أصدرت حركة (نحن هنا) الأدبية بيانا حول إعادة اختيار د.صابر عرب لتولي حقيبة وزارة الثقافة، حيث تؤيد الحركة في بيانها د.محمد صابر عرب كوزير للثقافة لأن الحركة ترى كما جاء في بيانها فى توليه حقيبة هذه الوزارة يعد إرجاء لمصادمات ثقافية يدرك الجميع مدى خطورتها، ليس فقط على العملية الثقافية، وإنما على الهوية المصرية ذاتها، وقد جاء في البيان: تابعت الحركة الجدل الدائر حول قرار إعادة اختيار د.محمد صابر عرب، لمنصب وزير الثقافة فى حكومة د.هشام قنديل ما بين الرفض والتأييد والتشكيك؛ كما تابعت تصريحاته بعد أدائه لليمين القانونية أمام د.محمد مرسى رئيس الجمهورية؛ وعلى الرغم من عدم رضا الحركة عن بعض وليس كل ممارسات الوزير فى الأشهر الثلاثة التي حمل فيها حقيبة الوزارة بحكومة د.كمال الجنزورى؛ فإن الحركة ترى فى توليه حقيبة هذه الوزارة إرجاء لمصادمات ثقافية يدرك الجميع مدى خطورتها، ليس فقط على العملية الثقافية، وإنما على الهوية المصرية ذاتها. لقد أعلنت الحركة فى بيانها الصادر فى 31 يناير 2012م. شروطاً رأت وجوب توفرها فيمن يستلم حقيبة وزارة الثقافة، وحددتها فيما يلى: عدم انتمائه إلى تيار فكرى أو دينى يبغى صبغ الثقافة المصرية بصبغته. عدم تبنيه لمواقف معادية للتعددية الثقافية والانفتاح الثقافى. عدم شغله لمنصب قيادى فى الحزب الوطنى ولجنة سياساته، ولم يسبق أن لفظته الثورة أو رفضه الثوار. عدم معاداته للأمانى الوطنية، وألا يكون مؤيداً للتطبيع مع العدو الصهيونى. وترى الحركة أنه بإمكان د.عرب أن يثبت للمجتمع الثقافى توفر هذه الشروط فى شخصه فعلاً وعملاً وليس قولاً وتصريحاً. ولقد أكد د.عرب فى تصريحات له، بعد أدائه اليمين القانونية، بأنه سيبذل قصارى جهده، ليكون عند حسن ظن المثقفين والمفكرين فى هذه المرحلة الحرجة، وقطع عهداً على نفسه بأنه سيحافظ على المكتسبات الثقافية التي حققها المصريون طوال قرون مضت. إزاء هذه التصريحات، وكذا تصريحه بأنه سيحرص خلال الفترة المقبلة على دعم التعاون بين وزارته ووزارات الإعلام والآثار والسياحة والخارجية والأوقاف، فإن الحركة تشير إلى أن الثقافة المستنيرة هي صمام الأمان لهذا الوطن، وهى قوته الدافعة للأمام، وبحكم ارتباطها بكل مناحي الحياة فهي داخلة فى صميم مهام جميع الوزارات، حتى تلك التي قد تبدو للرائي غير وثيقة الصلة بها، وعليه فإنه من الضروري بمكان أن تتعاون وزارته مع سائر الوزارات من أجل دعم وترسيخ الثقافة المستنيرة فى المجتمع المصري عبر المجالات النوعية المختلفة. وفى نفس الوقت تنبه الحركة إلى أن المتربصين بالثقافة المصرية المستنيرة كثيرون، تحركهم دوائر داخلية وخارجية تملك قدرات تمويلية هائلة وأبواقاً دعائية ضاجة، وهم لا يكتفون بالتربص فقط، وإنما يعمدون إلى التغلغل فى الأنسجة العضوية للجسم الثقافى نفسه، والسيطرة على أوعيته ومفاصله، ثم الهجوم على دماغه؛ ووزارة الثقافة هي مدخلهم إلى هذا كله، فثغراتها كثيرة وهائلة الاتساع. نعم د.عرب منفتح الفكر، تنويري الاتجاه، لكنه سيدير شئون وزارته فى مناخ صعدت فيه تيارات التزمت والتقييد والإرهاب الفكري، وكم من عوائق وعراقيل سوف تبث أمامه من داخل الوزارة ومن خارجها، فإن فشل فى مواجهتها فستكون هذه هي التكئة التي يثب بواسطتها الظلاميون دعاة الرجعية والانغلاق على مقاليد الوزارة ومقدراتها، ويسعى إلى تغيير چينات الثقافة المصرية بأساليب متعددة وأدوات شتى. وعليه فإن لم يكن د.عرب قادراً على سد هذه الثغرات، وحماية جسم الثقافة المصرية، بجذبه وتنظيمه لجهود مثقفي الاستنارة والتقدم، فى هذه المرحلة شديدة الحرج، فليترك المنصب لمن يقدر وتتوفر فيه الشروط التي حددتها الحركة، لأنه إن لم يفعل يكون قد ارتكب إساءة كبيرة فى حق هذا الوطن ومستقبل أبنائه. ومن منطلق بنوتها لثورة 25 يناير، فإن الحركة سوف تتابع عن كثب أداء وزارة الثقافة وطرق دعمها لحرية الفكر والإبداع، واستراتيچياتها وخططها وبرامجها التنفيذية، جنباً إلى جنب متابعة أساليب تعاونها مع الوزارات والمؤسسات الثقافية الأهلية، وخطوات إعادة هيكلة أبنيتها التنظيمية، والكيفيات التي سيتم من خلالها تطهير المستويات الإدارية داخل الوزارة من الفساد والمفسدين. ولن تنطفئ شعلة الاستنارة فى مصر.