قررت وزارة التربية والتعليم تخصيص الحصة الأولى في المدارس، في أول يوم دراسي عن الرسول الكريم وسيرته النبوية، القرار تسبب في ردود فعل متباينة، بعضها جاء مؤيداً لقرار الوزير والبعض الآخر أبدى تخوفه ورفضه للقرار حتى لا يستغل فى إحداث الفتنة بين الطلبة المسلمين والمسيحيين عن طريق توصيل شئ غير المضمون الذى يحدده "المتخصصين" ليدرسه للأطفال. سالم الرفاعى "خبير المناهج التعليمية" نفى وجود خلل فى منظومة التعليم الديني في مصر، وقال إن الدافع وراء قرار الوزير، هو الأحداث الجارية واستجابة لحاله الغضب التى تعم الشارع المصري بسبب الفيلم المسئ للرسول "صلى الله عليه وسلم ". وأكد الرفاعي أن القرار إيجابي بالنسبة للأطفال الطلاب فى بدايه العام الدراسي وفى الحصة الأولى، توجد حصة كاملة للتعريف بسيرة أكرم الخلق وكرمه وسماحته وأضاف أنه توجد مناهج وخبرة كافية فى منظومة التعليم الديني وليس هناك خلل أو نقص أو تقصير فى هذا المجال، وبالنسبة لتأثر الطلاب الأقباط من هذا القرار نفى الرفاعي وجود ذلك التأثير مشيراً إلى أن حصة غير كافية للتأثير على الأقباط، موضحاً أن الطلاب الأقباط على مستوى عالي من الثقافة والتفكير ولا يوجد نوع من التنافر بين الطلبه "المسلمين والأقباط " الذين يرفضون الإساءة للرسول الكريم. ورأى الدكتور ضياء الدين زاهر"خبير المناهج" أن الأحداث الجارية جاءت استجابه للشعور العام فى مصر ورد على الفيلم المسئ للرسول (ص) نافياً وجود خلل فى المنظومة التعليمية فى المدارس بالنسبة للدين. وأكد أن قرار وزير التعليم، هدفه تثبيت تعاليم النبى (ص) وسيرته السمحة لدى النشيء الصغير خاصة أن وعيهم فى هذه الفترة يتعرض لهجوم موضحاً أن القرار الذى أصدره الوزير رائع مائة بالمائة. وطالب زاهر من القائمين على منظومه التعليم الديني، إعادة هيكلته التوجه بما يصب فى مصلحة الطالب، لافتا إلى أن المنظومة التعليمية، بها نوع من القلق والتوتر فى هيكلتها الحالية مطالب فقهاء الدين بالتدخل للمشاركه فى وضع الخريطة الدينية فى الوزارة. وطالب أيضاً بضرورة اهتمام القائمين على المنظومة الدينية بتوجيه الطالب على التمسك بالسلوك وليس النص الديني وترجمة هذا النص إلى سلوك وعدم إقتصار النص على المدرسة فقط لأن الطالب يقرأ النص فى المدرسة وعندما يخرج للشارع لا يترجم هذا النص إلى سلوك وهذا ما تراه فى سلوكيات المواطنين فى الشارع. وشدد زاهر أن المنظومة الإعلامية لابد من التضامن بينها وبين المنظومة التعليمية الدينية لإعاده تعريف المواطنين صغاراً وكباراً بالرسول (ص) وسيرته وسلوكه ومعاملاته وإحداث نوع من الإقناع والتشبع والتمسك بالسلوكيات والممارسات التى كان ينتجها الرسول (ص). ونفى زاهر وجود تفرقه أو حدوث إنشقاق بين الطلبه المسلمين والمسيحيين بسبب هذه الحصة مطالباً القائمين على المنظومة التعليمية بالتقريب بين الطلبة من الديانتين وعدم استبعاد أحدهم وتقريب الآخر وتعليم كل طرف سماحة الدين الذى يتبعه وعدم الإساءة للديانة الأخرى ومنع الإساءة للرموز الدينية ووجود المحبة والسماحه بين الطلاب. من جانبه قال رؤوف عزمى توفيق، خبير تعليمي، أنه متشكك من هذا القرار مشيراً إلى تخوفه من أن يكون هذا القرار الهدف منه دس السم فى العسل من ناحية وجود أشخاص غير أمناء يستغلون هذا القرار ويوصلون للطلاب ما يريدون من رسائل تؤدى إلى إحداث فتنه وتفرقه بين التلاميذ. وأضاف إذا كانت النية صادقة من ناحية اتخاذ هذا القرار وكان الهدف منها تعليم النشيء والتلاميذ تعاليم الدين الإسلامي وتعريفه بسيرة نبيهم، فهذا أمر جيد أن يبدأوا يومهم بدراسة سيرة نبيهم ولكن إذا كانت النية عكس ذلك فهذا أمر خطير جداً، مطالباً بثلاثة أشياء واضحة أولها وجود نفي واضح ومحدد من وزير التعليم والمتخصصين لوضع المحتوى الذى سيدرس فى الحصة، ثانياً وجود مدرس أمين يوصل للطلاب ما يوجد فى هذا النص، ثالثاً أن يكون إلقاء هذا النص فى طابور الصباح أمام الجميع حتى يمكن معاقبه المخطئ إذا حاول تفسير هذا النص. وفى نفس السياق قال المفكر القبطي كمال زاخر أن القرار الخاص بوزير التعليم يؤكد على عشوائية القرارات التى تتخذها الوزاره منذ زمن. وأشار إلى أن هذا القرار في رأيه، جاء لامتصاص حالة الغضب الموجودة فى الشارع تجاه الفيلم المسئ للرسول (ص) ولفت زاخر إلى أنها محاولة لغسل يد الوزارة من هذه الأحداث ولكن من ناحية أخرى يؤكد على اختطاف التعليم إلى المربع الديني، وتابع: " كنت أتصور أن يكون الدرس الأول حول كيفيه تجميع الطلاب حول الوطن والتأكيد على أن وجود المسيحيين فى المجتمع ليس وجود احتمالي وإنما وجود واجب وأصيل أو على الأقل أن تدور الحصة الأولى حول الوطن فى الأديان الإسلامية والمسيحية. وتساءل زاخر، ما هو الحق الذى استند إليه الوزير فى إلزام الطلاب المسيحيين للاستماع للدروس الدينية الإسلامية، مشيراً إلى أن هذا القرار سيلزم الطلاب المسيحيين فى الاستماع إلى شئ لا يؤمنون به.