرص عدد كبير من الأئمة والخطباء على عدم توجيه المصلين إلى اختيار رأى بعينه، وأكد خطيب مسجد أبومرزوق ببنها أن أمور الدستور والانتخابات هى أمور دنيوية لا ترتبط بالأمور الشرعية ودخول الجنة أو النار، محذراً من الانسياق وراء أى فصيل، مضيفاً أن الأهم فى هذا الدستور هو تحقيقه للكليات الخمس للشريعة الإسلامية وهى حفظ النفس والعرض والمال والنسل والعقل. فيما ناشد خطباء المساجد التابعة للسلفيين وجمعية أنصار السنة المواطنين للخروج للتصويت ب«نعم» للدستور، لأنه يحرص على إعلاء شأن الإسلام وتطبيق الشريعة الإسلامية، مؤكدين ضرورة الذهاب للاقتراع والاستفتاء على الدستور الجديد من منطلق أنه واجب وطنى على الجميع، داعين جموع المواطنين من مختلف طوائف المجتمع وتياراته إلى المشاركة الفعالة فى الدستور، وذلك لبناء الحياة الديمقراطية المصرية. ودعا عدد من خطباء مساجد قنا المواطنين للتصويت ب«نعم»، لأنها الطريق إلى استقرار الوطن، موضحين أن هناك ساعات قليلة تفصلنا عن الوصول إلى الاستقرار، وانتهاء عصر البلطجة السياسية من القوى العلمانية والليبرالية والشيوعية المخربة وتريد أن تطيح بالشرعية. ولم تخرج خطبة الجمعة فى مسجد الرحمن بحى أبوهلال جنوب محافظة المنيا عن الأحداث السياسية التى تشهدها الساحة المصرية، خاصة معركة الدستور، واستنكر الخطيب الشيخ رجب حسن أمير الجماعة الإسلامية حصار مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية يوم الجمعة الماضى، وقال «نأسف لما حدث للشيخ الجليل أحمد المحلاوى الذى دفع ثمناً غالياً من أجل الدعوة لدين الله وسجن فى عهد السادات ومبارك». وتسابق خطباء مساجد دمياط فى الدعوة للتصويت ب«نعم» فى الاستفتاء من أجل الاستقرار والتنمية ولدحض الافتراءات والأكاذيب التى تبثها وسائل الإعلام، كما حدثت عدة مشاجرات مع أئمة المساجد، ففى مسجد الهدى بالأعصر دعا إمام المسجد المصلين للتصويت ب«نعم»، ووصف غير المتعلمين بالجهلة الذين تضحك عليهم وسائل الإعلام، مما أدى لمشاجرة بين المصلين والخطيب على أثرها تم إنهاء الخطبة قبل موعدها. وبمسجد البحر دعا خطيب المسجد على مقلد، مستشار وزير الأوقاف، للرئيس محمد مرسى بالتوفيق، كما اتهم الإعلاميين برفض الدستور لرفضهم الشريعة الإسلامية، فيما اشتبك المصلون مع إمام مسجد المحطة بكفر البطيخ لدعوته للتصويت ب«نعم» من أجل تطبيق الشريعة الإسلامية، وحدثت مناوشات بين السلفيين ومعارضى الرئيس أمام مسجد المنياوى بالسرو، وذلك أثناء توزيع المعارضين بيانات لرفض الدستور. فيما حذر عدد كبير من أئمة وخبطاء المساجد بأسوان، المواطنين من الانقياد خلف الشائعات، التى من شأنها زعزعة أمن واستقرار المصريين، والتى تحاول شق الصف بين أبناء البلد الواحد، وطالبوا المصريين بالخروج للاستفتاء فى المرحلة الثانية والاختيار بكل حرية. وفى الغربية حث الخطباء المواطنين للنزول للاستفتاء والمشاركة فيه، وقال الشيخ عبدالسلام أنور، خطيب مسجد السلام بمدينة طنطا، إنه يضع أملاً كبيراً فى المرحلة الثانية من الاستفتاء والمقرر إجراؤها اليوم فى أن تخرج النتائج بالموافقة على الدستور الجديد، الذى وصفه بأنه أفضل دستور شهدته مصر ويتحدث باسم الشريعة الإسلامية الواجب اتباعها من أجل نهضة البلاد. والتزم خطباء مساجد المنوفية بعدم الحديث عن الاستفتاء، واكتفوا بحث المواطنين على العمل والبناء من أجل صالح الوطن، والتعاون واحترام الرأى والرأى الآخر، وعدم الانصياع وراء الشائعات، فيما كثف أعضاء الأحزاب الإسلامية خاصة حزب الحرية والعدالة وحزب النور بالمنوفية توزيع المنشورات أمام المساجد بعد صلاة الجمعة لحث المواطنين على التصويت ب«نعم» على الدستور تحت شعار (دستورك يحمى حقوقك موعدنا غدا لنقول «نعم» للدستور). واستنكر الشيخ علاء مفتاح، خطيب مسجد الكلالسة بشمال الأقصر، موقف ما سمّاها جبهة «الإنهاق الوطنى» من الاعتداء على مسجد القائد إبراهيم والشيخ المحلاوى، وقال: «يبدو أن تقديس المساجد وتوقير الدعاة غير موجود فى أجندتهم»، ودعا مفتاح المواطنين للتصويت ب«نعم» لتكتمل الفرحة، لأن «نعم» هى الباب والطريق لعودة الخلافة والمجد للأمة، على حسب وصفه، وأفتى مفتاح بأن تخرج المرأة وتقول نعم للدستور ولو منعها زوجها لأن هذا الأمر كالجهاد فى سبيل الله وفيه تعلى المرأة مصلحة وطنها على مصلحة بيتها. ودعا الشيخ أحمد خليل، عضو الجمعية التأسيسية وعضو مجلس شورى الدعوة السلفية، عقب صلاة الجمعة فى مسجد الرحمة بحى الشرق ببورسعيد، إلى التصويت ب«نعم»، وأوضح أنه دستور حالم وصعب، ونعلم أن به أخطاء لكن يمكن تداركها وإصلاحها معاً، الأمر الذى أدى إلى مشادات كلامية بينه وبين المعارضين للدستور الذين قالوا إنه دستور سيؤدى بمصر إلى الهلاك. وكذلك سيطر تطبيق الشريعة الإسلامية وموضوع الاستفتاء على معظم خطب الجمعة بالبحيرة، فما إن انتهت صلاة الجمعة حتى انتشر الشباب والصبية الصغار من المؤيدين للدستور والرافضين له يوزعون المنشورات المؤيدة لموقف كل طرف. ودعا إمام مسجد السعرانية، بكفر الدوار، المواطنين للتصويت ب«نعم» على الدستور، مشيراً إلى أن رفض الدستور يعنى انتشار الفساد وعبدة الشيطان والبهائية، مشدداً على ضرورة التمسك بالشريعة والموافقة على الدستور. فيما قال خطيب مسجد الشباب المسلمين، بالغردقة، إن الإعلام مضلل للحقائق، وإنه لا ينقل الحقيقة كاملة، واتهم الإعلام بالكذب وتضليل الناس والتحريض على الخروج على شرعية الحكم وبأن هدفه الفتنة، وأنه إعلام ممول ويهدف إلى الوقيعة بين الشعب، وطالب المواطنين بالخروج إلى الصناديق والتصويت على الدستور الجديد ب«نعم». وأكد الشيخ محمد أبوالقاسم، خطيب مسجد الشيخ أحمد مكى بجنوبالأقصر، أنه على المواطنين اتباع المشايخ والعلماء الشرعيين عند التصويت على الدستور ولا يتبعون الذين يتشدقون بالسياسة، لأن العلماء ورثة الأنبياء، وهم الذين يحددون هل الدستور يتوافق مع كتاب الله وسنة رسوله أم لا. وأشاد أبوالقاسم فى خطبة الجمعة بالمسيحيين، قائلا: أحيى النصارى الذين يسمعون أوامر القساوسة والكهنة بالكنيسة عندما يقولون لهم قولوا «لا» يخرجون عن بكرة أبيهم ليقولوا «لا» بدون أن يجادلوا بعكس المسلمين الذين يرشدهم مشايخهم وعلماؤهم إلى الطريق الصحيح ويقولون «سمعنا وعصينا». كما أكد الشيخ دخيل حمد، أكبر قيادى للدعوة السلفية بمحافظة مطروح، أنه لا بد من تطبيق شرع الله فى حياتنا العامة والخاصة، وأن نجتمع جميعاً على التصويت ب«نعم» على الدستور الذى من خلاله سنطبق الشريعة الإسلامية التى يحاربها الفاسدون الذين يحدثون قلقا فى مصر ليسقطوا الدستور من خلال التصويت ب«لا» فى محاولة منهم ليشوهوا صورة الرئيس ويوقعوا بالدولة لإسقاط المشروع الإسلامى.