بعد موافقة وزارة التربية والتعليم على إدخال آيات من الكتاب المقدس لمناهج التربية الوطنية في الصف الثاني والثالث الثانوي، رحب الخبراء التربيون الذين التقتهم "الوادي" بالقرار بداية يقول سالم الرفاعي خبير المناهج والمواد التعليمية والذي كان ضمن مجموعة الخبراء التي وضعت الجزئية الخاصة بنصوص الإنجيل في مادة التربية الوطنية، إن الهدف من وضع هذه النصوص هو التأكيد على أن حقوق الإنسان قد وردت في كافة الكتب السماوية، نافيا أن تسبب هذه النصوص أي حساسية بين الطلاب، نافيا وجود غضاضة لأن المسلمين جميعا يؤمنون بالكتب السماوية. وأضاف الرفاعي "أن هذه النصوص كانت ضمن كتاب "حقوق الإنسان في الكتب السماوية" نافيا وجود علاقة بين تدريس هذه النصوص للطلاب وبين الأحداث السياسية التي يعيشها الشارع المصري ونافيا أيضا أن تكون سبب علاقتها بتخصيص الحصة الأولى لتدريس السيرة النبوية. وأشار الرفاعي إلى أن هذه الفكرة تم مراجعتها والتخطيط لها منذ عام مضى من قبل وزارة التربية والتعليم مطالبا وسائل الإعلام بتحري الدقة والموضوعية في نقلها من مصدرها الحقيقي وحتى لا تؤول الحقائق. من جانبه أكد رؤوف عزمي توفيق، الخبير التعليمي، أن هذا القرار ممتاز وظاهرة صحية مائة بالمائة، معربا عن أمنيته أن يكتمل في باقي المراحل التعليمية بدءا من مرحلة ما قبل التعليم الإبتدائي إلى ما بعد الجامعي مشيرا إلى أنها ستعمل على إزالة الإحتقان بين عنصري الأمة. وأضاف توفيق أن العامل المهم في هذا الموضوع هو المعلم فهو نقطة التأثير، فإذا تعامل معها بجدية ودرسها للطلاب فهذا سيكون شيء إيجابي، أما إذا تعامل معها بإستهزاء فهذا سيفزع أهمية هذه النصوص. وأشار الخبير التعليمي كمال مغيث إلى أنه من ناحية المبدأ لا يعارض إدخال هذه النصوص للمناهج إعمالا لمبدأ المساواة فكما يطلع الأقباط على آيات من القرآن فلا مانع من إطلاع المسلمين على آيات من الإنجيل من منطلق معرفة الأخر. وأوضح أن هذه المناهج ربما تساهم في القضاء على فكرة الإحتقان والتعصب بين المسلمين والأقباط مطالبا بالإطلاع على جميع النصوص التي ستوضع في المناهج للتأكد من أنها فعلا تشير إلى العدل والمساواة والحرية فقط أم أن هناك أمر آخر؟ وتسائل مغيث "هل وضعت هذه النصوص لنشر التسامح والحب ومعرفة للأخر؟، كما تسائل أيضا عن السبب الذي دفع المسئولين لوضع هذه النصوص في المناهج التعليمية؟ من جانبه قال عيد دسوقي أستاذ تطوير مناهج أن لا مانع من وجود هذه النصوص التي تدل على العدل والمساواة والحرية وحقوق المرأة مادامت تدول حول تعليم الطلاب السلوكيات الجيدة. وأضاف دسوقي أن هذه النصوص تدل على معاني مختلفة بجميع الأديان السماوية التي تؤمن بها وأنها نقطة لإنهاء التعصب بين المسلمين والأقباط. كما نفى دسوقي وجود إحتقان طائفي في المجتمع المصري إلا أن هناك قلة قليلة تحاول إيجاد هذا الإحتقان بين عنصري الأمة، موضحا أن إدخال هذه النصوص في المواد التعليمية إشارة مضمونها أن المسلمين والأقباط يعيشون داخل وطن واحد بدون مشاكل. وتسائل دسوقي ما المانع من وضع هذه النصوص في المواد التعليمية؟ خاصة وأنها لا تزكي فتن أو تؤدي للإحتقان في الوقت الذي تنتشر فيه التسامح والحب والمواطنة بين المسلمين والأقباط؟ وفي سياق متصل قالت إلهام عبد الحميد أستاذة المناهج وطرق التدريس بجامعة القاهرة أنه ربما تكون هذه الخطوة نقطة لإزالة الإحتقان الطائفي الذي بدأ ينمو في الفترة الأخيرة مضيفة أنه سيؤدي لتماسك الوحدة الوطنية في نفوس الطلاب عن طريق الإستعانة بأيات من القرآن والإنجيل في مناهجهم. وترى عبد الحميد أنه من الأفضل ألا يتم وضع لا أيات من القرآن أو الإنجيل في المواد ولكن إذا وضعت آية من القرآن فعلى القائمين وضع آية من الإنجيل إنطلاقا من مبدأ المساواة والمواطنة. وأكدت أن الإستعانة بآيات من القرآن والإنجيل تنص على التسامح والوحدة الوطنية والعدالة شيء جيد، سيؤدي إلى مستقبل أفضل.