تسببت أحداث مساء أمس المؤلمة بسيناء إلى جانب فقدان أرواح جنود قواتنا المسلحة، التي لا تقدر بثمن، إلى أن مصر خسرت من هذه الأحداث التي لم يمضي عليها 24 ساعة الكثير من الخسائر المادية والاقتصادية، حيث أن الحادث نقل للعالم أجمع ان مصر مستهدفة، ومنطقة خطر، مما يجعلهم فى حالة حذر شديد للاستثمار فى مصر على سبيل السياحة، كما أنه نظرا لتمركز مصادر إنتاج البترول الخام على الساحل الشرقي لخليج السويس , ومجموعة من المعادن الأخرى مثل المنجنيز , الحديد , الكاولين , الفحم , الجبس , الكبريت ,ملح الطعام , الفوسفات ,الرصاص , والزنك، فهذه الأحداث أثرت على المرور إلى هناك، كما أن حالة الانفلات الأمني الذي تمر به المنطقة نتيجة الأحداث أدى إلى قطع الطريق من وإلى المنطقة. قال صفوت عبدالباري رئيس شعبة الرخام والجرانيت باتحاد الصناعات المصرية أنه تم قطع الطريق الرئيسي الذي يربط بين الطور وشرم الشيخ، ومنع المرور بينهما، مما يؤدي إلى هدم المكون الأساسي لسيناء في جميع مناحي الحياة مما يؤدى الى خسائر تتخطي المليارات على المدى الطويل . وأضاف عبدالباري أن قطاع السياحة هو أكبر القطاعات التي ستتأثر بهذا الحادث، مضيفا أن قطاع المعادن والمحاجر الذي يعتمد بشكل أساسي على سيناء سيتوقف بشكل تام، وذلك بعد توقف 75% منه نتيجة للانفلات الأمني، والأحداث السياسية التي تمر بها مصر. وطالب رئيس الشعبة الحكومة بعدم اعتبار الأممية والاسلام الأممي التي يعتقدون فيها، ويجب التعامل على أساس الوطن والوطنية فقط، كما أنه يجب إعادة رفع قيمة الدم المصري والثأر لقتلة الشهداء، كما أنه طالب أيضا بضرورة تعمير سيناء، مؤكدا أنه لو كان سيناء عامرة بالسكان مثل القاهرة لما استطاع هؤلاء الخونة دخول مصر. ومن جانبه قال كمال رجائي رئيس غرفة الصناعات الهندسية باتحاد الصناعات المصرية أنه يصعب الآن تحديد حجم الخسائر التي حدثت جراء الهجوم على قواتنا مساء أمس، حيث أنه لم يمضي على الحادث 24 ساعة حتى الآن، موضحا أن حجم الخسائر في هذه الساعات القليلة يقدر بعشرات الملايين. ولفت رئيس الغرفة إلى أن قطاع السياحة سيتم تدميره بالكامل هذه الأيام، كما أن حالة الانفلات التي تمر بها المنطقة وتعوق نقل المعدات وحركة نقل السيارات وسرقة الديزيل، مما يؤدي إلى توقف عشرات المواقع والتى تحقق يوميا ما يتراوح بين 50 ألف وحتى 60 ألف جنيها. أوضح رشاد عبده أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة، أن أحداث سيناء بالأمس ستؤدى لضرر كبير لمصر بوجه عام، ولقطاع الاقتصاد بوجه خاص. وأضاف أنه من أهم القطاعات التى ستتآثر بهذ الحدث هو قطاع السياحة، حيث أن سيناء تعتبر منطقة سياحية كبرى تشمل أهم المناطق كشرم الشيخ والعريش، والغردقة، خاصة مع إنقطاع الكهرباء والماء بشكل يومى فى منطقة الغردقة، مما سيؤدى بدورى لإنقطاع حركة السياحة بهذه المناطق، ما سيسهم فى قلة الدخل العائد من السياحة. كما يرى أن البورصة المصرية أيضا من القطاعات التى ستحظى بنصيبها من هذه الأضرار، بإعتبارها الأنوار الساخنة التى تتآثر بشكل كبير بأى حدث فى البلاد، حيث ستؤدى هذه الأحداث لهروب المتعاملين العرب والأجانب من البورصة وتدافعهم نحو البيع بشكل كبير، مما سيلقى بآثاره السلبية على حركة التداولات بالبورصة، وخاصة شركات السياحة المدرجة بالبورصة، وشركات الأسمنت المقامة بمنطقة سيناء. أما عن الاستثمارات الخارجية، فيؤكد "عبده" أنها من المؤكد ستنعدم بشكل كبير فى الفترة المقبلة، لعدم وجود أمان بالبلاد، مما سيقلل من الإحتياطى النقدى، والذى بدورى سيصبح مشكلة أمام مصر عن استيرادها للسلع الغذائية بهذه العملات. ومن جانبه يرى حمدى عبد العظيم الخبير الاقتصادى، أن الاقتصاد سيتضرر كثيرا فى الفترة المقبلة، حيث أن المستثمر الخارجى عند تفكيره بالاستثمار خارج بلاده فإنه يقوم بعمل دراسة جدوى لهذه البلد، والأحداث التى حدثت بالأمس من دورها هروب المستثمرين الحاليين من مصر، وقيام المقبلين على الاستثمار بمصر إلى إعادة تفكير توجيه جبهتهم. وتوقع عبد العظيم أن تستمر تآثيرات هذه الأحداث على مصر إلى نهاية هذا العام، مما سيؤدى لتآثيره على الموازنة العامة، حيث أنه من الطبيعى أن تقوم الدولة بصرف تعويضات لأسر الشهداء والمصابين، كما أنها ستقوم بإعادة تقييم الأسلحة.