رصدت تقارير اقتصادية حديثة أن مصر خسرت 12 مليار دولار مساعدات خارجية بسسبب صدامات الاخوان مع دول الجوار وعجز النظام الحالي عن فتح قنوات تفاهم مع دولة مثل الامارات . قال التقارير أن مليار دولا فقط من السعودية وقطر هم حصيلة المساعدات لمصر بعد الثورة وكشف مصادر أن تنصل دول الخليج من تقديم مساعدات لمصر يرجع لخوفها من تصدير الثورة المصرية إليهم كان عدد من الدول العربية أعلن عن تقديم مليارات الدولار كمساعدة لمصر بعد قيام الثورة المصرية قدرها وزير المالية الاسبق سمير رضوان بحوالى 16 مليار دولار وبعد مرور مايقارب عامين على هذه الثورة لم تدخل الخزينة المصرية سوى 3.5 مليار دولار من قطر والسعودية . ورأى أبو العز الحريرى مؤسس التحالف الشعبي الاشتراكي أن دول الخليج معادية للثورة المصرية وليس من مصلحة دول الخليج أن تنجح الثورة المصرية خوفا من امتدادها لدول الخليج والقضاء على أنظمة الحكم الحالية فيها لذا فمن الطبيعى أن تحنث هذه الدول بوعودها الى مصر ولاتقدم سوى جزء صغير من المساعدات التى وعدتنا بها . وأكد أبو العز أن هناك مصالح مشتركة بين الاخوان المسلمين ودول الخليج فكل منهم يحاول استغلال مصر وثرواتها وعدم تقديم دول الخليج دعم لمصر بالشكل الكافى أمر طبيعى فمعظم دول الخليج لاتنفذ ما تقوله وحدث ذلك من قبل مع قطاع غزة فوعدته هذه الدول بتقديم دعم له ولكن بعد انفصاله عن السلطة الفلسطينية لم يأخذ أى مساعدات . وأضاف أن مصر ليست فى حاجة الى مساعدات من أى دول أخرى لأن الاقتصاد المصرى لديه امكانيات ومواد قوية اذا تم استغلالها بشكل صحيح فستصبح مصر من أكبر دول العالم اقتصاديا . وقالت الناشطة السياسية شهنده مقلد أن نظام الحكم الحالى على علاقة جيدة الى حد كبير بدول الخليج العربى وبكل دول العالم أصحاب الاموال وعلى رأسهم أمريكا وأضافت أن عدم تنفيذ دول الخليج لوعودهم بقيمة المنح والمساعدات التى قالت أنها ستعطيها لمصر يرتبط بالمصالح التى تستطيع مصر تقديمها لهذه الدول . وأضافت أن عدم حصول مصر على هذه المساعدات أفضل للوضع الاقتصادى الحالى وتابعت أن هذه المساعدات عبارة عن ودائع لها فوائد تدفعها مصر والوضع الحالى لايسمح بالمزيد من القروض ذات الفوائد . وأكدت أن مصر ليست فى حاجه الى مساعدات من الدول العربية وإذا كانت هناك حاجة الى الاقتراض فهناك العديد من رجال الاعمال الاغنياء المصريين من الممكن الاعتماد عليهم . ولفت ماجدة شلبى الخبير الاقتصادى الي أن الدول العربية وعدت مصر بعد الثورة بتقديم العديد من المساعدات ولكنها لم تنفذ أى من هذه الوعود ولم تحصل مصر سوى على مبالغ قليله جدا رغم أن حجم المساعدات التى أعلنت عنها الدول العربية تساوى مايقارب 16 مليار دولار لم يصل منها سوى وديعة قطرية بقيمة 500 مليون جنيه فى البنك المركزى المصرى و 500 مليون دولار من السعودية لدعم الاقتصد رغم اتفقا الحكومة السعودية مع الامارات على اعطاء مصر 5.5 مليار دولار لدعم الاقتصاد المصرى أما الامارات فلم تقدم اى مساعدات لمصر . وأرجعت شلبى ذلك إلى أن بعض الدول العربية وخاصة السعودية والامارات يخشوا من انتقال الثورة المصرية لديهم وحدوث انقلاب يطيح بسلطتهم بالاضافة الى أن هناك خلاف كبير بين الامارات ومصر خاصة بعد قيام الأولى بالقبض على مجموعة من الاخوان المسلمين وحبسهم . وأكدت أن مصر أيضا لم تقوم بالجهود المطلوبة لتنظيم عملية تلقى المساعدات وعمل علاقات شخصية قوية ببعض الاشخاص الفاعليين فى هذه الدول لتساعد مصر على الحصول على المساعدات . ورأى مصطفى النشرتى خبير اقتصادى أن الوضع السياسى الحالى فى مصر أفقدها الكثير من المليارات التى كانت ستقدم مساعدات من الدول الأوربية ودول الخليج . وأوضح أن الاتحاد الاوربى منذ قيام الثورة المصرية قرر منح مصر مساعدات لدعم التحول الديمقراطى ولكنه جمد هذه المساعدات فى المرحلة الانتقالية بعد اصدار المجلس العسكرى لاعلان دستورى اعتبره الاتحاد الاوربى ضد التحول الديمقراطى وتم الغاء هذه المساعدات كاملة فى عهد الرئيس محمد مرسى بعد اقرار الدستور لان هذه الدول اعتبرت أن الحكم الحالى فى مصر غير ديمقراطى . وأكد أن عدم حصول مصر على المنح والمساعدات التى وعدت بها دول الخليج نتيجة تخوف بعض هذه الدول وخاصة السعودية من نجاح الثورة المصرية حتى لايتم تصديرها إليها أما الامارات فهناك خلاف كبير وواضح بينها وبين الاخوان المسلمين وبعد سيطرتهم على الحكم فى مصر بعد الانتخابات الرئاسية زاد هذا الخلاف ومن غير المتوقع أن تعطى الامارات مساعدات لمصر طالما الاخوان فى الحكم أما قطر فتعد أكبر المؤيدين لحكم الاخوان لان مصالحهم مشتركة فكانت قطر تدعم الاخوان أثناء حكم مبارك وحتى الان . وأشار إلى أن أمريكا تعد الان من أكبر الداعمين لحكم الاخوان لذا ستستمر المساعدات الامريكية لمصر لان الاخوان قبل أن يصلوا الى الحكم أكدوا أنهم لن يلغوا معاهده كامب يفيد ويحافظوا على العلاقات جيدة مع اسرائل وهذا هو الهدف الأهم لأمريكا . وأكد النشرتى أن مستقبل الاقتصاد المصرى يعتمد على عمل نوع من التكامل بين مصر وتركيا وايران بعيدا عن الدين ومحاولة الاستفادة من قوه اقتصاديات هذه الدول خاصه التكنولوجيا المتقدمة التى تملكها ايران وتستطيع مصر الاستفاده منها فى تطوير اقتصادها . ورأى معتصم راشد الخبير الاقتصادى أن الدول العربية لاتحكمها سوى علاقات شخصية ومصالح وليست علاقات سياسية محددة لذا فمن الطبيعى مع وجود خلافات بين الاخوان المسلمين الذين يتولوا الحكم فى مصر ودولة الامارات أن تمتنع الامارات عن تقديم المساعدات التى وعدت مصر بها قبل الثورة أما قطر فمازالت تعطى مصر مساعدات لان هناك توافق بينها وبين الاخوان . وأضاف أن وجود الاخوان فى سده الحكم وعدم قدرتهم على التعامل مع وضع مصر الحالى أفقد مصر العديد من المساعدات ليست فقط من الدول العربية ولكن أيضا من الاتحاد الاوربى الذى أكد على أنه لن يتعامل مع مصر سياسيا أو اقتصاديا نتيجة تعنت الاخوان وأوضح أن الرئيس محمد مرسى عندما ذهب فى زيارة إلى ألمانيا وطالب بمقابله رجال الاعمال رفضوا مقابلته وهذا دليل على رفض الدول الاوربية للوضع السياسى لمصر . وقال هادى عبد الفتاح مدرس التمويل والاستثمار بجامعة عين شمس ا أن العلاقات بين الدول ترتبط بتنازلات سياسية ومصالح مشتركة ومع وصول الاخوان للحكم واختلاف مصالحهم مع بعض الدول العربية ومع وجود خلافات كبيرة بين الاخوان والامارات فلن تعطى الامارات مصر أى نوع من المساعدات أما قطر فأعطت مصر ودائع ومساعدات نتيجة تقارب مصالحها مع الاخوان . وأضاف أن الحكومة ليس لديها رؤية واضحة سواء سياسية أو اقتصادية مما يضعف من موقف مصر أمام الدول العربية نتيجة ضعف أداء الحكومة.