استأنفت محكمة جنايات الجيزة اليوم نظر قضية موقعة الجمل فى أجواء متوترة وعصيبة لمحاكمة 25 متهما من بينهم صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى المنحل واحمد فتحى سرور رئيس مجلس الشعب المنحل و 23 متهما اخرين من اعضاء مجلسى الشعب والشورى وقيادات الحزب الوطنى المنحل المتهمين بالاعتداء على المتظاهرين السلميين فى ميدان التحرير يومى 2 و3 فبراير 2011 مما تسبب فى قتل 14 شهيدا واصابة اكثر من الف آخرين , وحدث انقاسم بين دفاع المتهمين حيث طلب رجائى عطية تنحى هيئة المحكمة عن نظر القضية بينما تمسك المتهمون من داخل القفص باستمرار المحكمة فى نظرها واصدار الحكم فيها ورغم المشاحنات والمشادات المتتالية الا ان هيئة المحكمة رفضت التنحى واعلنت أنها لا يضيق صدرها وانه ليس من حق أحد أن يتمسك بالمحكمة او ان يطالبها بالتنحى , وبعد رفع الجلسة لمدة نصف ساعه عاودت المحكمة استمرار نظر القضية ومشاهدة الاسطوانات المدمجة التى إحتوت مشاهد ومقاطع للاحداث التى شهدها ميدان التحرير , وتسببت المشادات والمشاحنات فى اصابة عائشة عبدالهادى بحالة من الارق والتعب واغمى عليها وطلب لها الاسعاف الا انه تم افاقتها ورفضت الخروج من القفص واستكملت نظر المحاكمة . عقدت الجلسة برئاسة المستشار مصطفى حسن عبدالله وعضوية المستشارين أنور رضوان واحمد الدهشان بحضور المستشار وائل شبل المحامى العام بنيابة الاستئناف بامانة سر احمد فهمى وايمن عبداللطيف. اعلن رئيس المحكمة ان الجلسة خصصت لعرض عدد من الاقراص المدمجة والمحرزة على ذمة القضية والتى شاهدتها المحكمة قبل ذلك ولكن بسبب حضور عضو يسار جديد بالدائرة المستشار احمد الدهشان فإن المحكمة قررت مشاهدة جميع الاحراز مرة اخرى وكذا ترجمة الحديث التليفزيونى الذى اجراه المتهم ابراهيم كامل ابو العيون لمحطة اجنبية وبعدها سلم رئيس المحكمة 16 اسطوانة مدمجة الى الخبير الفنى . اعترض المحامى رجائى عطيه على ترجمة الحديث فى الجلسة وطلب تفريغ الحديث باللغة الانجليزية تفريغا حرفيا ووضعه امام المحكمة على ان يقوم المترجم بترجمة النص المكتوب بعد تفريغه حتى لا تتوه الكلمات بعد تفريغه وبعدها استدعت المحكمة المترجمة نيفين سامى محمد رئيس قسم الترجمة بمحكمة جنوبالقاهرة والمهندس الفنى يوسف عبدالصادق من قبل النيابة العامة وتم بدء الاعداد لشاشة العرض , قال محمد عوده المتهم فى القضية لرئيس المحكمة انه يعانى الكثير من الامراض وانه محبوس منذ اكثر من عام على ذمة القضية بينما هناك متهمون اخرون مطلقى الحرية وهو ما يخل بمبدأ العدالة الى جانب نظر المجتمع الى المحبوسين احتياطيا وهو ما يحملهم ذنب ليس لهم دخل فيه , وقال ان هناك بعض المتهمين عجزة اجهزة الدولة عن ضبطهم او الاتيان بهم مما يخل بميزان العدالة واستكمل حديثه قائلا " استحلفكم بالله ان تطلقوا سراحى " لأن حبسى يلحق ضرر بى وبأسرتى وأنه يفوض امره الى الله وردد قائلا " حسبنا الله ونعم الوكيل " . و طلب دفاع مرتضى منصور المتهم العاشر فى القضية الحديث قائلا " انه يطلب تقديم طلب عذر للمتهم عن عدم حضوره الجلسة , وهو كونه قدم طلب دعوى رد ومخاصمة لهيئة المحكمة , الا ان رئيس المحكمة قال ان المحكمة لا تخاصم احد ولا ترد احد وكل ما يجرى امور مفتعلة , وان هيئة المحكمة ليس لها أى شىء , واشار رئيس المحكمة الى ان العذر الذى يقدم عن متهم غائب يكون عذرا طبيا واما عن دعوى الرد والمخاصمة فان المحكمة غير مختصة بنظرها وانه سبق للعديد ان رد المحكمة فى قضايا متنوعه وقضى فيها بمعرفة هيئة المحكمة , الا ان دفاع مرتضى رد قائلا " انا باقدم عذرا قانونيا , وهو قرار وزير العدل بابلاغ رئيس محكمة استئناف القاهرة بندب قاض تحقيق للتحقيق فى البلاغات المقدمة ضدك بشأن واقعة التزوير فى محضر الجلسة , الا ان رئيس المحكمة رد عليه قائلا " لا اعلم شيئا عما تقوله , واللى انت عايز تقوله قوله , ومش انت اللى تخطرنى اللى يخطرنى الجهات المختصة بالقضاء . انضم منتصر الزيات لدفاع المحامين المتهمين وبينهم سعيد عبدالخالق المحبوس على ذمة القضية , وقال منتصر انه حضر للتضامن مع زميله المحبوس الا ان سعيد عبدالخالق انتابته حالة من الضحك الهستيرى داخل القفص وصرخ قائلا " ياريس أنا مش طالب دور من نقابة المحامين , ودور النقابة ظهر جدا ومتشكر لهم , الا ان احد المحامين رد قائلا " يا استاذ سعيد احنا جايين لرد الجميل , فعلق رئيس المحكمة قائلا واحنا جايين نتفرج عليكم , فضجت القاعه بالضحك , واستكمل منتصر حديثه مطالبا هيئة المحكمة بالعدول عن قرارها بضبط واحضار مرتضى منصور ونجله ونجل شقيقته الا ان رئيس المحكمة رد عليه قائلا " ان المحكمة طبقت القانون وان دفاع المتهم الغائب لا يسمع الا فى حضوره . تدخل مرة اخرى رجائى عطيه قائلا اطالب هيئة المحكمة بتفريغ تحقيقات النيابة مع شهود الاثبات الذين اتهمهم مرتضى منصور بالشهادة الزور والبلاغات الكاذبة وتم التحقيق معهم من قبل المستشار صلاح دياب المحامى العام بنيابة الاستئناف , وأشار عطيه الى ان النيابة العامة ما قدمته فى الجلسة الماضية يعتبر تحقيقا تكميليا جديدا وأنه لم يتم اثبات ذلك فى محضر الجلسة وبناء على قول رئيس المحكمة بورودها بخطاب وارفقت بالقضية ونظرا لان محضر الجلسة يجب ان يكون عنوانا لكل الاجراءات حتى يتصل علم كافة المتهمين بما فيها من اقوال , واكد الدفاع انه بمطالعته تلك التحقيقات تم توقيع تحقيق الهاتف النقال الخاص بالشاهد عبدالرحيم عبداللطيف وتبين انه فى مكان آخر والذى أبدى انه شاهد ما فى هذه الوقائع كما ثبت فى التحقيقات ان النيابة العامة بعد تحقيق مستفيض أنتهى بتهمتى البلاغ الكاذب والشهادة الزور لشهود الاثبات الآتيه وهم محمد على سليمان الشوربجى وعبدالرحيم عباس ومحمد صلاح الدين وآخرين , ونظرا لعدم تدوين ذلك فى محضر الجلسة ولعدم اخطار الدفاع بها وانه لا يجزأ فى ان تكون تلك التحقيقات فى صالح المتهم العاشر ولأن العدالة لا تتجزأ , واستشهد بقوله تعالى " وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى " , واستكمل رجائى عطيه حديثه قائلا ان التحقيقات لم تأخذ حقها فى العدالة وان سير الاجراءات على هذا النحو يعتبر مصادرة على الدفاع والعدالة وان المتهم العاشر بهذا الشكل لا ينال حقه من الرعاية الواجبه فى رحاب العدالة والتمس من المحكمة عملا بحديث الرسول " ص " استفتى قلبك " ونظر لاستشعار العضو اليمين الحرج وتأكدت أنباء فى دوائر عديدة استشعرت الحرج فى نظر طلبات الرد فتنحت , واطلب من المحكمة أن تتنحى عن القضية , وهنا صفق أنصار احد المتهمين الحاضرين فى القاعه ورددوا قائلين " أرحل , أرحل " اثناء رفع الجلسة فوقف رئيس المحكمة ونظر الى المحامين المرددين الهتافات وطلب احضار واحد منهم الا ان العضو اليمين اثناه عن قراره وطلب منه دخول غرفة المداولة مما تسبب فى حدوث فوضى داخل القاعه وصاح المتهمون من داخل القفص قائلين " متمسكين بهيئة المحكمة بينما رفض ابراهيم كامل ابوالعيون التعليق على طلب دفاعه وثار رجب حميده داخل القفص " حرام عليهم , هاتوهم وحاكموهم من بره " عاودت المحكمة الانعقاد بعد نصف ساعه وطلب دفاع طلعت القواس اعلان تمسكه بهيئة المحكمة الا ان رئيس المحكمة قال " ما فيش متهم يطلب التمسك ولا متهم يطلب التنحى , لم يجر العمل فى المحاكم بهذا الشكل ولم يجر العمل على ان تتحول قاعات المحكمة الى مظاهرات وهى "اشياء لا تغنى ولا تسمن من جوع " .وقال رجب حميده " هما خايفين من ايه ما ييجوا هنا " حسبنا الله ونعم الوكيل ومتمسكين بالمحكمة لثقتنا فى الله وسلامة مواقفنا والمحكمة لا تخشى فى الحق لومة لائم " اعترض احمد شيحه المتهم فى القضية وصاح من داخل القفص معترضا على دفاع مرتضى منصور قائلا لرئيس المحكمة " يا سعادة الرئيس ما فيش غير مرتضى منصور فى القضية دى , هو بيتلاعب بالكل بينما تدخل المتهم محمد عوده لمساندة شيحه ضد دفاع مرتضى قائلا له "روح اقعد فى بيتكم " حسبنا الله ونعم الوكيل وتدخل احد الحضور للاعتراض على اقوال المتهمين الا ان رئيس المحكمة حذر بأن من يخل بنظام الجلسة فسيتخذ ضده الاجراءات القانونية . هدد رجائى عطيه بالانسحاب من الجلسة فرد عليه رئيس المحكمة بانه لا يرضى بذلك واعطاه باقى التحقيقات التى جاءت من النيابة لاثباتها فى المحضر , وبعدها طلبت المحكمة مشاهدة الاسطوانات المدمجة وبدأت فى الثانية عشر و45 دقيقة وعندما عرضت المحكمة المشاهد اعترض رجائى عطيه قائلا ان القرص عبارة عن لقاء باللغة الانجليزية لقناة السى بى اس " فقال له رئيس المحكمة ان هناك مترجمه ستترجم اللقاء حرفيا وظهر فى المشاهد رجل الاعمال ابراهيم كامل وسط مجموعه من مؤيدى الرئيس السابق حسنى مبارك ثم لقاء معه فى القناه وهو يشير الى المتواجدين بميدان التحرير بينما لم يثبت الاقوال فى الجلسة لكونها باللغة الانجليزية وأثناء العرض الذى استغرق 20 دقيقة وقف جميع المتهمين داخل القفص فى انتباه شديد لمشاهدة القرص باهتمام بالغ بينما طلبت المترجمه اعادة بعض اللقطات لترجمتها مرة اخرى , وظهر فى الفيديو الآخر مقطع لم تظهر به صورة المتحدث الذى هاجم كعادته أمير قطر وزوجته والبرادعى وايمن نور وتساءل عن اماكنهم المتواجدين بها فى حرب 1973 وطالب الجميع بالتوجه معه لميدان التحرير الا انه رفضوا وظلوا يرددوا ضده "لا , لا" ثم اوقفت المحكمة السى دى ودونت المحكمة ملاحظتها بان بعض ممتطى الخيل والجمال يحملون عصى والبعض الآخر يحملون صور للرئيس السابق وأخرون يحملون اعلام مصر كما تلاحظ سقوط بعض ممتطى الجمال والخيول والاعتداء عليهم بمعرفة المتواجدين بميدان التحرير . وشهدت الجلسة نشوب مشادة كلامية بين دفاع المتهمين والمحامين المدعين بالحق المدنى الذين قالوا " دول شدوهم عشان يضربوهم " وبعضهم كان بيقول بنحبك يا مصر " وراحوا على التحرير على طول , ورد عليه احضر الحاضرين من اقارب المتهمين واصفا اياهم بالبلطجية قائلا هما اللى جرجروهم للتحرير , دول غلابة يا ريس " فرد رئيس المحكمة قائلا له " أنت مين انت بتتكلم ليه بدون أذن " فرد عليه الحاضر قائلا " انا من نزلة السمان " وهنا تعالت صيحات انصار مرتضى منصور من خارج القاعه مرددين عايزين عدالة لينا " يا قاضى هايدلينا " ارحل , ارحل " طلب رئيس المحكمة من الفنى وقف عرض السى دى وطلب من الامن اسكاتهم لقيامهم بالتشويش على المحكمة , ثم قال احد المتهمين من داخل القفص يقبض عليهم احلى وبعد توقف 5 دقائق تم استكمال عرض الاسطوانات وظهر مرتضى منصور فى احد البرامج وهويخطب وسط الناس فقال محاميه يجب وقف هذا العرض لكون المتهم غائب واطلب اثبات ذلك فى المحضر الا ان رئيس المحكمة قرر ان الاسطوانات تم مشاهدتها قبل ذلك .وشهدت الجلسة اثناء رفعها حدوث مشادات بين المتهم رجب هلال حميده وأنصارأحد المتهمين ثم اعتلت المحكمة منصة العدالة واستممعت لطلبات الدفاع .