كل السيناريوهات مطروحة علي الساحة ، بقاء أورحيل مرسي وتجدد الثورة من جديد ، هكذا أكد لنا المفكر والمحلل السياسي الدكتور عماد جاد في الجزء الثاني من حواره مع "الوادي" قائلا إن مصر لن تكون باكستان أو إيران أخرى وأن تكويش الإخوان على السلطة ظاهرة "مقلقة" مؤكدا أن ارتباك قرارات مرسي المستمر قد يعجل بثورة جديدة لإسقاطه. - كيف ترى التحولات التي تحدث في مصر الآن ؟ نحن مازلنا في المرحلة الانتقالية بعد 25 يناير كنا نتمنى بانتخاب برلمان ورئيس الجمهورية وبتشكيل الحكومة نعرف طريق الاستقرار ولكن للأسف اكتشفنا أن كل هذه الخطوات لم تؤد إلى طريق الاستقرار ولكن أدت إلى طريق الاختلافات والتمزق وعدنا إلى المربع الأول والدليل على هذا إذا تجولنا بشوارع القاهرة سنجد الفوضى العارمة تضرب كل الشوارع وسط القاهرة بالإضافة إلى المشروع ال100يوم الذي وعدنا به الرئيس مرسى بأنه سيحقق الأمن والمرور والعدالة وتوفير الوقود والخبز والنظافة وجدنا أن الأوضاع تدهورت أكثر منذ توليه منصب الرئاسة. -لمن الشرعية .. للرئيس مرسى أم لجماعة الإخوان .. أم للعسكر ؟ كلها شرعية متكاملة فالرئيس مرسي له شرعية التنفيذية والمجلس العسكري له شرعية أثناء المرحلة الانتقالية والأحزاب لها شرعية ومؤسسات الدولة لها شرعية وايضا لا احد ينازع على شرعية الأخر فالمجلس العسكري له سلطة التشريعية و لكن هناك محاولة من مؤسسة الرئاسة السطو علي السلطة القضائية و السطو علي الصحافة و الإعلام الحكومي و هذا يتضح في التغيرات التي أحدثها في رؤساء التحرير و القيود و العقوبات التي تفرض علي الفضائيات. -من وجهة نظرك .. لماذا قاموا بتغيير رؤساء التحرير الصحف ؟ في الحقيقة أن الإخوان المسلمين عندهم مشكله مع الإعلام طوال الوقت فهم يتصورا أن بتعينهم وزير الإعلام من الإخوان فسوف يدافع عنهم بالحق والباطل وسيمارس السيطرة على الإعلام، وخير دليل على هذا ما قاله المرشد العام للإخوان المسلمين بأن الإعلاميين بمثابة كهنة فرعون وسحرة فرعون، الإخوان يتصورون أشياء ليست في الحقيقة واعتقد أنهم ادخلوا أنفسهم في لعبه جديدة و صراع مع الإعلاميين. -هل ترى أن هذا الصراع سيقلل من نسبه تواجدهم في البرلمان القادم .. ؟ يعتمد هذا على مدى قدرة القوى السياسية الأخرى في ترتيب أنفسهم أو وضعهم وعدم التشرذم وتشكيل قائمتين أو ثلاثة قوائم على الأقل على أكثر تقدير في مواجهة القوائم الحزبية الدينية. -هل ترى أن نسبتهم الشعبية تقل في الشارع المصري ؟ لا أستطيع القول ولكن هناك حاله من حالات الغضب تجاه الإسلاميين السياسيين وذلك بسبب الأخطاء المتراكمة والأخطاء التي ارتكبوها من الأداء المرتبك وصراع وبالتأكيد هناك حالة من الغضب لم تكن موجودة من قبل والدليل على ذلك عدم مشاركة الرئيس مرسي فى تشييع جنازة شهداء رفح بالإضافة إلى تعرض بعض الإسلاميين في الجنازة إلى محاولات الاعتداء عليهم وأعتقد أن التأييد لهم يقل. -تعتقد .. أي من هؤلاء له قوة على أرض الواقع : ( الرئيس مرسي – المجلس العسكري – القوة الثورية من الشباب – جماعة الإخوان المسلمين – التيار المدني )؟ جماعة الإخوان تعمل منذ 1928 وموجودة على الأرض ولها إمكانيات وتنظيم دولي ولكن وضح من التجربة المصرية من أول انتخابات البرلمان أنهم أشخاص منظمين جدا ولهم قدرة كبيرة على إدارة الانتخابات وحشد الأصوات والفوز بالانتخابات فقط ولكن ليس لديه خبرة في إدارة دولة في حجم مصر أو الحنكة السياسية ، والعكس القوة السياسية المدنية عندها خبرة في إدارة الدولة ولكن ليس لديها القدرة التنظيمية والحشد مثل الإخوان، بينما شباب الثورة تمزقوا وتفتتوا وأصبح لدينا عشرات من الائتلافات وتراجعت تماما، وبالتالي لدينا المجلس العسكري له شرعيته ويمارسها بقوة ، كما أرى أن جماعة الإخوان خسرت الكثير بسبب سوء تصرفهم وإدارتهم لشئون البلاد سواء في مجلس الشعب أو فى مؤسسة الرئاسة ولكن القوة المدنية التي لديها خبرة وتستطيع أن تدير دولة بحجم مصر ليس لديها تنظيم قوى في على الأرض وبالتالي لو نظموا أنفسهم ربما يحصلوا على فرصتهم في الانتخابات القادمة . -هل ترى أن الثورة تم سرقتها بالفعل ؟ لا هو فصيل سيطر عليها تماما .. فصيل منظم استطاع أن يدير الانتخابات بشكل منظم واستفاد من خبرته واستطاع أن يحصل على 70% من مقاعد البرلمان وحصل على منصب الرئيس ولكن سرعان ما فقد ما كسبه والتأييد الذي كان سيحصل عليه حتى على الأقل من غير المنتمين أيدولوجيا لجماعة الإخوان واعتقد أن هذا سينعكس على الانتخابات البرلمانية ولكن الأهم أن خسروا من يكسب ولذلك فمن المفروض أن القوة السياسية تنظم نفسها بشكل أكبر وأفضل . -هل ترى أنه من الممكن أن تتحول مصر إلى باكستان أو تركيا أو أفغانستان أو إيران ؟ إيرانوباكستان بالطبع لا ، لان تركيبة الشعب المصري مختلفة ولهم طبع خاص فالمصريين منذ الفراعنة حتى الآن لديهم تركيبة تجعلهم يتقبلوا أي ثقافة والتعايش معها , وليسوا دمويين فالمصريين يخافون الفوضى فهو شعب عاطفي فالتركيبة المصرية لا يمكن أن تكون متشابه مع التجربة الباكستانية. بينما النموذج التركي صعب حدوثه في مصر لأنه لا يوجد ميراث مشابه لميراث أتاتورك في العلمانية في أغلب الشعب المصري ليس لديهم مشكلة مع كلمة العلمانية التي تعنى فصل الدين عن السياسة وحتى الأحزاب الإسلامية في تركيا مثل حزب العدالة والتنمية ترى إن العلمانية فكرة ليست مرفوضة على الإطلاق وترى أن العلمانية أن تقف الدولة ومؤسساتها مسافة واحدة من كل الأديان وهو تزاوج العسكر من الإسلاميين وكل ذلك مرفوض فمن الممكن أن يكون لمصر نموذج خاص يأخذ بعض ملامح التركي وبعض ملامح الباكستاني ولكن يصبح نموذج مصري لأننا لدينا مؤسسة العسكرية محافظه ولكنها علمانية بمعنى غير دينية لانطلق من منطلقات دينية ولكنها تقدر الدين وتقدسه وأكبر والدليل على ذلك احتفالاتهم بذكرى غزوة بدر فمن الممكن أن يحدث ذلك بمعنى أن يكون لديها أحزاب دينية وأحزاب مدنية قويه ومؤسسه عسكرية مختلفة وبالنسبة للنموذج الإيراني بالطبع مختلف تماما وان كان الإخوان حاولوا أن يفعله في لحظه من اللحظات ولكن لن ينفع. -هناك من يتوقعوا أن الرئيس مرسي لن يستمر في الحكم أكثر من ثلاثة شهور أو سنة على الأقل وخاصة بعد عدم مشاركته في الجنازة ومن الممكن الإطاحه به ؟ لا.. لا.. مسألة صعبة جدا لا يمكن الإطاحة به فهو رئيس منتخب ولكن شعبيته تتآكل بسرعة رهيبة من أسباب تأكل شعبيته غيابه عن مشهد جنازة شهداء رفح .. شعبيته تتآكل كما أن الذي يستطيع إقالته هو رئيس البرلمان ونحن لا يوجد لدينا برلمان .. أتوقع وهذا من وجهة نظري أن البلاد في طريقها لشلل كامل نتيجة سوء إدارة مؤسسة الرئاسة. -كثير من السياسيين والمفكرين يرون أن البلاد على أعتاب أزمة اقتصادية .. فما رأيك فى هذا الرأى ؟ طبعا نحن مرشحون للدخول في أزمة اقتصادية طاحنة نتيجة التشرد في مؤسسة الرئاسة. -وأين دور السياسة والمفكرين لإخراج البلاد من النفق المظلم؟ هذا دور السلطة لأن المفكر أو السياسي أو حزب يستطيع أن يقدم أفكارا ولكن من بيده القرار السلطة ، فالرئيس مرسي هو الذي يستطيع أن يتخذ قرارات لا غيره. - تعتقد هل ما زالنا نعيش في عصر الرئيس الذي لايسمع أراء النخب السياسية والمفكرين لإنقاذ البلاد. ؟ بالتأكيد .. الرئيس الحالي بحسب ما يبدو لا يسمع لأحد على الإطلاق فهو يتحاور مع مجموعة قريبة منه فكرية لكنه لا يتحاور مع الأخريين ولا يستمع إلى أي أحد بدليل عندما يعمل في مؤسسة الرئاسة بدون مستشارين أو مساعدين أو نواب كل ذلك لا أعرف ولا يوجد مستشارين أو مساعدين حتى وقتنا هذا وهذ 1 يعن أنه لايختلف كثيرا عن مبارك الذي كان لايسمع إلا للمقربين منه . -هل يعني عودتنا إلى نقطة الصفر من الجديد؟ نعم أرى أن مصر تعود إلى نقطة الصفر. - هل تعتقد أن تحدث ثورة قريبا؟ أكيد إذا استمر أداء مؤسسة الرئاسة مرتبك على هذا النحو فمن الممكن الغضب يتزايد وخصوصا أن الغضب يتزايد من قطاعات جديدة كقطاعات أهالي شهداء رفح .. هؤلاء كانوا ليسوا عندهم مشكلة حتى عدم حضور الرئيس الجنازة - لكن القرارات التي اتخذها وفتح المعابر أحدث نوع من الغضب وغيرها من القرارا ت التي خرجت بدون دراسة وتسببت في أزمات أرى كذلك وأن الغضب يتزايد بدليل الدعوة للخوج والثورة يوم 24 أغسطس القادم والثورة ضد مرسي. -هل ستكون ثورة جياع ؟ لو لم يتحسن الأداء الاقتصادي سريعا مصر مرشحة أن تشهد ثورة جياع طبعا. -هل أداء مرسي هو المتسبب في زيادة الاحتجاجات والإعتصامات من وجهة نظرك؟ أعتقد أن جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة هما " المسئول الأول " لأنهما بحسب مايبدو هما " اللذان " يديران شئون البلاد. -هل الإخوان لديهم فكر موحد؟ نعم فالفصيل المسيطرة على جماعة الإخوان المسلمين الآن هو التيار القطبي وهو التيار المسيطر عنده فكر موحد ومتماسك تحت قيادة مرسى وخيرت الشاطر. -فماذا تفسر الانقسامات التي تحدث داخل الحزب والجماعة؟ هذه الانشقاقات والانقسامات تحدث من خارج المجموعة القطبية من خارج المجموعة للتيار القطبي وبالتالي الجماعات التي انشقت هي المعترضة على هذا التيار الأكثر تشددا داخل الإخوان. -فما تفسير تزامن حريق أحد مقرات الإخوان مع وقت حدوث الهجوم الإرهابي على رفح؟ هذا يعني أن البلاد مرشحة إلى فوضى كبيرة في الفترة القادمة. -ومن المتسبب في ذلك؟ الذي بيده السلطة. -ما تعليقك على شخصية البلتاجي؟ لا تدخلني في مشكلة مع الدكتور محمد البلتاجي فى الحقيقة المشكلة الكبرى وهى التى تحدثنا عنها سلفا عدم وجود خطوط واضحة تميز بين جماعة الإخوان ومكتب الإرشاد وحزب الحرية والعدالة والمسئولين . دكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية المنتخب يخضع إلى مكتب الإرشاد و20 يتحدثوا باسمه من مكتب الإرشاد وحزب الحرية والعدالة فهناك تصريحات باسم محمد البلتاجي وتصريحات باسم حسن البرنس وتصريحات علي كسان وعصام العريان فالكل يطلع يصرح أي عضو في جماعة الإخوان يطلع يصرح بالنيابة عن الدكتور محمد مرسي. -من أعطى لهم الحق في ذلك ؟ عدم وجود خطوط فاصلة ما بين مؤسسة الرئاسة والحزب ومكتب الإرشاد -هل لنا دور لمنع هؤلاء من الظهور وإلغاء بتصريحاتهم؟ صعب . -كيف ترى علاقة مصر بإيران وأمريكا ودول الخليج ؟ لم تتغير كثيرا وعلاقتنا بإيران مازالت على نفس الحالة ودول الخليج علاقتنا متوترة ببعض الدول نتيجة لسياسة جماعة الإخوان المسلمين كما أنها متوترة مع الإمارات بسبب تصريحات المتحدث باسم الإخوان المسلمين وعلاقتنا بالسعودية والكويت ليست على ما يرام وبالنسبة لعلاقتنا بالولاياتالمتحدة بدأت أن يكون علاقات ما بين البيت الأبيض والإدارة الأمريكية وما بين الرئيس مرسي وجماعة الإخوان المسلمين فمن الممكن أصف كل العلاقات الخارجية بالنسبة لمصرياتها مضطربة. -كيف ترى الوضع السوري و كيف لمصر أن توقف المذابح الموجودة؟ نحن " منشغلين " في الشأن الداخلي وليس لنا دور كبير في سوريا. وما يحدث في سوريا هو مخطط أصلي واسع النطاق ورائه أطراف إقليمية مثل قطر والسعودية بالتحقيق مع الولاياتالمتحدةالأمريكية والدول الغربية والهدف منه إسقاط نظام بشار الأسد باعتباره أحد أركان دعم السياسة الإيرانية في المنطقة ونحن مرتبكين ولسنا لدينا موقف واضح بسبب أوضعنا الداخلية. - هل كانت مصر تستطيع أن تؤثر بالإيجاب على المشهد السوري وإيقاف بحر الدم إذا كانت علاقة مصر مستقرة وقوية بين دول الخليج وإيران ؟ بالتأكيد إذا كانت مصر قوية وفعالة كانت أثرت على الوضع السوري بالإيجاب وبالتالي كانت مصر فتحت باب للعلاقات مع تلك الأطراف فان علاقتنا بسوريا من العلاقات المهمة جدا سواء كانت جيدة أو سيئة . - تعليقك على الوضع في ليبيا والسودان ؟ أرى أن ليبيا رغم صغير نسبه عدد سكانها فقد استطاعت أن تعمل نموذج خاص بها وبدليل أنها قامت بانتخابات جيدة في أول دوله عربية لم يحصد التيار الإسلامي على الأغلبية فيها وتسير في النموذج الخاص بها بالتوافق مع الدول الغربية. بينما السودان تمر بأزمة كبيرة وذلك بعد الانفصال طبعا ؛ وبدأت مناطق بها مثل دارفور يظهر بها ملامح لربيع عربي بالسودان ومنها النزول للمظاهرات ؛ فالسودان مرشح لمزيد من الاضطرابات. - أليس من المفترض أن نعيد العلاقات بين السودان كما كان في السابق ؟ من المفروض ولكن الأمر يستعدى ترتيب بيتنا من الداخل حتى نتحرك إلى العالم الخارجي لتنشيط اقتصادنا. - بصراحة : سوريا إلى أين ؟ للأسف الشديد ستنتهي بالتدمير لأن بشار لن يتخلى عن السلطة طالما يملك رصاصة واحدة. -كيف نخرج من تلك الأزمات ؟ أن يكون ولاؤنا الأول والأخير لمصر والعمل بكل جهد للحفاظ على الكيان المصري ودعم مؤسسات الدولة للحفظ على أمن مصر القومي .