مولاي.. جيرني ببابك.. مولاي.. جل الإله.. ليلة القدر هذه الابتهالات الروحانية التي تأخذك إلي عالم أكثر نقاء، يلعب خلالها الصوت دورا مهما حتي تمر إلي قلوبنا.. الصوت هنا هو أستاذ المداحين وصاحب مدرسة متميزة في الابتهالات هذا «النقشبندي» أو سيد محمد النقشبندي (1920 – 1976) أحد أشهر المنشدين في تاريخ الإنشاد الديني يتمتع بصوت ملائكي يراه الموسيقيون أحد أقوي وأوسع الأصوات مساحة في تاريخ التسجيلات.. أما معني اسمه «النقشبندي» فهو يتكون من مقطعين «نقش» و«بندي» ومعناهما في اللغة العربية: القلب أي نقش حب الله علي القلب.. وهي كلمة فارسية، ويذكر أن النقشبندية فرقة تنسب إلي الصوفية ونعود إلي صاحب الصوت العذب الذي يأخذنا إلي سموات بعيدة كان أحد أهم ملامح شهر رمضان المعظم حيث يصافح الصائمين قبل أذان المغرب بصوته الجميل وأحلي الابتهالات التي تنبع من قلبه، حتي لقب بالصوت الخاشع، والكروان. ولد النقشبندي في قرية «دميرة» إحدي قري محافظة الدقهلية في مصر عام 1920، وانتقل مع أسرته إلي طهطا جنوب الصعيد وحفظ القرآن الكريم علي يد الشيخ أحمد خليل قبل أن يستكمل عامه الثامن وتعلم الإنشاد الديني في حلقات الذكر بين مريدي الطريقة النقشبندية، جده هو الشيخ محمد بهاء الدين النقشبندي الذي نزح من نجارة بولاية «أذربيجان» إلي مصر للالتحاق بالأزهر الشريف، في عام 1966 كان الشيخ سيد النقشبندي بمسجد الإمام الحسين بالقاهرة والتقي مصادفة بالإذاعي «أحمد فراج» فسجل معه بعض التسجيلات لبرنامج «في رحاب الله» ثم سجل العديد من الأدعية الدينية لبرنامج «دعاء» الذي كان يذاع يوميا عقب أذان المغرب، كما اشترك في حلقات البرنامج التليفزيوني «في نور الأسماء الحسني». لحن ابتهالاته «محمود الشريف، سيد مكاوي، بليغ حمدي، أحمد صدقي، حلمي أمين»، أجمع خبراء الأصوات علي أن صوت الشيخ الجليل من أعذب الأصوات التي قدمت الدعاء الديني فصوته مكون من ثماني طبقات. دخل الشيخ النبيل الإذاعة عام 1967 وترك ثروة من الأناشيد والابتهالات إلي جانب بعض التلاوات القرآنية لدي السميعة.. وتوفي إثر نوبة قلبية في 14 فبراير 1976.