-أطلقت وزارة الصحة والسكان اليوم البرنامج القومي للتحكم في مرض ارتفاع ضغط والذي يهدف إلى تجهيز 50 عيادة لتشخيص وعلاج ومتابعة مرض ارتفاع ضغط الدم بالمستشفيات العامة والمركزية على مستوى الجمهورية بالإضافة إلى تدريب الأطباء بوزارة الصحة على أدلة العمل الإكلينيكية المصرية الموحدة لعلاج مرض ارتفاع ضغط الدم بجمهورية مصر العربية الموضوعة بواسطة أساتذة أمراض القلب من أعضاء الجمعية المصرية لارتفاع ضغط الدم. البرنامج يأتي ضمن الشراكة المتعدد بين وزارة الصحة والسكان والقطاعات المختلفة وبالتعاون مع الجمعية المصرية لارتفاع ضغط الدم وشركة أسترازينيكا العالمية للأدوية، ويسعى إلى تقديم الرعاية الصحية المتميزة للمرضى وتقديم الدعم التقني لمقدمي الخدمة وتنفيذ نظام يختص بجمع البيانات حول المرض في جميع العيادات المتخصصة على مستوى الجمهورية. ويحتل المرض الخطير المعروف باسم "القاتل الصامت" المركز ال 4 بين أكثر الاسباب المؤدية لوفاة المصريين، حيث بلغ عدد الوفيات الناجمة عن الإصابة بارتفاع ضغط الدم فى مصر نحو 21 ألفًا و300 مواطنا بما يمثل 4.6% من إجمالى عدد الوفيات سنويا. وتأتي مصر المركز ال 13 في قائمة الدول الأعلى فى معدلات للوفاة فى العالم نتيجة الإصابة بارتفاع ضغط الدم. طبقًا لآخر إحصاءات منظمة الصحة العالمية التي نشرت في 2014. أكد الأستاذ الدكتور هشام عطا رئيس قطاع الطب العلاجي بوزارة الصحة والسكان ان الهدف من هذا البرنامج هو اتاحة فرص الوقاية والعلاج من مرض ارتفاع ضغط الدم تحت إشراف أساتذة الجامعات الذين سيقومون بالمساهمة في توفير التعليم الطبي المستمر من خلال رفع كفاءة الأطباء في التعامل مع المرض، اضافة الي تحسين كفاءة تشخيص وعلاج المرضى، بجانب المساهمة في خدمة المجتمع برفع مستوي وعي المرضى. وأشار إلى أن البرنامج القومي سوف يطبق على مدار ثلاث سنوات متتالية تتضمن تجهيز العيادات بالمستشفيات طبقًا لجدول زمني بالتزامن مع عقد الدورات التدريبية للأطباء بصفة دورية على مدار الثلاث سنوات وإنشاء قاعدة بيانات لمرضى الضغط تمكن من اتخاذ القرارات الصائبة والتدابير اللازمة للحد من انتشار المرض وذلك ضمن خطط الوزارة لتطوير منظومة الصحة العامة بما ينعكس ايجابيا على تقدم وتطور المجتمع، مشيرا الي ان انشاء تلك العيادات جاء ليرسم صورة متميزة للتعاون المثمر بين الحكومة ممثلة في الوزارة والمجتمع المدني ممثلا في الجمعية المصرية لارتفاع ضغط الدم المصري والقطاع الخاص متمثلا في شركة أسترازينيكا العالمية. أكد الدكتور محمد محسن إبراهيم أستاذ القلب والأوعية الدموية بجامعة القاهرة رئيس الجمعية المصرية لارتفاع ضغط الدم، أن مرض ضغط الدم المرتفع من أكثر الأمراض المزمنة غير المعدية انتشارا فى مصر. واوضح ان المرض يؤدى إلى مضاعفات خطيرة مثل تضخم وهبوط عضلة القلب وقصور الشرايين التاجية والجلطة القلبية والمخية ونزيف المخ والفشل الكلوى وتمدد الأورطى وشرخ بطانة الأورطي إذا أهمل علاجه. واوضح أن الإحصائيات تشير إلى أن مرض ارتفاع ضغط الدم من أخطر الأمراض التي تواجه العالم، وفي مصر أكثر من 26% من المصريين البالغين مصابون بمرض ضغط الدم، وأن ثلثى المرضى لا يعرفون إصابتهم به ولا يستطيع الأطباء التحكم والسيطرة على المرض إلا فى 8% فقط من هؤلاء المرضى، مشيرا الي نسبة الإصابة تزداد مع التقدم فى العمر وزيادة الوزن وكثرة استهلاك ملح الطعام إضافة إلى الاستعداد الوراثى، مؤكدا أن الطريقة الوحيدة للتشخيص هى قياس ضغط الدم بدقة عدة مرات على مدى أسابيع وربما شهور، بالإضافة إلى معرفة التاريخ المرضى التفصيلى والفحص الإكلينيكى الدقيق مع القليل من الفحوص المعملية. من جانبه أكد الدكتور خالد عاطف، تلخبير الدوائى أنه سيتم تجهيز العيادات بكافة الأجهزة اللازمة لقياس ضغط الدم طبقا للمعايير الدولية والأجهزة اللازمة لتسجيل بيانات المرضي لإنشاء قاعدة البيانات اللازمة للعمل البحثي وقال ان هذا المشروع العلمي يقدم نموذج عملي لتعاون الجهات الحكومية والجمعيات الطبية مع صناعه الدواء من أجل خدمة المجتمع وتحسين حياة المرضى إضافة إلى تطبيق توصيات الجمعية المصرية لارتفاع ضغط الدم بخصوص التشخيص والعلاج بغرض توحيد طرق التشخيص والعلاج على مستوي المراكز المشاركة.