جمع المقهى الثقافي كل من الناقد الدكتور محمد الشحات، والفنان وحيد مخيمر الذي أدار لقاءً مفتوح مع الروائية والمترجمة والشاعرة هدى حسين للحديث عن مشروعها الأدبى، أمس الثلاثاء، فى حفل ختام فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب فى دورته السابعة والأربعين. وأستهل شعبان يوسف حديثه بأنه سعيد أن ختام فعاليات المقهى يكون باستضافة هدى حسين فى ، وأكد على أن هدى حسين تملك مشروع روائية وباحثة ومترجمة وشاعرة فريد من نوعها. وقالت هدى حسين، قالت أن أهم م يميز هذه الندوة أننا نحاول أن نفكر مع بعض ولو بصوت عالي كيف يكون المبدع حرا لينتج فكرا حرا ، وكيف نفكك من الأطر المتوارثة وان ننتج ونبدع أطر مناسبة أكثر مع واقعنا الحالي الملئ بالطبقات المتنوعة من المعارف والثقافات فى الكون، وكيف يستفيد الكاتب من هذا الفتح العظيم على كل مدارك الحياة. وانتقلت المداخلة الى الدكتور محمد الشحات، وقال كنت أفكر قبل هذا اللقاء كيف يمكن أن نتحدث عن هدى حسين، وقد يتفق معي شعبان يوسف أنه من الصعب أن نتحدث عن تجربة مبدع خصوصا لو تجربته متنوعة هدى حسين تكتب الرواية والشعر من طراز خاص وتترجم عن الفرنسية، ولن يكون الحديث إلا عن نقاط تحول فى مشروع هدى حسين . وتابع، أنا فى ظني الأمور لا تتجزأ وان كل مبدع عنده مجموعة مرتكزات يقدم خلالها تصوره للفن والوجود وأنها ليست رؤية " استاتيكية" ولها علاقة بالكتابة وقراءاته الفلسفية، وأنا أحب ان أقدم هدى حسين كشاعرة ثم روائية ثم مترجمة. وتساءل هل ثمة مساحات فارقة كبرى بين هدى حسين شاعرة وكروائية وكمترجمة ؟، وهى عندها مجموعة دواوين أولها "ليكن" وعرفت هدى حسين من ذلك الديوان حيث كنت اعمل فى المجلس الأعلى للثقافة، وهى منذ ديوانها الأول وأنت تشعر انك بصدد شاعرة ذات مذاق شعري خاص، وهذا الإحساس مضى فى ديوانها الثاني الصادر عن مجموعة " جماعة الجراد"، والمسمى للجماعة رمزي ولكنه له علاقة بقضية تغيير الذائقة وأنها وتلك المجموعة لديها إسهام وتحول فى شكل قصيدة النثر المصرية عن قصيدة النثر العربية ، وتوالى انجاز هدى حسين فى مجموعاتها الشعرية مثل "عشوائية" و"نحن المجانين" ، وعندنا لا يقل عن 6 أو 7 مجموعات شعرية فيها انتقالات مختلفة . وأكد على ان قصيدة النثر العربية تظل تعانى من إشكالية وأنا فى تصوري النقدي أن قصيدة النثر كشكل أدبي ليست امتداد واضحا ومباشر وقطعيا مع القصيدة العربية، وأرى أنها نوع أو جنس أدبي مختلف. هدى حسين وجدت لها مجموعة من الشهادات الشعرية حاضرة ، ولديها قدرة على تحويل العادي الى شعر ، ويمكن ان ننفذ من خلالها الى فضاء شعري. وتابع، فمثلا فى مجموعة "نحن المجانين" بها قصائد من حيث الشكل الشعرية حاضرة فى كل القصائد ، وما يميز هذه المجموعة الشعرية ، وإعادة موضعه لبعض المفاهيم التي تعد تلقائية وصياغتها والتي كان يبدو أنها ثابتة وذات قناعة، وجزء من جماليات قصيدة النثر هي التقاط بعض النقاط وإعادة تشكيلها مرة أخرى. وتابع ، ان ثمة ملاحظة أخرى حول تجربة هدى حسين الروائية، والتي استهلتها فى التسعينيات برواية "درس الأميبا" تتحدث عن علاقة الطفولة بالرسم بالشعر وتصنيفها "نوفيله تجريبية" ، وأصفها بذلك لكثافة البعد السردي فيها واكتنز الأحداث فيها وللعب فى هذه المنطقة البينية بين كتابة الشعر وكتابة السرد، وشخصيات روايتها فيها قدر من التجريد، وأن هدى حسين عندها هذا الوعي أن تشتغل بشكل بيني بين الشعر والنثر والسرد. وقالت هدى حسين ، انه على مستوى الكتابة كنا نقول كيف صنعت قصيدة النثر كسرا راديكالي لبقية أشكال الكتابة، وانه قريبه من النصوص العابرة للأنواع، ويمكن ان قصيدة النثر استفادت من السرد الروائي والقصة، ويمكن أن العكس حتى الآن لم يحدث بشكل واضح، وبدأت القصيدة تتشكل من داخلها كأنها فى "رحم أم". وتابعت، أما على مستوى الكتابة الروائية أحاول بقدر الإمكان كسر لما عرف عليه من الكتابة الروائية ، وأن كثيرا من الروائيين الجدد يحاولوا خلخلت البناء الروائي المتعارف عليه منذ زمن بعيد ، وموفقين، أما بالنسبة لتجربة " جماعة الجراد" كانت تجربة مهمة كمجموعة من الأصدقاء اللذين يكتبون الشعر ومن ثقافات مختلفة . وأكدت على ان اى عمل إبداعيا تخوض فى كتابته أو ترجمته لأبد ان يمنحها تجربة الكاتب دون أن تخوض بنفسها التجربة، وأنها ومجموعة" الجراد" اتهموا فى بداياتهم بأنها مجموعة ليست لديها قضايا كبرى وأنهم يساعدون على تكسير اللغة، وقالت أننا فى مجموعة " الجراد" كنا مهمومين بتجربة أمل دنقل فى بداياتها ونحبه ، بالرغم الإ إننا لم نكتب مثله، ولكن كان هدف مجموعة "الجراد" هي الكتابة عن قضايانا الصغرى مجتمعيا .