يتوقع الكثيرمن الشعب المصرى أن إسرائيل تتابع الشئون السياسية فقط في مصر ويكونوا حذرين من ذلك الشأن فقط دون النظر إلى ما هو أهم، والذي من خلاله تستقطب إسرائيل قلب الشارع المصري، فقد تهتم إسرائيل بكافة الشئون المصرية وخاصة الشئون الاجتماعية باعتبارها أسرع الطرق للوصول إلي الشعب المصري وهذا ما ظهر مؤخراً من خلال متابعة البرامج المصرية على شاشاتنا الفضائية. ومن بين متابعات إسرائيل الدقيقة لمصر بهذا الشأن لا يفوت محرر الشئون العربية بجريدة هآرتس، تسفي برئيل حتى متابعة البرامج التي تعرض على شاشتنا الفضائية وخاصة برنامج "البرنامج" للدكتور باسم يوسف الذي صار محط أنظار جميع الأطياف وتنتظره جميع الفئات بين مؤيدين ومعارضين له اسبوعياً يوم الجمعة. فكتب برئيل مقالاً بجريدة هآرتس عن باسم يوسف و"البرنامج". وهذا ما اعتبره الجميع مفاجأة وخاصة أن الصحيفة تصف حلقات "البرنامج" وصفاً تفصيلياً، حتى أن افتتح تسفي برئيل مقاله بفقرة من إحدى حلقات "البرنامج" التي كانت تشير إلى أعداد متظاهرين الإخوان المسلمين في اعتصامهم أمام جامعة القاهرة لتأييد الرئيس مرسي. حيث اقتبس وصفاً تفصيليا لباسم في هذه الفقرة بأنه كان ممسكاً مطرقة مزاد بيده قائلاً:" سبعة مليون، مين يزود سبعة مليون؟ الاستاذ اللي هناك في الآخر أيوه، سبعة مليون ونص، مين يزود ثمانية مليون؟ مين يزود؟ ثمانية، ثمانية؟ تسعة مليون. يا اكسلنس، تسعة مليون، تسعة مليون." آلا اونو الا دوى خلص المزاد". موضحا أن هذا ليس مزاداً حقيقياً ولكنه جزء من إحدى حلقات البرنامج الأكثر شعبية الذي أضاف لقناة السي بي سي المصرية التي يملكها محمد الأمين. وعقب على قول باسم، بأنه يتبع نهج البرنامج الأمريكي جون ستيوارت، the daily show بأن "البرنامج" يبدو أكبر من نظيره الأمريكي، لأنه يعرض مقاطع فيديو من الأحداث الفعلية ثم يعقب عليها بشكل ساخر، واصفا أكثر من حلقة لباسم يوسف، وأطلقت عليه عدة ألقاب منها " طبيب هجاء الثورة المصرية"، و"ملك هجاء الثورة المصرية". كل ما كتبه تسفي برئيل، ليس دليلاً على تأييد إسرائيل للدكتور باسم يوسف وبرنامجه، لكن تحدثت الصحافة الإسرائيلية عن باسم يوسف لأنها لاحظت أن جموع من الشعب المصري يلتفون حول برنامجه الساخر، هدفها تحليل الشخصية المصرية الآن ومعرفة ما يدور بأدمغة المصريين، ولاحظت أنه أصبح ظاهرة في المجتمع المصري وأصبحت شهرته عالمية منذ أكثر من عام. ظهر البعض منتقدين أن تحدثت عنه الصحافة الإسرائيلية بشدة ولكن لم يظهر ذلك النقد عند استضافة جون ستيوارت لباسم يوسف في برنامجه بأمريكا، وعندما تحدثت عنه الوكالات العالمية.