نجحت مستشفى (فودا) للسرطان بمدينة (جوانجوا) بالصين، باستخدام تقنية جديدة لعلاج السرطان يذهب أبعد من العلاجات المعروفة، والتي تتمثل في العلاج الكيميائي والإشعاعي والجراحة التقليدية، التي برغم فوائدها، إلا أن لهاتين الطريقتين التقليديتين العديد من العيوب والنواقص. لهذا فإن تقنية هذا العلاج الحديث يعتمد على الجمع بين عدة طرائق علاجية مبتكرة، لإعطاء المريض أفضل النتائج، وقد كان مستشفى (فودا) له السبق في استخدام العلاج بالجراحة بالتجميد الموضعي، كما أصبحت له الصدارة في استخدام العلاج الإشعاعي الموضعي، والعلاج المناعي المشترك. وكنتيجة للعمل الجاد والأبحاث المنجزة، حصلت مستشفى (فودا) على اهتمام دولي وجوائز تقديرية عديدة. ولقد عملت على بناء فريق ممتاز من الأطباء والممرضين. وتحول ذلك المستشفى من مستشفى محلي إلى مستشفى عالمي، لأن هذه المستشفى تتميز بوضع خطط علاجية تتناسب مع كل حالة مرضية، وكذلك تميزها في استخدام النظم الطبيعية للجسم البشري، للقيام بأكبر قدر ممكن من عمليات التنظيم والدفاع والإصلاح الذاتية، بدلاً من فرض المزيد والمزيد من العقاقير الكيميائية السامة على الجسم، والتي قد يكون ضررها أكثر من فائدتها. وقد نجح الفريق الطبي حتى الآن في علاج آلاف المرضى المحليين والدوليين، مما جعله مقصد الكثير من المرضى حول العالم من: الولاياتالمتحدة، كندا، أوربا، أفريقيا، وآسيا، والدول العربية. والتقنية الجديدة التي تستخدمها مستشفى (فودا) لمعالجة السرطان تسمى (المعالجة بالتبريد) وهي طريقة اعتمدت من قبل إدارة الأدوية والأغذية الأمريكية عام 1998، ومن قبل إدارة الأدوية والأغذية الصينية عام 1999. وفي عام 2000م بدأ مستشفى (فودا) باستخدام هذه التقنية، وقد نجحت المستشفى الصيني نجاحا كبيرا في استخدام تلك التقنية في معالجة نحو عشرة آلاف مريض سرطان، وأكثر من 34 نوع من السرطان، وبذلك أصبح هذا المستشفى يتصدر مستشفيات العالم في علاج السرطان. وهذه التقنية تقوم بإزالة والقضاء على الأورام، فهي تدمر الورم بوساطة دورة من التجميد الموضعي الموضعي، والإذابة عن طريق مجسات صغيرة يتم إدخالها في الورم فتتشكل الكرة المجمدة في طرف المجس، ويبدأ حجم الكرة المجمدة بالازدياد شيئا فشيئا حتى تغلف الورم بشكل كامل، وحالما تنخفض الحرارة إلى -40 تبدأ بلورات الجليد بالتشكل داخل الخلية السرطانية، وعندها يصبح موت الخلية السرطانية حتميا، ويحدث الفشل التدريجي للتغذية الوعائية بسبب تخريب بطانة الأوعية الدموية لتصبح سهلة الاختراق، وإحداث انتفاخ في النسج الداخلية وتراكم في الصفائح الدموية، وبالتالي تشكيل خثرة داخلية مما يسبب احتقان وانسداد الوعاء الدموي. وبذلك يصبح الجهاز لمناعي حساساً للخلايا السرطانية المدمرة بالجراحة بالتبريد الموضعي، وبالتالي فإن أي نسيج سرطاني لم يتم تخريبه سيصبح من السهل تدميره من قبل الجهاز المناعي. وهذا ما يسمى برد الفعل المناعي البارد، لأنه أثناء هذا العلاج فإن الجهاز المناعي للمريض يصبح أكثر إدراكا لذلك النمط المحدد من السرطان، ويصدر إنذارا لبقية الجهاز المناعي لمهاجمة ذلك السرطان المجزأ، وبذلك إي نسيج سرطاني لم يتم تدميره بواسطة الجراحة بالتجميد سيتم تدميره بوساطة الجهاز المناعي. وتتم هذه العملية وفقاً لمكان وحجم الورم، إما بالتنظير أو عن طريق الجلد. ويتم الاستئصال باستخدام نظام لتزويد غازي الأرجون والهيليوم لتنفيذ دورتين أو ثلاث دورات من التجميد/التذويب. وتستمر عملية التجميد حتى يصبح حجم كرة الجليد كافياً لتغطية الورم كاملا، كما تغلف الكرة الجليدية نحو 5-10 ملم من الأنسجة السليمة المحيطة بالورم. أما في حالة الأورام الكبيرة، فيتم استخدام عدة أنابيب تجميد. وفي بعض الأحيان يكون من الضروري إجراء عملية الاستئصال هذه مرتين أو ثلاث مرات على الأقل هذه الطريقة هي عملية طبية موضعية، يمكن وصفها بأنها الطريقة الوحيدة لعلاج السرطان، كما يمكن مشاركتها مع طرائق العلاج الأخرى كالجراحة والمعالجة الكيميائية والمعالجة الإشعاعية إن الجمع بين هذه الجراحة والاستئصال يمكن أن يكون مفيداً جداً، لأن تجميد الورم قبل استئصاله يقلل جداً من مخاطر انتشار الورم أثناء عملية الاستئصال، إضافة إلى تجنب الأنسجة السليمة، لهذا فإن هذه الطريقة ملائمة جداً في العلاج، كونها غير محدودة الجرعة، ويمكن تكرارها حسب الحاجة من أجل تدمير كل الخلايا السرطانية. في الحالات التي لا يتم فيها تدمير الورم بعد تجميده، فإن استخدام الجراحة الموضعية عن طريق الجلد يقلل جداً من خسارة الدم ومن الانزعاج الذي يحصل بعد العمليات الجراحية الأخرى. يستخدم في هذه الطريقة (مسبار) تجميد صغير نسبياً (بقطر نحو 24 ملم)، وبالتالي فإن هذه الطريقة يمكن أن تستخدم في العمليات الجراحية الحساسة، والتي لا تحتمل حدوث أية مخاطر أثناء إجراء العملية، وما يميز هذه الطريقة هو عدم وجود آثار جانبية كتلك التي تظهر عادة عند المعالجة الكيميائية أو الإشعاعية، كما إنها قابلة للتكيف لمعالجة الأورام القريبة من الأوعية الكبيرة، والتي تستعص على العمليات الجراحية الأخرى إزالتها، كما تستخدم لاستئصال مختلف أنواع الأورام وأحجامها. وتهدف الجراحة بالتجميد الموضعي في حد ذاتها إلى التأثير الموضعي، أي إلى التدمير الموضعي للأورام المستعصية على العلاجات التقليدية، كما أنها تثير أيضاً رد فعل مناعي تجاه السرطان للقضاء على الخلايا السرطانية القابلة للانتشار أو الأورام المتبقية، وتشير الأدلة إلى أن معدل تكرار الإصابة بالسرطان بعد استخدام هذه الطريقة هو أقل بكثير منه عند المعالجة بالطرق التقليدية الأخرى. وإضافة لأسلوب (المعالجة بالتبريد)، فإن هناك أيضا العلاج المناعي كعلاج رئيسي يعزز إلى حد كبير الجهاز المناعي، وبخاصة بعد العلاج الكيميائي القاسي لإبطاء انتشار السرطان، ومنع نموا الورم الخبث، وتحسين الحالة الصحة للجسم عامة. وتقوم أسلوب (المعالجة المناعية) على دراسة الأسباب والظروف التي دفعت الجسم يميل إلى تطوير الأورام الخبيثة، وبالتالي الدعم العلاجي لجهاز مناعة الجسم. وقد أعطت تلك التقنية العلاجية، نتائج أكثر إيجابية من العلاج الكيميائي وحده، لأن العلاج المناعي يعتمد بشكل أساسي، على تعزيز الجهاز المناعي، والحد من آثار مرض السرطان والأعراض المرتبطة به، والعلاج المناعي مصطلح عام يشير إلى مجموعة من إضافة إلى الأدوية التقليدية التي جمعت بينها تلك التقنية لتعزيز الجهاز المناعي للجسم. ولمن يرغب في مزيد من المعلومات, يمكن الدخول على موقع المستشفى: www.fudahospital.com أو مراسلته عبر البريد الإلكتروني: [email protected]