أثار الفيلم المسيء للنبي صلى الله عليه وسلم حالة من الغضب الشديد في العالم العربي والإسلامي أدت لاندلاع المظاهرات المنددة بالولاياتالمتحدةالأمريكية، وتطورت هذه المظاهرات إلى اقتحام للسفارة الأمريكية في مصر، وضرب السفارة الأمريكية في العاصمة الليبية بني غازي ومقتل السفير الأمريكي هناك من قبل الجماعات الإسلامية الجهادية المتشددة. وتزامنت أحداث السفارات مع ذكرى أحداث 11 سبتمبر وانهيار برجي التجارة العالمي بالولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث ألقت هذه الأحداث بتبعاتها على العلاقة بين الغرب والإسلام من جهة، والعلاقة بين الغرب والجماعات الإسلامية الجهادية المتشددة من جهة أخرى. وجاء عرض فيلم "امبراطورية الايمان" الذي قام بإنتاجه بعض أقباط المهجر بالتعاون مع اليهود بالولاياتالمتحدة الأمريكي يدفعهم الحقد والبغضاء على الإسلام والمسلمين، فأشعلوا فتنة لا يعلم أحد مداها، أو ماذا ستكون نهايتها؟ بداية يرى سالم الصباغ، باحث فى الشئون الاسلامية وعضو مشارك فى بيت العائلة بالازهر الشريف، ان القضية التي اثارها المراوغون ضد الاسلام ورسولنا الكريم ليست الواقعة الوحيدة ولكنها عبارة عن مسسلسلات متكررة لعداء مستمر بين الدول الغربية والدول الاسلامية، خاصة افغانستان وليبيا وسوريا وغيرهما من الدول العربية بقصد الدعم المستمر من الدول الامريكية باسرائيل، وكأن ما تفعله امريكا بعيون اسرائيلية خالصة. واضاف أنه لا وسيلة لمواجهة المشروع الشيطاني لضرب دول الشرق الاوسط واحباط المقاومة الاسلامية واحداث نوع من اللغط وتوهان العقول مثل ما يحدث الآن فى سوريا لا يدرك العقل من يضرب فى من؟ ومن يقتل من؟ فهذا كل ما يقصده اعداء الاسلام. ومن ثم لا بد من تكاتف العرب والمسلمين لتحقيق التنمية الاقتصادية ومنع الولاياتالمتحدة من السيطرة على خيرات العرب كالبترول وغيره، من الخيرات التي لم تكن متاحة لديهم، فلذلك الوطن العربي مطمع لهم لانهم المستهلكون للخيرات التي منحها الله لنا، وعلى كل العرب والمسلمين تحسين علاقاتهم مع بعضهم البعض ومع بعض الدول الإسلامية الأخرى كإيران. ومن الغريب ان تحسن مصر علاقاتها مع دول الغرب واسرائيل وامريكا وان تترك العلاقات مع إيران كدولة إسلامية. كما استنكر "الصباغ" موقف الرئيس محمد مرسى لانه يحمل مشروع اسلامى ومع ذلك موقفه سلبي امام ما يحدث الآن من أحداث الخاصة بالفيلم المسيء، ووزير الاوقاف والقوى السياسية والأحزاب الاسلامية وغيرها، ولا بد ان تكون لهم مواقف سياسية تؤثر على سياسة الامريكية والحد من إسائتها للإسلام والمسلمين ولابد من ادانه هذا التصرف الهمجي. من جهته أوضح المستشار محمد حامد الجمل، رئيس مجلس الدولة سابقا، أن الهدنة التي يجب ان تحدث الآن ما بين تنظيم التنظيمات الإسلامية المتشددة ودول الغرب، وأن تراجع هذه التنظيمات أفكارها، وأن تتعامل بالتسامح وتدعو للسلم وتبتعد عن العنف. بدوره أكد الأستاذ الدكتور حسين أمين أستاذ الصحافة والإعلام بالجامعة الأمريكية أن مسلسل الإساءه للإسلام والرسول مسئول عنها فئة ضالة، فهى تعمل على خلق مشاكل بهذا العمل البئيس والتعيس بقصد افساد العلاقة بين مصر خصوصا وأمريكا فى هذه الفترة وعلينا أن نعمل على تجاهل هذه الفئة بدلا من أن نهتم بهذا الأمر. وأضاف أنه يجب أن نتجاهل مثل هذه التصريحات الاستفزازية ونلتفت لبناء الأمة وجذب الاستثمارات، ولفت إلى أن الرأي العام الأمريكي يعارض تلك الإساءة للدين الإسلامي التي تهدد استثماراته ومصالحه في العالم العربي والإسلامي، موضحا أن هذه الدول لا يوجد بها رقابة على وسائل الإعلام. ويرى د. محمد حبيب نائب المرشد العام للإخوان المسلمين سابقا، أن الهدنة بين التنظيمات الإسلامية المتشددة والغرب تتم من خلال تصحيح المفاهيم والأفكار ومن خلال الحوار، وقلل من تأثير هذه المحاولات الفردية المسيئة للنبي من التأثير على نظرة الغرب للإسلام. وأوضح أن هذه الفئة المسيئة للنبي وللإسلام التي تقف وراء الفيلم المسيء من أقباط المهجر لديهم اتجاهات متطرفة ويقف ورائهم المحافظون الجدد التابعين لجورج بوش الابن الذي يكره الإسلام والعرب، وأكد معارضته لمن يسيئون للإسلام ورموزه ونطالب الدول الغربية بمحاكمة هؤلاء، مشيرا إلى أهمية الضغط الاقتصادي كسلاح ضد الإساءة للمقدسات الإسلامية.