تباينت ردود وتعليقات الأحزاب والقوي السياسية علي مضامين الخطاب الذي ألقاه مساء أمس الأول الرئيس محمد مرسي في استاد القاهرة في ذكري حرب السادس من أكتوبر,ما بين مؤيد ومعارض لتلك المضامين. بحيث رسمت لوحة سياسية ليس تجاه تقييم الخطاب نفسه وما حمله من مضامين وإنجازات تجاه الالتزام بتعهدات المائة يوم فحسب, وإنما أيضا محاولة توظيف الحدث للهجوم علي الرئيس والمرجعية التي يمثلها. فقد اتفق المؤيدون مع روح الشفافية التي تحدث بها الرئيس, إلا أن أغلبهم انتقد بعض مشاهد الحدث بما فيه الخطاب, بحيث لم يعلن دعمه الكامل له, حيث أتي بشيء من التحفظ. فيما حاولت المعارضة إيجاد نوع من التماثل بين الرئيس مرسي وسلفه مبارك من أجل تعميم إسقاطات سياسية علي المرحلة الراهنة, مستمدة من مرحلة النظام السابق, حيث كانت استعادة روح نظام مبارك هي النغمة المهيمنة علي تعليقات وآراء المعارضين للخطاب. الوسط: شفافية مطلقة اكد عمرو فاروق المتحدث الرسمي باسم حزب الوسط ان خطاب الرئيس اتسم بالشفافية المطلقة وحاول فيه الرئيس ان يبث روح الامل في نفوس الشعب. وقال فاروق ان النسب والارقام التي ذكرها الرئيس حول الانجازات التي تمت خلال الفترة الماضية منذ توليه رئاسة الجمهورية في التغلب علي مشكلة النظافة والمرور والوقود غاب عنها المعيار التي قيست عليه هذه النسب, متسائلا: هل تم قياس حل مشكلة الوقود علي قبل تولي الرئيس وبعد توليه او قبل الثورة ومابعد الثورة او علي اي معيار تم تحديد انجازفي المجالات التي ذكرها الرئيس في خطابه. الجماعة الإسلامية: أبرز الواقع الفعلي لمصر ومن جانبه اكد الدكتور طارق الزمر من حزب البناء والتنمية ان خطاب مرسي كان موفقا حيث خاطب من خلاله طوائف الشعب مشيرا إلي انه اتسم بالصراحة والوضوح والشفافية في إبراز الواقع الفعلي الذي تمر به مصر. وقال الزمر ان هذا الخطاب اظهر الجهود التي بذلت خلال الفترة الماضية علي أرض الواقع وما تحقق في الفترة الماضية ومعرضا للإنتقادات الموجهة له انه لم يحقق شيء يذكر مع اقراره بأن إدارته لم تف بجميع وعوده. أيمن الصياد: الاختلاف هو ثمن الديمقراطية قال أيمن الصياد مستشار رئيس الجمهورية, نتفق أو نختلف مع الرئيس إلا أن الشفافية, التي طالبنا بها كانت عنوانا لخطابه, لا ديموقراطية بلا شفافية, مؤكدا أن الشفافية هي الحل قلناها مرارا وتكرارا إلا أنه قال أيضا لم تعجبني ردود الرئيس علي منتقديه, مهما كان في انتقاداتهم من تجاوز. هذا هو ثمن الديموقراطية. قليل من الصبر مطلوب. النور: الخطاب متوازن وكان شعبويا أكد نادر بكار المتحدث الرسمي باسم حزب النور أن الخطاب كان متوازنا واعتمد علي سياسية المصارحة والشفافية, أنه بعث روح الطمأنينة والتفاؤل في نفوس المصريين. فللمرة الأولي نجد رئيسا منتخب يرد علي مزاعم تكليفه خزانه الدولة مبالغ طائلة. الأصالة: صدق وإخلاص وصف اللواء الدكتور عادل عفيفي رئيس حزب الاصالة السلفي خطاب الرئيس بأنه كان خطاب صدق وإخلاص وما يخرج من القلب وصل إلي قلوب المواطنين, وظهر ذلك في ردود أفعال الجماهير التي هتفت بتلقائية مع الرئيس,. 6 أبريل: كثير من المبالغات اتهمت حركة شباب6 أبريل الرئيس مرسي أنه يسير علي الطريقة ال مباركية وقال محمود عفيفي المتحدث الرسمي للمكتب السياسي لحركة شباب6 أبريل, إن خطاب الرئيس مرسي حمل الكثير من المبالغة, في معدلات ومؤشرات ما تم معالجته من المشاكل التي طرح حلها في برنامج المائة يوم, وداعاه لمصارحة الشعب وأن يتحدث عن اجتهاد تم دون حدوث نتيجة ملموسة. المصريون الأحرار: لغة بسيطة وبدون مضمون انتقد أحمد خيري, المتحدث الرسمي لحزب المصريين الأحرار, أداء رموز الإخوان الفضائي بعد خطاب الرئيس ووصفه بأنه يعيد للأذهان أداء رموز الوطني المنحل بعد خطابات مبارك, مؤكدا أنهم يسيرون علي خطي مبارك. فيما اشاد بقرار الحكومة برفع الدعم عن بنزين95 خطوة جيدة جدا, حيث إن من يستخدمه شرائح لا تحتاج الدعم من الأساس. الأسواني: مبارك جديد!! هاجم الدكتور علاء الأسواني الرئيس محمد مرسي, وقال إنه يكرر مبارك, وذلك مذكرا الرئيس بتعهداته السابقة ومنها: أنه تعهد بعدم شراء سيارة! هل يحتاج إلي ذلك, ولديه أسطول سيارات الرئاسة بالإضافة إلي أسطول الطائرات الرئاسية التي ورثها عن مبارك؟!. مصطفي النجار: سامح الله من كتب الخطاب إلا أن أشد انتقاد تعرض له خطاب الرئيس, أتي من الدكتور مصطفي النجار عضو مجلس الشعب السابق, وأنه كان قد وجه نصيحة لوجه الله للرئيس مرسي قائلا: إنهي خطابك الآن بلا خسائر أكثر. الاشتراكي المصري: أرقام مرسي لا تعكس الواقع علق المهندس أحمد بهاء شعبان مؤسس حزب الأشتراكي المصري والمنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير علي حديث الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية والأرقام التي أشار اليها بأنها لابد وان تعكس الواقع في حياة المواطن العادي البسيط. زكي: تبريري ولم يقدم أي مشروع للمستقبل انتقد المتحدث باسم حزب التجمع نبيل زكي, التبريرات التي احتواها خطاب الرئيس, وافتقار الخطاب لأي خطة مستقبلية أو مشروع لتحسين الأحوال المعيشية وتخفييض البطالة وتوفير الرعاية الصحية التي باتت متدهورة للغاية وأشار زكي إلي أن الخطاب تضمن تبريرات لعدم تنفيذ ماوعد به الرئيس خلال ال100 يوم, من بينها تبرير أزمة المرور بسداد أرقام المخالفات المرورية, رغم عدم وجود علاقة بين حل مشكلة المرور وتحصيل المخالفات إلي جانب تبرير تقليص دعم الطاقة.
خبراء وسياسيون: ليس مقنعا.. والشعب هو الحكم كتب مختار شعيب: ردود فعل متنوعة إزاء خطاب الرئيس محمد مرسي مابين المؤيد والرافض لما جاء بالخطاب لذا استطلعت الأهرام أراء عدد من الخبراء السياسيين النشطاء في مجال العمل العام. يري د. حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية وعضو الجمعية الوطنية للتغيير. أن الخطاب كان محاولة من الرئيس مرسي لملء الفضاء السياسي المصري بشخص الرئيس وخاصة عندما وصف مسألة انتخابه بأنها العبور الثالث لمصر متناسيا الثغرات التي حدثت ومازلنا نعاني من نتائجها خاصة ثغرة الاستفتاء علي التعديلات الدستورية وتغييره الجمعية التأسيسية. ويتفق د. جمال زهران أستاذ العلوم السياسية والعضو السابق بالبرلمان مع الدكتور نافعة ويضيف: الرئيس تحدث منذ انتخابه32 مرة واستغرقت خطبه32 ساعة وفي خطابه الأخير مدة ساعتين ومارآه الشعب من الرئيس حتي الآن كلام لا أفعال واصفا الخطاب بأنه لا يرضي طموح الشعب لأنه خرج عن سياقه الي اللعب بالسياسة والمناسبات الوطنية لمصالح حزبية ضيقة. وقال: يذكرنا هذا الخطاب بخطابات الدكتور مرسي في أثناء حملاته الانتخابية. ومن الملاحظات التي رصدها د. جمال زهران علي الخطاب أن الرئيس وصف المعارضة بأنها غير وطنية مقللا من شأن المعارضة ومشككا في عقائد المعارضين. أما عن تقسيمه ال100 يوم فكان يجب أن يعترف الدكتور مرسي بأنه لا يقيم نفسه وأن هناك مشكلات مازالت لن تحل بل أن المشكلات الخمس التي حددها لم يحل منها أي مشكلة والشعب هو الحكم وهو لم يشعر بأي تحسن وأين الشفافية في مثل هذه الأرقام التي ذكرها الرئيس. نور: معلومات مغايرة وأرقام غير حقيقية كتب حازم أبو دومة: انتقد الدكتور أيمن نور زعيم حزب غد الثورة أن خطاب الرئيس تضمن العديد من السلبيات أبرزها طول الخطاب واحتواؤه علي معلومات مغايرة لما يعانيه ويعرفه الشعب من مشكلات يومية ومعلومات غير حقيقية. لكن نور لفت في الوقت نفسه إلي نقاط إيجابية في الخطاب من بينها الشفافية والمكاشفة ومكان إلقاء الخطاب وطريقته التي أعادت المصريين إلي فكرة التواصل مع الشعب من دون حواجز.
أبو شقة: الارتجالية أجمل مافي الخطاب كتب جمال أبو الدهب: أكد المستشار بهاء الدين أبو شقة نائب رئيس حزب الوفد أن الخطاب أبلغ رسالة للذين يشككون في قدرة مصر علي استعادة الأمن والاستقرار لكي يدعو المستثمرين الاجانب. وأضاف أبو شقة أن الرئيس محمد مرسي انتهج نهجا جديدا يختلف تماما عما كان يسير عليه النظام السابق وهو أنه يريد أن يكون علي صلة وثيقة بالشعب وأن يكون خطابه جماهيريا موجها للجميع. وقال أبو شقة: أجمل ما في الخطاب أنه كان ارتجاليا وهذه مقومات الزعامة.
مواطنون: اكتسب مصداقية ولكن لم يحقق الوعود كتبت سعاد طنطاوي هالة السيد: أحدث الخطاب ردود فعل متباينة فقالت أمينة التلاوي إعلامية إن الخطاب أظهر الرئيس مرسي وكأنه يلقي محاضرة من غير سبورة وظهر في الخطاب كأنه يدافع عن نفسه من الاتهامات التي يتعرض لها, مثل موضوع بدل السفر وهذا حقه, لكن ذلك لم يف بالغرض من الخطاب, فكنا ننتظر منه القرارات التي ترضي الشعب مثل قرارات ثورة يوليو2591 للإصلاح الزراعي. أما الشاب أحمد محمد عطية, فيري أن الرئيس مرسي نجح بذكائه في احتواء الشعب المصري خاصة أن حديثه خلال الاحتفالية الشعبية زاد من شعبيته وأكسبه المصداقية رغم أن هناك بعض الليبراليين الذين كانوا يتهكمون عليه ويصفون أسلوبه بأنه مشابه للرئيس السابق حسني مبارك عندما تسلم السلطة ويكفي أن الرئيس مرسي يحاول الإصلاح, إلا أن المدة لا تكفي ولابد من التعاون معه. وفي الاتجاه الآخر يري عبد الرءوف محمود أن الرئيس مرسي كان يحاول أن يبرر الوفاء بالالتزام الذي أخذه علي نفسه خلال المائة يوم. أما عوض محمد علي سائق تاكسي فقد ذكر أن الخطاب في الحقيقة كويس وعاجبني صراحته في الحديث علي موضوع البنزين ومخالفات المرور. ويقول خالد محمود( يعمل في مجال السياحة) بصراحة شعرت أنه رجل صادق بحق أنه نفسه يعمل لحاجة البلد ولكنه بمفرده وهذا لا يكفي. ومن جانبها تقول نعيمة أنور( أرملة ولديها أربعة بنات) وتعمل جليسة أطفال حاجات كثيرة قالها حلوة مثل توفير فرص عمل للشباب وتوسيع الطرق وترخيص الغاز. وكنت أنتظر أن يكون هناك مساعدات للأرامل أو النساء المعيلات للأسرة وأن يكون معاشات الضمان كافية للحد الأدني للأسرة فكيف تعيش أسرة بنحو ثلاثمائة جنيه فهي لا تكفي حتي ثمن الرغيف الحاف وليس مجرد المساعدة المادية بل نعطيهم فرصا لعمل مشروعات داخل منازلهم. بينما أشارت مادلين جرجس( تعمل مدرسة) لم يعجبني لأنني كنت أنتظر من خطاب رئيس الجمهورية الحديث عن حلول جذرية للمشكلات الاقتصادية التي تمر بها مصر وليست مجرد تقارير يمكن أن يعلنها الوزراء. إبراهيم: البحث عن أعذار ومبررات كتب: محمد حجاب وهبة سعيد: أعتبر الدكتور سعد الدين إبراهيم مدير مركز بن خلدون للدراسات الإنمائية أن خطاب الرئيس خلال الاحتفال بإنتصارات أكتوبر جاء ليبرر تأثير خطة ال100 يوم التي اختارها والبحث عن أعذار لعدم انجازها.. وقال لقد تم الاسراف في الوعود ولم يتم تحقيق آمال وتطلعات المواطنين خلال هذه المرحلة.
..والإسكندرية: تأسيس لحكم قائم علي المحاسبة الإسكندرية رامي ياسين: بالإسكندرية أكد المهندس علي عبدالفتاح مسئول ملف التنسيق مع القوي السياسية بحزب الحرية والعدالة أن الخطاب من حيث الشكل ودخول الرئيس في سيارة مكشوفة يمثل رسالة للعالم بوجود الأمن. كما أن الخطاب تتضمن أرقاما واضحة لعدد من المحافظات, مما يؤكد متابعة الرئيس لتفاصيل مشروع المائة يوم وملفاته, وتأكيده محاربة الفساد وتطهير الاجهزة الرقابية. وأكد المهندس علي عبدالفتاح أن الخطاب يعد تدشينا وتأسيسا لحكم قائم علي الشفافية, وعلي المحاسبة من الشعب, وتقديم كشف حساب من الرئيس, أما رشاد عبدالعال المتحدث باسم التيار الليبرالي بالإسكندرية والذي يضم عددا من الكتل والحركات والاحزاب المدنية. وانتقد ما قدمه الرئيس بشأن المائة يوم في ظل استمرار أزمات متعلقة بملف( الخبز والمرور والأمن والنظافة). وأعلن التيار الليبرالي المشاركة في التظاهرات التي دعا إليها عدد من القوي السياسية الجمعة المقبلة, مؤكدا أن التيار الليبرالي يسعي من خلال التظاهرات إلي مطالبة الرئيس بحلول عاجلة بشأن خطة المائة يوم ودستور لكل المصريين ووضع الحد الأدني والأقصي للأجور مؤكدا أن التيار الليبرالي لا يطالب باسقاط الرئيس احتراما للإختيار الديمقراطي.
صحف عالمية: الخطاب يكشف اهتمام مرسي بالرأي العام كتبت رشا عبدالوهاب: اهتمت الصحافة العالمية أمس بخطاب الرئيس محمد مرسي, وذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن الخطاب كشف عن اهتمامه بالرأي العام رغم تباين وجهات النظر حول الخطاب. وأشارت الصحيفة إلي أنه بعد انتخاب مرسي في يونيو الماضي في أول انتخابات رئاسية ديمقراطية, وعد مرسي بتحقيق الكثير من الإنجازات خلال المائة يوم الأولي, وأوضحت أن هذا السلوك من عرض الإنجازات لم تشهده مصر خلال الحقبة السابقة, وهو ما جعل منتقدي مرسي يضعونه تحت المجهر. وأضافت أن فترة ولاية مرسي الأولي تعتبر تجربة رئيسية في الحكم الإسلامي المنتخب في العالم العربي بعد عقود من القمع, كون سقف التوقعات عال, خاصة في مصر حيث من المتوقع أن يتوجه المصريون لصناديق الاقتراع خلال الشهور القليلة المقبلة للاستفتاء علي الدستور الجديد ومن بعده انتخاب برلمانا جديدا. وذكرت واشنطن بوست أن الإخوان المسلمين ركزوا علي النجاح الدبلوماسي لمرسي, بديلا عن الإنجازات التي لم تتحقق خلال فترة المائة يوم من خلال قيام الرئيس المصري بإستعادة إرادة مصر وبناء علاقات متوازنة تقوم علي الاحترام المتبادل. ونقلت الصحيفة عن عمر صبحي أحد مؤسسي موقع مرسي ميتير قوله إن الشعب المصري يمكنه الآن الحديث عن الرئيس كما اكتسبوا أدوات لصنع قراراتهم بناء علي المعلومات أكثر من التكهنات. وفي غضون ذلك, اهتمت صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية بتصريح مرسي الذي قال فيه إننا لن ننسي انتصار1973 علي إسرائيل.