اجتمع الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية الأمس الخميس ، مع عدداً من السادة رؤساء الأحزاب وعدداً من المفكرين ، حيث استهل "مرسي" الإجتماع بكلمة أوضح فيها أن القرارات التي اتخذت بشأن تغيير بعض قيادات القوات المسلحة لم تحكمها أي إعتبارات غير المصلحة العامة ولم تستهدف الإستئثار بالسلطة. وأشار "مرسي" ، إلى أن رئاسة الجمهورية لن تستخدم حقها في التشريع إلا في أضيق الحدود وبناء على توافق وتشاور مع كافة الأحزاب السياسية بشأن أي مشروع قانون قد يصدر ، مشيراً إلى قانون مباشرة الحقوق السياسية وقانون إنتخابات مجلس الشعب بإعتبارهما المثال الأبرز لإستخدام حق التشريع ، مؤكداً الإلتزام بالنظام الإنتخابي الذي ستتوافق عليه الأحزاب والقوى السياسية. وأعطى "مرسي" ، الكلمة للدكتور أيمن نور ، رئيس حزب غد الثورة " كأول المتحدثين "، حيث أشار "نور" في كلمته إلى أهمية وخطورة القرارات الصادرة بشأن التغييرات داخل القوات المسلحة معتبراً ذلك خطوة في إتجاه الدولة المدنية ، واصفاً هذه الدولة بأنها دولة لا عسكرية ولا دينية. وأقترح "نور" أنه في حالة تعديل تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور يمكن إضافة 50 عضو للجمعية التأسيسية الحالية في حالة إذا ما مارس الرئيس الصلاحية الواردة في الإعلان الدستوري الأخير في هذا الشأن. وفي نهاية كلمته سأل نور الدكتور مرسي :كيف ستقضي العيد هذا العام؟ وكم مرة قضيت العيد في السجون؟ وقال له : كيف ستقضي هذا العيد وأبناء لنا شركاء في الثورة رهن الإعتقال وخلف القضبان لممارسات سياسية ولمشاركتهم في الثورة ، وأنت تعرف وأنا أعرف حجم مرارة قضاء العيد في السجن وقال له نور لقد قضيت 7 أعياد في السجون المصرية فكم قضيت العيد في السجون يا دكتور "مرسي"؟ ورداً على كلمة نور قال الدكتور "مرسي" أن عدد المحكوم عليهم عسكرياً لا يتجاوز ألفين مسجون وأشار أنه تم الإفراج عن عدد منهم في الأيام القليلة الماضية كما وعد بالإفراج اليوم وغداً عن أعداد جديدة من المعتقلين. مشيراً أن هناك بعض الأسماء سيتم مراجعة موقفها بنفسه ، وطالب "نور" بسرعة الإفراج عن سامبو ومسجون وحيد لم يفرج عنه ضمن مجموعة السويس اليوم. وقد طلب "مرسي" من دكتور "نور" و "محمد البلتاجي" تقديم بيانات عن الحالات التي أشار إليها "نور". ثم تحدث المهندس أبو العلا ماضي رئيس حزب الوسط مقترحاً بديلاً لتعديل التمثيل داخل الجمعية التأسيسية للدستور بحلول 10 أسماء بديلة عن الأسماء التي أعتذرت وتغيبت بأسماء جديدة وتعديل نسبة التصويت بالجمعية لضمان التوافق الكامل حول الدستور الجديد ، مشيراً أن الدستور الجديد سيكون أفضل الدساتير المصرية على الإطلاق. ثم تحدث دكتور صلاح حسب الله رئيس حزب المواطن المصري مطالباً الرئيس بضرورة إنجاز المصالحة الوطنية مع الكافة التي وعد بها قبل نجاحه في الإنتخابات ، مشيراً إلى وجود مؤشرات في إتجاه مغاير لما تم الوعد به. وتحدث الكاتب علاء الأسواني منتقداً ما أسماه بأخونة الدولة وتدخل مجلس الشورى في إختيار رؤساء تحرير الصحف وصدور قرارات إدارية بشأن تعطيل بعض وسائل الإعلام. كما أنتقد "الأسواني" تكريم بعض القيادات العسكرية المحالة للتقاعد وإعطائها أوسمة وكأن الهدف من ذلك إبراء ذمتها. وأكد "مرسي" أن الأوسمة لا تمنع من محاسبة المسئولين جنائياً عن أعمالهم وأنه لا يعطي حصانة لأحد ، وأشار أنه لم يتقدم بأي بلاغات ضد صحف أو إعلاميين ولم يدخل طرفاً في هذه المسألة. وأكدت سكينة فؤاد على تواضع مستوى الكفاءات الواردة بالتشكيل الوزاري الأخير. كما أشار الدكتور محمد البلتاجي القيادي بحزب الحرية والعدالة إلى ضرورة الإفراج عن المعتقلين عسكرياً وضرورة مراجعة النيابة العسكرية لملفات المحتجزين على ذمتها على أن يصدر الرئيس عفواً عن كل من لم يثبت لديه سوابق جنائية في ملفه قبل محاكمته عسكرياً. كما أقترح الدكتور عمرو حمزاوي ، رئيس حزب مصر الحرية ، إسناد سلطة التشريع في هذه المرحلة للجمعية التأسيسية للدستور أو لمجلس الشورى بعد تعيين ال90 عضو المعينين من القيادات الوطنية من الإتجاهات غير الممثلة داخل مجلس الشورى الحالي. وأنتهى الإجتماع بالإتفاق على تنظيم لقاءات مماثلة بعد أجازة عيد الفطر وقد استمر الإجتماع أكثر من أربع ساعات.