إستمع قادة العالم إلى خطابين - بأكبر تجمع دولي عُقد بإيران منذ الثورة الإيرانية في 1979 - وهي قمة دول حركة عدم الإنحياز يعكسان إنقساماً عميقاً بين مصر وإيران حول بحث حل ومخرج لأزمة الصراع في سوريا. فقد أثنى الرئيس - الإسلامي - المصري "محمد مرسي" في أول خطاب شامل له خارج مصر على الثورة في سوريا وشبهها بغيرها من الثورات العربية التي أطاحت بزعماء شمال أفريقيا الذين مكثوا طويلا من الدهر على عروشهم. وأشار مُرسي إلى أن السوريين يقاتلون ببسالة لنيل الحرية والكرامة الإنسانية، وأكد على أن كل الأطراف مسئولة عن إراقة الدماء بسوريا ولن تنتهي إلا بتحرك الأعضاء جميعا لوقف سفك الدماء والهمجية، إلا أن مُرسي لم يُشر إلى إضطرابات البحرين وقد يكون ذلك تجنباً لمواجهة السعودية التي ساعدت الحكومة الملكية البحرينية لتقويض الثورة هناك، ولكن مرسي وصف النظام في سوريا بالظالم وطالب المعارضة بتوحيد جهودها للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، وأعلن مرسي دعمه للإنتقال الديموقراطي بسوريا وفي ذلك دعم لإرادة الشعب السوري لتحقيق الحرية والمساواة مع السعي لتجنب الحرب الأهلية أو إنقسامات طائفية، كان ذلك في الوقت الذي كان يجلس فيه الرئيس الإيراني "محمود أحمدي نجاد" إلى جواره. كما أشار مرسي إلى الزعيم الأكبر لإيران "آية الله الخُميني" - بإعتباره حليفا لنظام الأسد -، متجنبا الموضوع الأساسي الذي يخاطب به الأمراء والرؤساء ورؤساء الوزراء الذين إجتمعوا بطهران في إجتماع قمة "حركة عدم الإنحياز" وبينما يُلقي الرئيس مرسي خطابه، خرج وزير الخارجية السوري "وليد المُعلم" من الجلسة مُحتجاً. وعلى الجانب الآخر، تقف إيران وحيدة ومنعزلة عن العالم الإسلامي في موقفها الداعم لنظام الأسد، وهو موقفٌ بدى واضحا عندما كانت الدولة الوحيدة التي تعارض إستبعاد سوريا كعضو بمنظمة الدول الإسلامية ب14 أغسطس . ولم تُعقب وسائل الإعلام الإيرانية على خطاب مرسي وتعليقاته المُخالفه للخط الرسمي الإيراني، كما أعلن قيادي عسكري إيراني بارز بأن حكومة الأسد هي المنتصرة على أميركا وإسرائيل الداعمة للإرهاب.