مرت ذكرى ميلاده الثالثة والخمسين منذ يومين مرور الكرام دون أن يتذكره أحد بدعوة كريمة في هذه الأيام والليالي المباركة أو يمسح علي رأس أولاده الأربعة أو يفكر في زيارة ميدان التحرير، ذلك المكان الذي كان ينظر إليه على أنه ملاذ الأحرار ومآوى الثوار ليتذكره ثائراً وسط دروب الميدان. من منا ينسي صاحب المقولة الشهيرة "إني أشم رائحة الشهادة من على بعد ميدان التحرير"، الشيخ عماد الدين أحمد عفت عفيفي، الذي يوافق ميلاده يوم ال 15 من أغسطس لعام 1959 بمحافظة الجيزة، والحاصل على ليسانس اللغة العربية من كلية الآداب جامعة عين شمس بتقدير جيد عام 1991، وليسانس الشريعة الإسلامية من كلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر بالقاهرة بتقدير جيد جداً مع مرتبة الشرف عام 1997. كما حصل على دبلومة الفقه الإسلامي العام من كلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر بالقاهرة عام 1999، ودبلومة الشريعة الإسلامية من كلية دار العلوم بالقاهرة. وتزوج الشيخ عماد عفت، ورزقه الله بأربعة من الأبناء، ولدين وبنتين، وعمل باحثاً فقهياً ب"دار التأصيل للدراسات الشرعية"، وباحثاً شرعيا في شركة "العالمية للبرمجيات صخر"، كما عمل مُراجِعا للكتب الدينية، ومدخلا للبيانات على الحاسب الآلى، وكانت لديه حصيلة كبيرة من العلوم الدينية، حيث درَس العديد من كتب السنة، وبعضًا من الفقه الشافعي، وغيرهم من كتب علوم الدين الإسلامى. حمل الشيخ عماد عفت كتاب الله تعالى، وحصل على إجازة بقراءته وإقرائه من أفاضل الشيوخ أمثال الشيخ محمد عيد عابدين والشيخ عباس المصرى رحمهم الله، فكان يقوم بإقراء القرآن الكريم بقراءاته العشر فى إطار نشاطه التدريسى. كما قدم دروس كثيرة فى العديد من المساجد والجوامع أبرزها الجامع الأزهر بالقاهرة، بالإضافة الشروح التى قدمها للطلبة المتدربين بدار الإفتاء المصرية. تم تعيينه رئيسا للفتوى المكتوبة بدار الإفتاء المصرية، وفى أكتوبر عام 2003، عُين مديرا لإدارة الحساب الشرعي بالدار، وعضوا بلجنة الفتوى بها. وفى السادس عشر من ديسمير عام 2011، استشهد الشيخ عماد فى أحداث مجلس الوزراء بعد إصابته بطلق نارى، وشيعت جنازته فى اليوم التالى من الجامع الأزهر بالقاهرة وسط حضور آلاف المصريين من مختلف التوجهات الفكرية والدينية، لينتفض الأزهر من جديد وسط هتافات تعلوها الثورة وهم يرددون "يسقط يسقط حكم العسكر". أتذكر حين سألته يوما رحمه الله بعد درسه للفقه الشافعي بمسجد عمر مكرم، فقلت له يا مولانا ماذا أفعل وأنا لا أجد شيخا ألازمه فيسلك بي الطريق إلى الله بعد أن تشتت رأسي بقول هذا وذاك وهؤلاء حتي وصلت إلي درجة عدم تصديق أحد منهم، فقال لي وقتها جملة تكتب بماء العيون: "عند فقد المربي فعليك بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم". كما تذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من صدور الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما، اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسُئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا".