الإنشاد الدينى هو شكل من أشكال الثقافة الشعبية، ويدرجة كثير من دارسى التراث الشعبى ضمن "الممارسات الغنائية الدينية المعاصرة"، حيث أن الممارسات الموسيقية للمنشد تؤكد على التواصل النغمى خاصة فى وحدة المقامات الموسيقية التى يستخدمها فى أدائه. ولعل أشهر المبتهلين والمنشدين هو "الشيخ سيد النقشبندى" الذى أرتبط صوته بشهر رمضان ولياليه المباركة، وقد حفظ لنا تراث الإذاعة والتليفزيون تسجيلاته التى تعد معنياً روحياً للأجيال المختلفة، فقد جاء ليكمل الطريق الذى بدأه الشيخ على محمود ومن بعده الشيخ طه الفشنى، وإن نال "النقشبندى" شهره أوسع، ربما الأنتشار تسجيلاته فى التليفزيون، وقبل ذلك لنبرته المميزة وصوته الملائكى. وقد ولد "النقشبندى" عام 1920 بقرية "دميرة" بمركز طلخا بمحافظة الدقهلية، وقد تأثر فى طفولته بالتراث الصوفى، نظراً لأن والده كان شيخاً للطريقه النقشبندية، وهى أحدى الطرق الموجودة فى الريف المصرى والتى لم يزال لها بعض الأتباع الذين يحيون طقوسها. ورغم أن رصيد شيخنا فى بنك الحياة هو 56 عاماً، إلا أن رصيده الإذاعى لا يتعدى عشر سنوات فقد إلتحق بالإذاعة عام 1967 فى حين أنه توفى عام 1976. إلا أنهى اشتهر فى فترة شبابه كفارئ للقرآن الكريم، فى القرى التابعة للدقهلية والمحافظات المجاورة. وكانت زياراته الأولى للقاهرة عام 1948، ثم سافر إلى طنطا عام 1955 ليقيم بجوار السيد البدوى وأحب التلاوة فى مسجده، خاصة أيام الأحتفال بمولده، وكان القادمون من القاهرة من الجمهور العادى، وكبار المسئولين يأتون خصيصاً للأستماعه إلى صوته، حتى صار واحد من أشهر القراء - فى فترة الستينيات - بالإضافة إلى أدائة المميز للمدائح النبوية والأبتهالات. وقد دخل "النقشبندى" الإذاعة بعد أن طلب منه المخرج الإذاعى مصطفى صادق عام 1967 بعد أن وافق "بابا شارو" أن يقوم دعاءاً يومياً لمدة خمس دقائق بعد آذان المغرب فى شهر رمضان، وكانت البداية الحقيقة ليصبح صوت النقشبندى أحد العلامات المميزة لشهر رمضان. ومن الإذاعة إلى شاشة التليفزيون حيث شارك "النقشبندى"، فى عدد كبير من البرامج الدينية بإبتهالاته النورانية. لقبه كثير من عشاق صوته بألقاب عدة منها "الصوت الخاشع" و"الكروان" و"إمام المداحين" وغيرها من الألقاب التى تدل على البراعة الموسيقية والروحية التى ميزت صوته. كان الشيخ النقشبندى محباً لصوت الشيخين محمد رفعت ومصطفى إسماعيل، وكان ممن يحبون الإستماع للتراث الموسيقى العربى. وقد نال عدة تكريمات منها وسام الدولة من الدرجة الأولى من الرئيس أنور السادات عام 1979. استمع الي التلاوة المباركة