صرح وزير الأوقاف د/ طلعت عفيفي في حوار له بأحدى الجرائد بأن المساجد ستوجه الناس لمن هو الأصلح في الإنتخابات "وجائت تلك التصريحات لتزيد المخاوف من استخدام المساجد في الدعاية الإنتخابية وهي الشكوى التى دأب العديد من أنصار التيار الإسلامي على نفيها. وكان للتصريح صدى كبير عند مختلف القوى السياسية، فقال باسل عادل عضو مجلس الشعب المنحل عن حزب المصريين الأحرار، أن ما صرح به وزير الأوقاف فيه مخالفة كبيرة لأنه يستخدم مؤسسة رسمية فى تفضيل مرشح دون الأخر وهذا ما يخالف الحيادية التى يجب أن تلتزمها جميع مؤسسات الدولة تجاه المرشحين جميعاً وأضاف أن وزارة الأوقاف لها إرتباط ديني عند الشعب المصري وتدخلها في الحياة السياسية يثير كثير من الشكوك حول سيطرة الدين على الحياة السياسية وأشار أن هذا التخوف من سيطرة الدين على الحياة السياسية لدى الشارع المصري والقوى السياسية. وهذا التصريح إذا صح ما هو إلا نتيجة لاختيار الوزراء لتيار معين وهو "الإخوان" أو قريب منهم وأضاف أن المشكلة ستكون محاولة هذا التيار للحفاظ على السلطة وإستخدام مؤسسات الدولة لحماية ذلك الغرض. وحذر أنه إذا حدث بالفعل ما صرح به وزير الأوقاف وتدخلت أى مؤسسة رسمية في التأثير على الناخبين سيتم الإتفاق مع كافة الأحزاب غير الإسلامية لمقاطعة الإنتخابات لأنها ستكون غير شرعية بسبب تدخل جهة رسمية لمساندة فرد أو فصيل معين دون الأخر. وأشار أن التخوف الأكبر أن تكون هذه التصريحات مجرد بداية وبعد ذلك نتحول لأفعال ويعود النظام القديم في شكل جديد. وعن احتمال استخدام الأزهر بأى صورة لمساندة فصيل معين في الانتخابات. قال الدكتور أحمد محمود كريمة أستاذ العقيدة الإسلامية بجامعة الأزهر. أن هذا التصريح لا يصح وأن أساس العمل السليم هو تحديد الاختصاصات وعدم السماح بتداخل المصالح، وأضاف أن الأزهر حارس الثقافة الإسلامية تعلماً وتعليماً ودعوة وإرشاد وكل ما يخص الشأن الإسلامى وهةو مرجعية لخدمة العلوم والدعوة الإسلامية وأضاف أنه ليس من شأن الأزهر التدخل فى السياسية وأن السياسة لها أجهزتها ومؤسستها المسئولة عنها. وقال أنه يجب منع استغلال المساجد للدعاية للسياسة فقال الله عز وجل "فى بيوت أذن الله أن ترفع فيها أسمه ويسيح له فيها بالغدوة والآصال" سورة النور، وقال تعالى "إن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحد". وأضاف أن ما نسب لوزير الأوقاف طلعت عفيفي لو صح فهذا أمر مرفوض وعلق أن الأزهر والأوقاف ليست جهات تخول لها التدخل فى السياسة وأضاف أنه إذا حدث هذا التدخل كلاً أو بعضاً يبطل العملية الإنتخابية وأشار أن الشرعية لمن لا يعرف تعلم العقول بما يسمى الإيجاب والقبول ويختار المواطن من هو أصلح كما يرى وأى إكراه فى هذه العملية يبطلها بالكامل. وأضاف أنه يرجو من الدكتور طلعت أن يصحح ما قاله أو يوضحه. وأشار أن الإنتخابات الماضية شابها الكثير من التجاوزات وما يدل على ذلك إستخدام الدين فى الدعاية الإنتخابية وخاصة فى الإستفتاء حيث قال الدعاه أن من قال "نعم" فهى لله ومن قال "لا" فهو يقول لا للدين ومكمل أن من صوت بنعم فى الجنة ومن صوت بلا فهو فى النار. وأضاف أنه يجب الابتعاد عن الأزهر فى النواحي السياسية لأن الأزهر ليس نابع لأي حزب أو تيار فالأزهر مؤسسة وسطه إسلامية أوضح وأعلى من الأحزاب السياسية وقال أنه لا يجوز إقحام الأزهر فى مثل هذه المسائل. ويرى د/ محسن الراضي عضو مجلس الشعب السابق عن حزب الحرية والعدالة. أنه لا يستطيع أحد فى أى جهة رسمية أن يوجه أى فرد لإنتخاب فصيل أو فرد بعينه ولكنه يوضح الصفات والواجب توافرها فى المرشح ومعايير الاختيار وأضاف أنه يجب أن يكون للأوقاف دور في مؤسسات الدولة جميعاً وأن توضح الصالح دون الإساءة لأفراد بعينها أو تيارات بعينها. وأضاف أن وزير الأوقاف بقصد أن على الأزهر نشر ثقافة الوعى والأختيار الجيد والمصلحة المتبادلة وأختيار الأفضل بعيداً عن أى إنتمائات. وأضاف أن وزير يعرف المسئولية جيداً ومسئولية توعية المصريين بالإختيار الجيد. وقال يوسف البدرى الداعية الإسلامى، الإسلام أنه لا يفرق بين الدين والسياسة لأن الإسلام دين شمولى يضم السياسة والدين فى وقت واحد والصل بين الدين والدولة بدعة أوروبية دع ما لله لله وما لقيصر لقيصر. وقال أن الإسلام يبين أن قيصر وكل ما ملكت يداه ملك لله ويجب أن يكون مشروع الله حاكم على كل أتصال للحياة على الجانب السياسى والفنى والتعليمى والأقتصاد والأعلام. وأن الإسلام لا يترك للبشر لحظة ليتصرفوال بأنفسهم ويضع لهم المبادئ العامة. وكل من فرق بين وجه الدين والدولة ويظن أنه على الإسلام فهو باطل. وأضاف أن تصريح وزير الأوقاف صحيح لأن الدين نقيبه وهو فعل ما يقول عليه الدين وإذا لم يفعل ذلك ولم ينصح ولا يقوم بواجبه وأشار أنه عندما يتحدث فهو يوضح للناس أين الصلاح والفساد وعلى الناس أن يسمعوا له. فهو ليس أجبار أو إكراه فى الدين والدين ليس معناه الصلاه والزكاة فقط فجوانب الدين أكبر وأشمل وإن ظن الناس أنها سياسة، فهى سياسة فى الغرب ولكن عند المسلمين فهى دين ، فقد أصاب الوزير لأن الدين شمولى.