تعليقا على زيادة الانقسام والاستقطاب في الشارع المصري، تناولت صحيفة "الجارديان" البريطانية في افتتاحية عددها الصادر اليوم "الاثنين"، الشرخ في جبهة الثوار. وناشدت الصحيفة أولئك الذين يدعون أنهم ديمقراطيون بضرورة إعادة اكتشاف الحلول الوسط. وأضافت الافتتاحية: "بعد مرور ما يقرب من عامين على اندلاع الثورة في مصر، وصلت إلى نقطة كان يجب أن تحاول تفاديها بأي ثمن، متمثلة في حدوث انقسام عميق وربما مستعصي بين معسكرين كلا منهما يدعي أنه الوريث الشرعي الوحيد للثورة". وأوضحت الصحيفة أن مؤيدي محمد مرسي يقولون أن الرئيس اضطر للدفع بالمسودة النهائية للدستور، بعد شهور من الاعتراض والمقاطعة والتأخير، ومحاولات المحكمة الدستورية العليا لهدم كل الإجراءات التي يتخذها". وعلى الجانب الآخر، توحد خصوم الرئيس من العلمانيين والليبراليين والمسيحيين على نحو غير مسبوق ضد ما يروا أنه استيلاء على السلطة، صارخين "ارفعوا أيديكم عن ثورتنا". ورأت الصحيفة أن كلا المعسكرين يستطيع حشد آلاف المتظاهرين من أنصاره في الشوارع. ونوهت الصحيفة إلى أن منظمات حقوق الإنسان تزعم أن مسودة الدستور معيبة ومتناقضة، حيث وفرت إجراءات الحماية الأساسية ضد الاحتجاز التعسفي، ولكنها فشلت في وضع حد للمحاكمة العسكرية للمدنيين. ورأت "الجارديان" أنه ليس هناك شك في أن حل مجلس الشعب الذي يهيمن عليه الإسلاميون من قبل المحكمة الدستورية، رغم أن بعض المقاعد فقط كانت غير قانونية وليست كلها- حقق أغراض المجلس العسكري، كما أنه ليس هناك شك أيضا في أن المحكمة الدستورية كانت ستحكم بحل الجمعية التأسيسية للدستور، التي انتخبها البرلمان المنحل وبالتالي إبطال مشروع الدستور. واختتمت الصحيفة بالقول: "يبدو أن الطرفين قد نسيا ما حدث منذ 22 شهرا، عندما وضع المصريون هوياتهم الطائفية جانبا في ميدان التحرير رافعين العلم الوطني" مناشدة أولئك الذين يزعمون أنهم ديمقراطيون- معسكري الثورة- بإعادة اكتشاف الحلول الوسط تحت العلم الذي وحدهم.