قالت الحكومة إنها تبذل قصارى جهودها بالتنسيق مع وزارة الكهرباء لضمان مرور الصيف الجاري بأقل أضرار ممكنة سواء للمواطنين أو المصانع، فيما حذرت شركات من تكبدها خسائر فادحة من جراء الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي. وقال المهندس عبد الله غراب، وزير البترول ل«المصري اليوم»، إن ارتفاع الطلب على الكهرباء نتيجة عدم ترشيد الاستهلاك وارتفاع الوصلات غير القانونية، يكلف الدولة أعباء ضخمة لتوفير الطاقات الكهربائية المطلوبة. وأضاف أنه للمرة الأولى يتعدى حجم الطلب الإضافي للكهرباء حاجز ال3 آلاف ميجاوات، ليصل إلى 27 و28 ألف ميجاوات يوميًّا، تتطلب كميات ضخمة من الوقود المكافئ ممثلًا بصفة خاصة في الغاز والمازوت، داعيًا المواطنين إلى ضرورة ترشيد الاستهلاك، لمساعدة الحكومة في تقليل سياسة تخفيف الأحمال، بما يتفق مع شبكة الكهرباء وقدرة الدولة على توفير الوقود اللازم لمحطات الكهرباء. يأتى ذلك فى الوقت الذي شكت فيه شركات صناعية مختلفة من تكبدها خسائر فادحة، بسبب انقطاع التيار الكهربائي بشكل مستمر، ولساعات طويلة خلال الفترة الماضية بما ينذر بتداعيات سلبية على نتائج أعمالها وقدرتها المالية في نهاية العام. وذكرت شركة «مصر للألومنيوم»، في بيان صدر عنها مساء الخميس، أنها تكبدت 101 مليون جنيه خسائر خلال شهرين، بسبب الانقطاع المتكرر للكهرباء في الفترة من يوم 13 مايو وحتى 18 يوليو من الشهر الجاري، محذرة من أن انقطاع الكهرباء قد يؤدي إلى انهيار الشركة تمامًا وتشريد العاملين بها والبالغ عددهم 9 آلاف عامل. وهددت شركة مصر للألومنيوم التي تعد إحدي شركات قطاع الأعمال العام والتابعة للقابضة للصناعات المعدنية، أنه في حال تكرار تخفيض الأحمال سيقوم العاملون وأسرهم، وعددهم يتجاوز خمسين ألف فرد، باعتصام مفتوح اعتبارًا من يوم السبت المقبل، مناشدة في الوقت نفسه الدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية، والمشير حسين طنطاوي، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، التدخل الفوري لدى الشركة المصرية لنقل الكهرباء التابعة لوزارة الكهرباء، لوقف تخفيف الأحمال الكهربائية عنها. من جانبه قال مصطفى عبد الله، المحلل المالى بإحدى شركات تداول الأوراق المالية، إن استمرار سياسة قطع التيار الكهربائى سيكون له تداعيات سلبية على الكثير من الشركات، خاصة التي تعتمد على الكهرباء في نشاطها الرئيسي مثل الألومنيوم والزجاج، بالإضافة إلى المصانع الأخرى مثل الأسمنت التي تجبر في بعض الأحيان على وقف خطوط إنتاج لحين عودة التيار. وطالب عبد الله الشركات والمصانع المصرية بوضع خطط بديلة لتوفير الطاقة، لأن مشكلة قطع التيار الكهربائي يبدو أنها سوف تستمر طويلًا، مع استمرار حالة الطلب العالى للاستهلاك وانخفاض القدرات الإنتاجية في الشبكة القومية.