"لم أندهش من إدانة بشار الأسد على الهجوم الإسرائيلي على غزة لأنه من حيث المبدأ فلابد للجميع أن يدين تلك الأعمال الوحشية لكن المفارقة هنا أنه يدين الآخرين وهو مدان من الأساس، وما يفعله يشوه صورة العرب والإسلام امام العالم أجمع، وبيانه عبارة عن بيان ورقي تافه ليس له قيمه ". هكذا قال الدكتور حسن أبو طالب الخبير الاستراتيجي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية في حواره مع "الوادي"، مؤكداً أن إسرائيل لن يوقف أعمالها العدوانية أي تنديد أو ضغوط سياسية لأن إسرائيل بارعة في عرض قضيتها وتبرير أفعالها الوحشية، وإلى نص الحوار . - الوادي: كيف تفسر بيان بشار الأسد بتنديده للأعمال الوحشية الإسرائلية على غزة وهل سيرد العالم العربي على هذا البيان؟ - أبوطالب: الحقيقة والواقع يفرضان أن يندد الجميع بالأعمال الوحشية التي ترتكبها فلسطين في غزة دون تورع أو خوف، ولكن الغريب أن بشار الأسد نفسه لم يتورع عن قتل شعبه والتمثيل بجثثهم وارتكاب أبشع المجازر الوحشية في بلده فكيف يدين إسرائيل وهو مدان أساساً، فإذا قلنا أن ما تفعله اسرائيل طبيعي لدولة صهيونية هدفها إبادة العرب والمسلمين , فكيف نبرر لرئيس عربي يفعل نفس الفعال الصهيونية في ابناء شعبه؟ بل منذ يومين قال إيهود باراك أنه لم يستهدف الأطفال في غاراته على غزة بل هناك هدف واضح واساسي لإسرائيل بعيداً عن قتل المدنيين ولكن إذا قتل مدنيين فهذا رغماً عنا وليس بقصد، أما بشار الأسد المسلم العربي فلا يحترم الإنسانية ولا الطفولة ويرتكب ابشع المجازر في شعبة. - الوادي: إيهود باراك قال "نحن في بداية الحدث وليس في نهايته فماذا تتوقع السيناريو المحتمل للهجمات الإسرائلية على غزة ؟. - أبو طالب: أتوقع أن تقوم إسرائيل بعملية برية محددة المدة لإستهداف نقاط بعينها، لتدمير البيئة الأساسية، وإنهاك الروح المعنوية لدى الفلسطينيين، وتدمير ما وصلت إليه حماس من القوى المحودة التي تجعلهم اليوم يردوا على الهجمات ولو على استحياء، فتهدف إسرائيل لإعادة حماس من نقطة الصفر مرة أخرى , وهم الان يمهدوا للدخول البري ويستعدون لإعادة سيناريو الهجوم على غزة في 2008، و2009 أيضاً , ولكن معنى أنهم يقوموا بتلك الغارات بعد الإنتخابات الأمريكية مباشرة وبدء فترة أوباما الثانية، فهذا يعني أن إسرائيل تريد أن تثبت للعالم انهم قوة مستقلة لا تحركها الولاياتالمتحدة وأنهم يبتزوا الولاياتالمتحدة بهذه الفعلة كما يبتزوا الوطن العربي أجمع . - الوادي: هل سحب السفير المصري من إسرائيل خطوة لقرار أكبر ؟ أبوطالب : ما ستفعله مصر أنها ستكثف الضغوط الدبلوماسية والسياسية بالتعاون من الدول العربية للضغط على إسرائيل بالتوقف عن هجماتها على غزة وافعالها الوحشية، ولكن لن يتحول الموقف المصري لأي تحرك اكبر من ذلك، ولن يكون هناك تدخل عسكري كما يظن البعض فمثل تلك القرارات لا تتخذ بشكل مفاجئ وليست قرارات عنترية بل الحرب لها معايير وشروط وقوة معروفة وتلك المعايير ليست متوفرة الآن في مصر ولا في اي دولة عربية فقرار الحرب مثلاً قرار شبة مستحيل وفي خيال فقط من يرددوه اما القرارات السياسية شيء آخر. - الوادي: اليوم قتل ثلاث إسرائليين بصاروخ ضرب من غزة هل مثل تلك الردود تخيف إسرائيل وتجبرها على التراجع أو التوقف عن العدوان؟. - أبوطالب: على العكس تماماً مثل تلك الأفعال والردود لن تؤثر على الخطة الإسرائلية لأن ما سيفعلوه هو عملية عسكرية برية قوية لضرب اهداف معينة، ولن يتراجعوا فيها لأن هو يعلمون أن خسائرهم ستكون ضعيفة جداً بجوار النتجية المرجوة من تلك الهجمات الجويه والبرية المحتملة، بل أيضاً إسرائيل بارعة في تحويل القضية لصالحها وتدعيم إدعائتها امام العالم أكثر من طريقة دفاع العرب غن قضاياهم وفما ستقوله اسرائيل في تلك الحالة أن صواريخ غزة تستهدف المدنيين الإسرائليين، ونحن ندافع عن أمننا وسيادتنا.