إهتمت وسائل الإعلام الإسرائيلي بصفة عامة والكتاب والمحللين السياسين الإسرائيليين بصفة خاصة بقرارات الرئيس المصري محمد مرسي لإحالة وزير الدفاع المشير محمد حسين طنطاوي ورئيس الأركان الفريق سامي عنان و لم يكن الإهتمام فقط هو السمة السائدة على تغطية القرارات بل تصدرت عناوين الحدث التليفزيون الإسرائيلي المواقع والصحف الإسرائيلية. فى البداية خرجت صحيفة معاريف الإسرائيلية بعنوان "الطريق إلى الثورة.. مرسي يقيل طنطاوي" حيث رأى الكاتب الإسرائيلي "ريمون مرغياة" أن الرئيس المصري محمد مرسي يواصل إتخاذ قراراته الجذرية بإقالة المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري ووزير الدفاع وإقالة رئيس الأركان الفريق سامي عنان وتعيينهم مستشارين له، وتعتبر هذه الخطوة إستكمال للثورة التي أعلنها الرئيس مرسي في الأسبوع الماضى لإقالة مسئوليين رفيعي المستوى في مصر ابتداء من مدير المخابرات العامة المصرية ومحافظ شمال سيناء بعد الهجمات الإرهابية على شبه جزيرة سيناء وانتهاءً بقائد الشرطة العسكرية وقائد الحرس الجمهوري. كما وصف الكاتب الإسرائيلي روى كايس فى صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية قيام الرئيس المصري محمد مرسي اليوم بإصدار أوامر بإحالة المشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع ورئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، للتقاعد بالخطوة الدراماتيكية، قائلاً " طنطاوي ذلك الرجل الذى تولى شئون وزارة الدفاع المصرية لأكثر من عقدين من الزمان فى عصر مبارك وبعد ثورة الخامس والعشرين من يناير عام 2011". وأضاف كايس أن طنطاوي و الذى كان يرأس المجلس العسكري لمدة 17 شهر من بعد الثورة لم يطال بمفرده بذلك القرار بل كان لرئيس أركان القوات المسلحة المصرية سامي عنان نصيبا من القرار فتمت إحالته هو الآخر إلى التقاعد ضمن البيان الذى ألقاه المتحدث باسم رئاسة الجمهورية اليوم. ورأى الكاتب الإسرائيلي "نير يهاف" بموقع والا الإسرائيلي أن ما فعله الرئيس المصري محمد مرسي اليوم يعتبر هزة بالفعل فقد أعلن إلغاء الإعلان الدستورى المكمل، الذى وضعه المجلس العسكري منذ شهرين، وقام بإقالة وزير الدفاع المشير محمد حسين طنطاوي البالغ من العمر 77 عاماً والمعين وزيراً للدفاع عام 1991 واستمر فى منصبه إلى أن قامت الثورة المصرية فى يناير عام 2011 و حتى بعد تشكيل الوزارة الجديدة برئاسة الدكتور هشام قنديل منذ أسبوعين إحتفظ طنطاوي بمنصبه ولكنه فقده اليوم. كما رأى المحلل السياسي للقناة الثانية الإسرائيلية " إيهود يعاري" أن القرارات التى إتخذها الرئيس المصري محمد مرسي اليوم أكدت تربع الإخوان المسلمون على كرسي الحكم فى مصر . ورأى الكاتب الإسرائيلي "تسيبي برائيل" فى مقال له بالموقع الإلكتروني لصحيفة هآرتس الإسرائيلية أن الرئيس المصري محمد مرسي اتخذ من محاربة الإرهاب فى شبة جزيرة سيناء فرصة حياته بأن يغير قيادات الجيش المصري ولكن المشكلة فى أن كل خطوة يتخذها يتم تفسيرها أنها تطبيق لأجندة الإخوان المسلمين. وأضاف برائيل أن الخطوات الحاسمة التي أعلنها الرئيس محمد مرسي أمس تثبت أن الثورة مدنية بالفعل وأنه نجح في تحويل المجلس العسكري إلى مجلس إستشاري ليس له أى قرارات أو سلطات. وأضاف الكاتب أنه بعد انتخاب مرسي كان من المتوقع أن الحال في مصر سيكون كالحال في تركيا حيث بقي الجيش في تركيا حلقة اتصال بجهات استخبارية وعسكرية أجنبية وكانت تراه اسرائيل قاعدة لاستمرار التعاون وظنت كل من الولاياتالمتحدة وإسرائيل أنه مع استمرار طنطاوي لإدارة شئون البلاد فإن اتفاق السلام صار محصناً. ورأى الكاتب الإسرائيلي "أليكس فيشمان" بصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن القضاء على قيادات الجيش المصري بدون أدنى مجهود من الرئيس المصري محمد مرسي ما هو إلا دراما مر بها أقوى رجال مصر المشير طنطاوي ورئيس الأركان عنان وما حدث من تكريمهما وإعطائهما أوسمة ما هو إلا خطوة لحفظ كرامتهما. وأضاف الكاتب أن إقالة مدير المخابرات العامة اللواء مراد موافي كانت بالونة إختبار للمشير فحينما رأى الإخوان المسلمون أن عزل "موافي" مر بسلام في صفوف الجيش انتقلوا إلى الإختبار الأساسي وهو إقالة المشير. كما رأى البروفيسور الإسرائيلي "إيال زيسر" فى صحيفة "يسرائيل هايوم" الإسرائيلية أنه قد تبين الأمس أن الرئيس المصري محمد مرسي يمتلك قدرة على اتخاذ قرارات جريئة وحاسمة فيجب على القيادة الإسرائيلية أن تتابع بعيون مفتوحة ما قد يصدر عنه من قرارات جريئة أخرى في المستقبل كما أن القرارات التى تخذها رجب طيب أردوغان ليلغى هيمنة الجيش فى تركيا فى عشر سنوات فعلها محمد مرسي فى شهر واحد فقط. وأضاف أن الثورة التي أحدثها أمس رئيس مصر محمد مرسي حينما عزل قيادة الجيش المصري غير أنها مفاجأة كانت حادة جدا وهذه القرارات في الأساس ذات مغزى لا يقل عن الثورة بل ربما يزيد على ثورة 25 يناير 2011 التي أسقطت نظام حسني مبارك. وأشار الكاتب إلى أن نجاح مرسي بسهولة فى إسقاط قادة الجيش المصري يشهد وللمرة الثانية أن دولة جيش طنطاوي وشرطة العادلي فى نظام مبارك كانت ضعيفة جدا وجوفاء وخير دليل أنها إنهارت سريعا. ورأى الكاتب الإسرائيلي " عوديد غرانوت " فى مقاله بعنوان " إرادة شعب " رأى فيه الكاتب أن الرئيس المصري محمد مرسي حقق فى يوم واحد ما استغرقه الأتراك فى سنوات ليحجموا الجيش كما أن ثورة الخامس والعشرين من يناير إقتربت بالأمس من الهدف وأصبح مرسي من نفذ إرادة الشعب ولم يكن الذى فعله مرسي بالأمس مجرد إطاحة بقيادة عسكرية فحسب بل أنه قام بمصادرة مكانة الجيش الخاصة التى أعطاها له الشعب المصري اثناء وبعد الثورة المصرية واعطت للجيش صلاحيات جعلت من مرسي حينما أصبح رئيس كالدمية فى أيادي المجلس العسكري عن طريق ما سمى بالإعلان الدستورى المكمل الذى اصدره المجلس العسكري منذ شهرين تقريبا ولكن مرسي آثر السكوت إلى أن سنحت له الفرصة لكى يثبت أنه رئيس لكل المصريين و ليس للإخوان المسلمين فقط. كما أن القرارات التي إتخذها "مرسي" سيكون لها تأثير سلبي على العلاقات المصرية الإسرائيلية بسبب أن "طنطاوي" و"عنان" اللذان أقيلا كان لهما علاقات عمل قوية بجهات أمنية وسياسية في إسرائيل كما تلقت الإدارة الأمريكية صفعة قوية من "مرسي" فقد كان "عنان" هو رجل أمريكا في الجيش المصري. كما رأى المحلل العسكري للقناة الثانية الإسرائيلية "رون دانيال" أن التنسيق الأمنى بين مصر وإسرائيل سيستمر بعد إقالة طنطاوى لإن هذه مصالح غير مرتبطة بأشخاص ولكنها مرتبطة بتنسيق بين بلدين تريدان منطقة حدودية هادئة كما أنه يوجد إعتقاد خاطئ بأن المشير طنطاوي هو طوق النجاة بالنسبة لذلك التنسيق و لكن من المؤكد أن هناك رجل جديد تولى هذا المنصب ويستكمل مسيرة التنسيق والتعاون الأمنى. كما رأى "آفى يسسخروف" فى صحيفة هآرتس أنه على الرغم من أن الرئيس المصري محمد مرسي حظي بتأييد واسع حينما استعاد لنفسه الصلاحيات التي أخذها الجيش منه الا ان سلوكه يذكر إسرائيل بسيطرة حماس على غزة فالتعيينات والإقالات أول أمس في قيادات المجلس العسكري المصري مرت حتى الآن دون اعتراض بل ان الرئيس المصري حاول أمس تهدئة من أقيلوا وأعلن بأن الذين تمت إقالاتهم و هم وزير الدفاع السابق محمد حسين طنطاوي ورئيس الاركان السابق سامي عنان سينضمان الى الفريق الرئاسي الذي سيعمل الى جانبه في ادارة شؤون الدولة. و أضاف الكاتب أنه بهذه الخطوة سيخفف الاحتجاج الحاد الذي انطلق مع الإقالات فليلة أول أمس احتشد بضع المئات من الاشخاص أمام وزارة الدفاع المصرية للاحتجاج على إقالة طنطاوي وعنان ولكن هذا الاحتجاج لا قيمة له مقارنة مع التأييد الذي حصل عليه مرسي لخطواته من الاخوان المسلمين ومن الأغلبية بل فى صفوف الجيش المصري أيضا.