سافروا كغيرهم للبحث عن العمل وتحقيق طموحاتهم في بلاد شقيقة إلا أن أحلامهم تحولت إلي كابوس جسدته أيادي الجلاد السعودي، فبدون أي اتهامات أو محاكمات يتم الزج بهم داخل المعتقلات ويتم جلدهم مئات "الجلدات" في غياب تام لدور السفارة المصرية ، فضلا عن الصاق تهم كان من المفترض إحالتها للتحقيق بدلا من الجلد دون نيابات أو محاكم ليحملون آلامهم قبل العودة محطمين نفسيا ومدمرين جسديا، " الوادي" ترصد روايات هؤلاء وكيف أصبحوا رفاتا في ظلام المعتقلات السعودية. تقول زوجة أحد المعتقلين، سافر زوجي رؤؤف أمين، منذ 21 عامًا لتحسين وضعنا الاجتماعي كغيره من زملائه الأطباء، وكان يعمل طبيبًا لعدة مستشفيات وليس مستشفي واحدًا كما يتردد، وهناك سيرته الذاتية التي تثبت ذلك، إلي أن قاده حظه السيء منذ ثلاث سنوات تقريبًا إلى اتصال من شخصية مسئولة في السعودية يخبره بضرورة الذهاب إلي منزل إحدى أميرات المملكة العربية السعودية لإعطائها علاجًا بعد سقوطها من علي حصان وكانت تعالج منذ 8 سنوات أي قبل أن يذهب إليها زوجي الذي اكتشف أنها كانت قد أصيبت بكسر في الظهر ونقلت للعلاج في الولاياتالمتحدةالأمريكية حيث تم حقنها هناك بالمروفين المخدر لتخفيف الآمها، الا أنها أدمنته بعد عودتها الى المملكة العربية السعودية فقرر زوجي بالأتفاق مع زوجها، المسئول، علاجها من الإدمان بتخفيف الجرعه تدريجياً حتي شفيت تماماً من الأدمان، وعندما قرر زوجي العودة الى مصر فوجئ بأنه ممنوع من السفر وعندما حاول الاستعلام عن الأمر أختفي تماماً. فكان هذا جزاء زوجي الذي ذهب لتلبيه واجبه الأنساني ودخل القصر الأميري الذي كان طريقة ليصبح واحد من أكثر الشخصيات التي تم الحكم عليها بالجلد في المملكة العربية السعودية فزوجي صاحب ال 53 عام أختفي تماماً بعد دخوله القصر الأميري وفوجئت بصدور حكم ضده بالسجن سبعه أعوام والجلد 750 جلدة، فقام بالأستئناف ضد الحكم فما كان من المحكمة السعودية الا أن قضت بزيادة العقوبة الى 15 عام سجناً والجلد 1500 جلده مع الوضع في الأعتبار ان التهمه هي إعطاء وصفة طبية لأميره سعودية أدت إلى أدمانها المخدرات. كما صدر حكم آخرعلى طبيب مصري يدعى شوقي عبد ربه إبراهيم بالسجن 20 عاما والجلد 1500 جلدة أيضا بتهم الإتجار في عقاقير مخدرة وتقول شقيقة الطبيب عبد ربه إن الشرطة هناك اقتحمت الشقة واقتادته إلي القسم وبعثروا محتويات الشقة وقاموا بتكبيله بالجنازير في قدميه ويديه وطلبوا من زوجته التوقيع علي إقرار بأنها أخذت حقوق زوجها من المستشفي وطلبوا منها الانصراف وبعدها بسنة تقريبًا، جاءت زوجة شقيقي لرؤية زوجها فوجدته مصابًا بإصابات عديدة في وجهه وقدميه. وحسب الرواية السعوديه للتهم الموجه لعبد ربه إبراهيم أن المتهم قام بجلب وشراء عقاقير طبيه مخدره التي يحظر القانون تداولها إلا بأمر طبيب، وأنه قام بإستخدامها لتخدير النساء من مرضاه وإقامة علاقات محرمة معهم وهم تحت تأثير المخدر وأن التهمتين هم الإتجار بالمخدرات وهتك العرض والاغتصاب. أما الدكتور عبد الوهاب أبو الحسن الطبيب المصري المسجون داخل المعتقلات السعودية منذ أكثر من أربع أعوام ولم يتم توجيه أي اتهام له طوال فتره إعتقاله وبعد أن تبنت المنظمات الحقوقية قضيته تم توجيه تهمه تثير السخريه له وهي " الكشف علي أحد المرضي المطلوبين جنائياً"، وهو الأمر الذي دعي القضاء السعودي لتبرئته في أول محاكمة له، الا انه مازال قابع في المعتقلات السعودية دون أي مبرر واضح في ظل معاناه أسرته ومطالبتها بالأفراج عنه لأنه عائلهم الوحيد . هذا بالأضافة الى الدكتور حسين عبد الغني والذي حكم عليه بأربع سنوات دون أن يعرف خصمة أو صاحب الدعوه الجنائيه ضده حتي الأن، والدكتور إسلام سعيد عبد الفتاح الذي لايزال في سجن " الباحة " دون قضية أو محاكمة بعد بلاغ كيدي ضده لا يعلم من قدمه ولا التهمه الموجهه له ، والطبيبة زينب عبد الفتاح التي تواجه الآن تهديدات بتلفيق التهم أو الترحيل من " الكفيل " في حاله عدم تنازلها عن حقوقها ومستحقاتها .