بعد أن فشل بعض الحاصلين على مؤهلات عليا فى المحافظات النائية على وظيفة تناسب مؤهاتهم الجامعية لم يجدوا غير مهنة عمال التراحيل الأرزقية حتى يجدوا مال يكفى لسداد احتياج أسرهم. ومن منطقة الحيتية الشعبية رأينا أصحاب المؤهلات وكيف أن الظروف الصعبة إضطرتهم لمهنة كانت متوافرة لهم بدون أى تعليم او تعب أو مصاريف. ** محمد محمد على من محافظة المنيا وحاصل على ليسانس شريعة وقانون جامعة الأزهر دفعة 2000 ، كان حلمه طوال فترة دراسته الجامعية التخرج والحصول على شهادة جامعية ووظيفة مرموقة ولكنه فوجىء بواقع مرير حينما تخرج وأنهى فترة خدمته العسكرية وسعى بكل جهد فى محافظته يبحث عن فرصة عمل لكن دون جدوى لأن الوظائف المرموقة دائماً من حق صاحب أعلى وساطة. ولأنه أب مسئول عن أسرة مكونة من خمسة أفراد كان عليه أن يقبل العمل بأى مهنة مهما كانت لا تناسب طموحه التى تنازل عنها مع أول لحظة ترك فيها مسقط رأسه. وفى القاهرة لم يجد سوى مهنة عمال التراحيل وسيلة لكسب لقمة العيش ولكن مرت أيام كثيرة وهو يقف مع زملائه فى البرد القارس بفصل الشتاء ولهيب الشمس فى فصل الصيف دون أن يكسب جنيه واحد فقرر أن يبيع الفاكهة لكنها مهنة لا تكفى لإطعام أسرته لكنها أكرم له من أن يعيش موصوم بلقب"عاطل". ** فهمى أحمد عبد الله – 27 عام – من محافظة سوهاج وحاصل على ليسانس شريعة وقانون جامعة الأزهر دفعة 2008 وهو العائل الوحيد لوالديه وأسرته المكونة من 3 أفراد . لم يترك اعلان عن وظيفة خالية مناسبة لمؤهله الجامعى إلا وقدم أوراقه الرسمية بها لكنه كان يعلم النتيجة مسبقاً لأن تلك الأعلانات كانت مجرد إجراء روتينى وتنشر فى الجرائد بعد حصول أشخاص معينة على الوظيفة بالفعل . ولأنه مسئول عن عائلة كبيرة قرر التنازل عن طموحه وسافر الى القاهرة ووقف مع أقرانه كعامل تراحيل كل رأسماله صحته أى أنه اذا مرض يوم فلن يجد أموال تكفى لإرسالها لأسرته بالإضافة لمرور أسابيع دون أن يطلبهم مقاول للعمل لديه وكذلك مشاجراته الدائمة مع أقرانه بسبب منافستهم على من هو أحق بالذهاب مع المقاول . ولكل هذه الأسباب ترك مهنة عمال التراحيل وأصبح بائع فاكهة. ** محمد دياب - 35 عام - من محافظة بنى سويف وحاصل على بكالوريوس تجارة 2005 وقد بدء رحلته كعامل تراحيلمنذ أن كان طالب فى المرحلة الثانوية لأن والده توفى وترك له مسئولية أمه وأشقائه الستة وبمجرد تخرجه سافر الى ليبيا وعمل هناك خمس سنوات وكان يرسل ما يربحه من أموال لأمه ولكنه عاد للقاهرة بعد أحداث ثورة ليبيا وكاد أن يفقد حياته فى طريق العودة.