يلعب التيار الكهربائى دوراً رئيسياً فى دوران عجلة الصناعة الوطنية والإقتصاد ككل وذلك يرجع إلى إعتماد جميع الصناعات على الكهرباء بشكل عام فى عملية الإنتاج والتصنيع حسب قول رجال الصناعة مؤكدين أن التيار الكهربائى يعتبرعامل رئيسى فى إنخفاض الإنتاج والتصدير . لذا تسبب الإنقطاع المستمر للتيار الكهربائى خلال الفترة الحالية فى تعرض العديد من المصانع خاصة المصانع والشركات المعدنية والغذائية لخسائر فادحة وهو الأمر الذى يهدد بتوقف العديد من هذه المصانع والشركات وتسريع العمالة .. أكد محرم هلال رئيس جمعية مستثمرى العاشر من رمضان والرئيس التنفيذى لإتحاد جمعيات المستثمرين أن إنقطاع التيار الكهربائى بهذا الشكل المستمر ترك أثاراً سلبية خطيرة على الصناعة الوطنية وأدى إلى تعرض العديد من المستثمرين أصحاب المصانع لأضرار جسيمة خاصة لأنه يتم بدون سابق إنذار حيث إنه لم يتم إخطار المصانع بهذا الإنقطاع الذى يتم بصورة فجائية مما تسبب فى تعرض الألات لأضرار بالغة مما يستوجب عمل صيانة شاملة لهذه المعدات . قال فاروق زكريا مدير عام علاقات المستثمرين بشركة مصر للألومنيوم أن قطع الكهرباء عن الشركة يومياً لمدة تتراوح بين ساعتين و6 ساعات أدى إلى تكبد الشركة خسائر شهرية تصل إلى 65 مليون جنيه وأن قطعها منذ منتصف شهر مايو الماضى وحتى الأن كلفها 101 مليون جنيه وأضاف أن التأثر السلبى الذى ينتج عن إنقطاع التيار الكهربائى سوف يلحق نتائج أعمال الشركة فى نهاية العام المالى وبالتحديد فى الربع الأول من العام المالى الجديد . وأضاف زكريا أن شركة مصر للألومنيوم إستغاثت بالدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية والمشير حسين طنطاوى رئيس المجلس الإعلى للقوات المسلحة للتدخل الفورى لدى الشركة المصرية لنقل الكهرباء التابعة لوزارة الكهرباء والطاقة لوقف المهازل التى تحدث يومياً من تخفيض الأحمال الكهربائية عنها لأن إنقطاع التيار الكهربائى قد يؤدى إلى إنهيار الشركة تماماً وتشريد العاملين بها والبالغ عددهم 9 ألاف عامل . وتوقع زكريا أن شركته سوف يتراجع صافى أرباحها للعام المالى الحالى 2012-2013 . الى 68.35 مليون جنيه مقابل 191 .مليون جنيه متوقع عام 2011- 2012 بسبب إلإنقطاع المستمر للتيار الكهربائى ومن جانبه أكد محمد المهندس نائب رئيس غرفة الصناعات الهندسية بإتحاد الصناعات أن إنقطاع التيار الكهربائى لا شك فى أنه يكبد المصانع خسائر ضخمة خصوصاً وأن بعض الماكينات تعمل بالكمبيوتر وتكون مبرمجة على نظام معين مثل صناعة المسابك وبإنقطاع التيار المفاجىء يقف تشغيل الفرن وبالتالى تهدد الصناعة وأشار المهندس أن حجم الخسائر المتوقعة جراء إنقطاع التيار الكهربائى بالنسبة للمصانع كثيفة الإستهلاك قد يتجاوز حاجز ملايين الجنيهات بنسب متفاوتة وفقاً لحجم إستهلاك كل مصنع على حدة . إضافة إلى أنه نتيجة توقف هذه المصانع وخسائره من المحتمل أن تعرض بعض المصانع للإغلاق وتسريح العمالة والتى قد تصل إلى 2 مليون عامل بالمصانع . . وأضاف المهندس أن بعض المصانع لجأت إلى عمل ورديات ليلية للعمال بعيدة عن وقت الذروة التى يتم قطع التيار فيه لكن هذا كلف المصانع أموال كثيرة وساعد على مشقة العاملين وأرجح المهندس سبب إنقطاع التيار الكهربائى المستمر هو خطة خاطئة وضعتها الحكومة تهدف إلى ترشيد النفقات فى إستهلاك الكهرباء ولكن كانت ليست هى الحل وعجزت الحكومة عن إدارة هذه الأزمة وليس هناك حكومة فى اى دولة تحل أزمة وتخلق فى حلها مشكلة أكبر بل كان من الضرورى أن تدرس الحكومة الموقف تماماً وتلجأ الى حلول أكثر إيجابية من ذلكوتكون مدروسة من خبراء فى وضع الأثار السلبية التى تنتج عن هذه الحلول ومدى الخسائر أو فشل هذه الخطة .. وفى ذات السياق أكد خالد عبد الله رئيس مصنع أنتركايرو لصناعة الألومنيوم بأن حجم الخسارة المتوقعة للمصانع بسبب إنقطاع التيار الكهربائى قد تصل إلى 2 مليار جنيه إذا أستمرت على ذلك لفترة قصيرة ووصفها بأنها خسارة إقتصادية فادحة لأن مثل هذه المصانع لديها عقود وألتزامات مع بعض الدول فى عمليات التصدير لمنتجاتها فى فترات محددة وتعطل الإنتاج يعمل على تأخير الكميات المطلوبة مما يجعل هذه المصانع تخضع للشروط الجزائية وهى غرامة أخرى تقع على المصانع .. . وأقترح عبدالله على الحكومة فكرة إنشاء محطة لتوليد الكهرباء لكل منطقة صناعية وأكد عبد الله على أن إنشاء محطة خاصة لتوليد الكهرباء لكل منطقة صناعية قد تكون تكلفة تأسيس هذه المحطة أقل من الخسائر التى تتكبدها إثر قطع التيار الكهربائى حيث أن تكلفة تأسيس محطة كهربائية يصل الى 500 مليون جنية وحجم الخسائر تفوق هذا المبلغ بكثير لذا إقترح عبد الله على القطاع الخاص فكرة الإستثمار من خلال إنشاء محطات جديدة لتوليد الكهرباء لكل منطقة صناعية توفر الطاقة إلى هذه المصانع بأسعار مناسبة إضافة إلى توفير هذه المحطات لكميات من الكهرباء ممكن أن تصدر إلى دول ليبيا وتونس وغيرها من الدول بالإضافة إلى التعاون مع وزارة الكهرباء والطاقة فى ضخ كميات من الكهرباء إليها لسد عجز إستهلاك المواطنين ... من جانبه أكد محمد حنفى مدير عام غرفة الصناعات المعدنية بإتحاد الصناعات أن حجم إنتاج الشركات المعدنية شهد تراجعاً ملحوظاً كنتيجة طبيعية لإنقطاع التيار الكهربائى مما أدى إلى تعرض العديد من المصانع إلى خسائر فادحة لدرجة أن خسائر شركة مصر للألومنيوم بلغت نحو 50 مليون جنيه بسبب إنقطاع التيار الكهربائى .. وأضاف حنفى إنه لا يجب أن يتم الإنقطاع بهذا الشكل المفاجىء نظراً لأن التيار الكهربائى يلعب دوراً رئيسياً فى إنخفاض الإنتاج المحلى لهذه الشركات نتيجة تعطيل الماكينات وهو الأمر الذى يتطلب سرعة تدخل الحكومة الجديدة لحلول هذه المشكلات التى سيكون لها أثار سلبية خطيرة على الصناعة الوطنية . وقال أحمد عمران أحد مديرى الجمعيات الإستهلاكية بالقاهرة أن إنقطاع التيار الكهربائى المستمر فى الفترة الأخيرة تسبب فى تعطيل الثلاجات التى بداخلها بعض الأطعمة المجمدة مثل الفراخ والأسماك وغيرها والتى فسدت بفعل درجات الحرارة المرتفعة مما ساعد على صنع مشكلة مع المواطنين الذين حصلوا على هذه الأطعمة وفوجؤا بعدم صلاحيتها للإستخدام الأدمى والذى ممكن أن يعرض حياتهم للخطر وناشدنا الشركة القابضة للأغذية للتدخل ولكن لم يتم حتى الأن ومازلنا حتى اليوم نعانى من فساد الأطعمة .. وأضاف مجدى محمدين صاحب سلسلة سوبر ماركت أنه إضطر الى اللجوء لتأجير المولدات الكهربائية لتشغيل ثلاجات الأطعمة حفاظاً عليها من الفساد لكن ذلك بالطبع تكلف كثير لأن المولد الكهربائى يتم تأجيره بالساعة وفى ظل هذه الظروف يستغل أصحاب هذه المولدات فى رفع سعر الساعة وبالطبع إنقطاع التيار الكهربائى له أثره السلبى وخصوصاً أننا فى ظل شهر رمضان وهناك إقبال من الجمهور على بعض الأطعمة المثلجة مثل الدواجن والأسماك واللحوم الألبان لذا نناشد الحكومة بسرعة إيجاد الحلول لأننا كتجار صغار لا نستطيع تحمل هذه الخسائر . وخصوصاً وأن الأسوق بدأت تنتعش بعد حالة الركود التى أصابتها خلال الفترة الماضية ..