فى عام 1938 ذهب الدكتور أمين زاهر إلى الإذاعى الرائد محمد فتحى ليقوم له شاباً فى السابعة عشر ليكون قارئاً للقرآن عبر الأثير فاستمع إليه "فتحى"، وأعجب بصوته فتم تعيينه فى الإذاعة، وكان من أكثر المقرئين أجراً إنه "الشيخ كامل يوسف البهتيمى" الذى ولد فى بهتيم بمحافظة القليوبية عام 1921، وقد التحق بمدرسة عثمان باشا بالقلعة، ثم بالأزهر الشريف، ليتعلم أصول القراءة وأحكام التجويد على يد كبار القراء ومنهم محمد رفت ومحمد سلامة وعلى محمود وغيرهم. وللشيخ البهتيمى تسجيلات نادرة خاصة لسورتى "الكهف ومريم"، مما جعل الإذاعات الإسلامية تتسابق على الحصول على تسجيلاته، وقد أحيا ليالى رمضان من الإذاعة الشرق الأدنى - فى منتصف الخمسينيات، 1955 وتقاضى عنها أجراً 500 جنيها وهو مبلغ مرتفع فى ذلك الزمان، كما أحيا ليالى رمضان فى لندن ودلهى وكثير من الدول الأسيوية، وكانت وفاته عن 47 عاماً، حيث شارك فى عزائة مائة مقرئ من مصر والعالم الإسلامى كان فى مقدمتهم "الشيخ محمود خليل الحصرى" تناوبوا جميعاً القراءة فى تأبين صاحب الصوت الملائكى. وعلى حسب ما أورد المؤرخون لحياة الشيخ البهتيمى فإنه قد جمع بين تكامل علم القراءة وحلاوة الصوت، وهذا ليس مبالغة فقد أجمع كل من أستمع إلى تلاوته على أنه خلاصة الأصوات الذهبية فقد استفاد من كل من تعلم على يديه. فقد أخذ من الشيخ "رفعت" حسن الأداء، ومن الشيخ على محمود جودة الإنشاد، فمثلما أتقن "البهتيمى" فن التلاوة أتقن أيضاً "فن الإنشاد الدينى" وأضاف إليه، ويعد واسطة العقد، فى هذا الفن الرفيع بعد الشيخان على محمود وتليذه طه الفشنى، ثم جاء من بعده الشيخ "النقشبندى" الذى عاصره. وقد أعطى "البهتيمى" لفن التواشيح أهتماماً كبيراً خاصة فى سنواته الأخيرة، وهذا جعله يدرس فن الموسيقى والمقامات ليزرد حصيلته منها، بالإضافة إلى معرفته الواسعة بالتراث الصوفى الذى أنشد منه الكثير والكثير. استمع الي التلاوة المباركة