يعد الشيخ سيد النقشبندي من أبرز من ابتهلوا وأنشدوا التواشيح الدينية ورتلوا القرآن الكريم في القرن العشرين, فهو صاحب مدرسة متميزة في الابتهالات, ولايزال من أهم علامات شهر رمضان المعظم بالاذاعة حتي الآن. حيث يصافح صوته آذان الملايين وقلوبهم خلال فترة الافطار بأحلي الابتهالات التي كانت تنبع من قلبه قبل حنجرته فتسمو معه مشاعر المسلمين.. لقب بصاحب الصوت الملائكي الخاشع والكروان الرباني وإمام المداحين. ترجع أصول النقشبندي الي مدينة نقشبند بجمهورية أذربيجان(احدي دول الاتحاد السوفيتي سابقا) التي ينتسب اليها حيث نزح النقشبندي الكبير الي العراق والشام, ثم استقر في القاهرة خلال القرن التاسع عشر ثم انتشرت فروع الأسرة في ربوع مصر.. وكان والده الشيخ محمد النقشبندي واعظا دينيا رحالا استقر به المقام في مدينة قلين بمحافظة كفر الشيخ وأقام بها منزلا ثم انتقل الي قرية دميرة مركز طلخا بمحافظة الدقهلية, حيث تزوج من احدي فتياتها وانجب منها الشيخ سيد النقشبندي في 12 مارس من عام 1921 الا أن الحياة بينهما لم تدم طويلا حيث انفصل الزوجان وتزوج الشيخ حسن المواردي الأم واصطحب معه سيد النقشبندي الي مدينة طهطا بجنوب صعيد مصر وكان لم يتجاوز العاشرة من عمره حيث رباه وحفظه القرآن الكريم وكان علي صلة بوالده وتعلم منه الانشاد الديني في حلقات الذكر بين مريدي الطريقة الخلوتية النقشبندية وهي طريقة صوفية ترجع أصولها الي الصحابيين الجليلين أبو بكر الصديق وسلمان الفارسي وهذه الطريقة تلتزم في حلقاتها بالذكر الصامت بالقلب بدون اللسان وكان والده محمد النقشبندي هو شيخ الطريقة. وظهر نبوغ النقشبندي في الانشاد الديني وقراءة القرآن الكريم وحقق شهرة واسعة, حيث كان الرئيس السادات من المعجبين بصوت النقشبندي وكان عندما يذهب الي قريته ميت أبو الكوم يرسل في طلبه لينشد له ابتهالاته في مدح الرسول( صلي الله عليه وسلم), حيث كان النقشبندي أحد خمسة مشايخ مقربين من السادات هو والشيخ عبد الحليم محمود شيخ الأزهر رحمهم الله, وكان سيد النقشبندي يحفظ مئات الأبيات الشعرية للامام البوصيري وابن الفارض وأحمد شوقي كما كان شغوفا بقراءة المنفلوطي والعقاد وطه حسين. توفي الشيخ النقشبندي في 14 فبراير من عام 1976 عن عمر يناهز الخامسة والخمسين عاما قضي منها شهورا قليلة في القاهرة استطاع خلالها تسجيل أغلب ابتهالاته. حصل الشيخ النقشبندي علي العديد من الأوسمة من عدد من الدول التي زارها, كما كرمه الرئيس السادات بعد وفاته عام 1979 حيث منحه وسام الجهورية من الطبقة الأولي, كما أطلقت محافظة الغربية التي عاش فيها أغلب عمره اسمه علي أكبر شوارع مدينة طنطا.