رفض بعض النشطاء السياسيين دعوة السلفيين لمليونية الجمعة القادمة الموافقة 2 نوفمبر تحت شعار " تطبيق الشريعة " مؤكدين أن الهدف منها هو صبغ مواد الدستور سواء بالطابع الأخواني أو السلفي. في البداية أستبعد الناشط السياسي كمال خليل مشاركة القوى السياسية في مليونية تطبيق الشريعة الجمعة القادمة والتي دعت إليها الجبهة السلفية ، معتبرا الدعوة من أجل إبراز القوى السلفية مدى قدرتها على الحشد الجماهيري أمام الأخوان المسلمين ، ومن ناحية أخرى رأى خليل أن مليونية تطبيق الشريعة لم تقتصر أسبابها على فشل الجبهة السلفية والأخوانية داخل الجمعية التأسيسية في فرض سيطرتها وصياغة الدستور بما تراه فحسب ، وإنما تلبية للدعوة التى وجهها الشيخ أيمن الظواهري ضد الأخوان المسلمين متهما الأخير بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية ، والتحريض على الثورة ضد الأخوان بإسم الإسلام ، كما أستبعد خليل مشاركة القوى السياسية في المليونية موضحا ً أن لا خلاف على تطبيق الشريعة من قبل القوى السياسية ولا من قبل حتى المواطنين ، وأن تظاهرات القوى السياسية من تحقيق أهداف سياسية ، ورأى خليل أن الدعوة لمثل هذه المليونيات من شأنها أن تزيد من الإحتقان الطائفي ، مما يزيد من مخاوف الأقباط . فيما رأى سيد عبد العال أمين عام حزب التجمع أن المليونية التى دعت إليها القوى السلفية غامضة ومجهولة الهدف والإتجاه ، مشيرأ إلى أنه لا توجد مشكلة في الشريعة الإسلامية ، خاصة وإنها المصدر الأساسي للتشريع وبالتالي فلا مبرر لها في الدعوة لمليونية سوى لفرض سيطرتها سوى وصبغ مواد الدستور بالطابع السلفي. وأضاف عبد العال أن كل من الأخوان والسلفيين والجهاديين وجدوا أنفسهم في مأزق داخل الجمعية التأسيسية حينما حاول كل منهما وضع نصوص دستورية تتفق وإتجاهاتهم وأهدافهم الخاصة بإسم الدين ، وأن مواجهتهم مع باقي القوى المدنية لن تمهلهم الفرصة لصبغ الدستور بالطابع الأخواني أو السلفي ، وأشار عبد العال إلى أن القوى السلفية في صفقتها مع الأخوان المسلمين كانت تراهن على تحقيق أهدافها من خلالهم وهو ما لم تتمكن منه بعد تولي الأخوان الحكم ، مما دعا القوى السلفية إلى التمرد على الأخوان المسلمين ، فيما أستبعد عبد قدرة القوى السلفية على الحشد في مليونية تطبيق الشريعة . بينما صرح شريف الروبي منسق الجبهة الديمقراطية لحركة 6 إبريل أن الحركة لن تقرر بعد مشاركاتها في المليونية التى دعت إليها الجبهة السلفية ، مشيرا ً إلى أن الهدف من المليونية غامض وغير مبرر ، وأن الدعوة لم تتضمن أية أهداف سياسية موضحا ً أنه لا خلاف حول تطبيق الشريعة ، وأن القوى السياسية تتعامل مع الشريعة خاصة عند صياغة الدستور والقوانين كمسلمات لا يجوز التفاوض عليها ، وأنه بالتالي لا يوجد مبرر لهذه المليونية ما لم تعدل وتصبح لأهداف سياسية . بينما أكد عضو مجلس الشعب المنحل أبو العز الحريري أن المأزق الذي يعانيه كل من الإخوان المسلمين والجبهة السلفية داخل الجمعية التأسيسية ليس مع القوى المدنية فحسب وإنما مع بعضهما البعض ، موضحا ً أن الصفقة التى وقعها الأخوان مع السلفيين من أجل كسب مساندتهم في الإنتخابات الرئاسية وبإسم "تطبيق الشريعة" وهو نفس المصطلح الذي تستخدمه القوى السلفية لكسب التأييد من قبل الطرفين ، وأنه في الحقيقة كل منهم كان يريد تطبيق الشريعة من منظور تحقيق مصالحه الشخصية فقط ، وأن هذا السبب جعل القوى السلفية تدخل في مواجهة مباشرة مع جماعة الأخوان ، وتوقع الحريري فشل مليونية تطبيق الشريعة ليس لعدم مشاركة القوى السياسية وإنما لمحاولات التنسيق التي من المتوقع أن تقوم بها جماعة الأخوان المسلمين مع باقي القوى الأسلامية الأخرى .