تسبب خطاب الرئيس محمد مرسى للشعب المصرى في إستاد القاهرة بمناسبه ذكرى إنتصار أكتوبر بحديثه عن برنامج المائة يوم، والإنجازات التي حققها في هذه المدة في إنقسام بين المحللين السياسيين حول ما إذا كان الخطاب قد أجاب على كل التساؤلات الخاصة بالوعود التي أعلنها الرئيس في بداية توليه المنصب. يرى عبدالستار مليجي المحلل السياسى أن الخطاب فى مجمله كان ممتازاً خصوصاً أنه كان وسط الناس في إحتفال شعبي بمناسبة 6 أكتوبر مما أزال مفهوم أن الإسلاميين يكرهون الحركة الوطنية. وأوضح "مليجى" أن خطابات الرئيس دائماً ما تتسم بالإطالة ولكن في هذه المناسبة كانت الإطالة مفيدة جداً لأن الشعب كان يتنظر تفسيرات واضحة لأشياء كثيرة وعد بها الرئيس مرسي فى بداية توليه المنصب مشيراً أن الرئيس وضع النقاط على الحروف في خطابه وتحدث في قضايا كثيرة، منها الوقود والنظافة. أكرم بدر الدين أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة يشير إلى أن الرئيس تحدث عن الوعود التي أعلنها في برنامجه الإنتخابي، وتناول عدد من القضايا الهامة خلال المائة يوم الأولى ومدى الإنجازات التي تحققت حتى الآن في ملف الأمن والوقود ورغيف الخبز وفي خطابه تمت الإشارة إلى هذه الملفات مدعومة بالأرقام التي تؤكد كلامه. وتابع "بدر الدين" أن الرئيس أكد على ضمان حقوق المواطنين المصريين المسيحيين وأن حمايتهم مسئولية الدولة. وبين "بدر الدين" أن الشئ الإيجابي في خطاب الرئيس مرسي هو التواصل مع الناس من خلال المصارحة والمكاشفة التي تحدث بها. من جانبه قال عمرو عبد الرحيم المحلل السياسي أنه مستاءاً جداً من الخطاب الذي ألقاه الرئيس مرسي متحدثاً عن إنجازاته فى المائة يوم قائلاً "حققت 70% من البرنامج خلال المائة يوم الأولى" وأن هذا غير صحيح، فالرئيس يشبه خطاب مبارك تماماً في الإستعانة بالأرقام والإحصائيات لتضليل الناس، مؤكداً أن ما قاله الرئيس مجرد كلام في الهواء وليس واضح وليس له مدلول يسعى مرسى من خلاله لتبرير فشله. لتشجيعه وليس محاسبته، إستعان بهم حتى يخرج من موقف الفاشل، مشيراً إلى أن المناسبة التي تحدث فيها الرئيس غير مناسبة لموضوع حديثه. ويقول د.مصطفى علوي أستاذ العلوم السياسية بكلية الإقتصاد والعلوم السياسية جامعه القاهرة أنه من الصعب التركيز فى الأرقام الكثيره التي أعلنها الرئيس في القضايا المختلفة موضحاً أن قضية المرور مازالت قائمة ولم تحل حتى الآن، كما أن قضية النظافة قد تم حلها بشكل جزئي، أما الأمن ففعلاً تم تقليل حدة الإنفلات الأمني في الشارع إلا أنها لم تحل بشكل كامل. وأضاف "علوي" أن خطاب الرئيس كان طويلا جداً فقد إستغرق ما يزيد عن الساعتين مستخدماً أرقام وإحصائيات كثيرة والإنتقال من تفاصيل مشكلة لمشكله أخرى دون أن يعطي لكل منها الوقت الكافي يجعل من الصعب على المتابع أن يستوعب كلام الرئيس. وأوضح "علوي" أن الرئيس مرسي لديه قدرة على الخطابة والإقناع والتواصل مع الناس. بينما وصف محمد الأشقر المنسق العام لحركة كفايه خطاب الرئيس مرسي بالسيء جداً لأن الواقع يقول أسوأ مما يقول الرئيس فمشكلة الأمن لم تحل حتى الآن لأنها تحتاج مدة عام من العمل الجاد من قبل جهاز الشرطة للعودة لمكانة مرة أخرى أما مشكله المرور فهي أصبحت أسوأ مما كانت عليه من قبل ذك، مشيراً أن وعود الرئيس مرسي بحل هذه المشاكل في مائة يوم الأولى كانت "زلة لسان" لأنه لا يوجد ادوات أو آليات حقيقية تسانده في تحقيق ذلك. وأضف "الأشقر" أن الرئيس مرسي كان يخاف من فقدان شعبيته في الفترة الأخيرة وأن جماعة الإخوان المسلمون أرادت كسر هذا الخوف فاختارت ستاد القاهرة لإلقاء كلمته وسط حشد أنصار جماعة الإخوان المسلمون لإيهام الناس بأن الرئيس له شعبية.