يتعرض فن الشعر إلى ظاهرة تحول الشعراء إلى فن الرواية، وفي حقيقة الأمر ليست هذه حالة العرب وحدهم ولا مصر وحدها، فالشعر في العالم كله في حالة انحصار وتراجع، ففي فرنسا التي صنعت ثقافتها نكتشف أن الشعراء اليوم هم أقلية بائسة، وأن الشعراء يتحولون إلى شيعة مغلقة، بحيث أن الشعراء يقرأون بعضهم البعض، وقد يأتي زمن لا يقرأ فيهم الشعراء بعضهم البعض. حاولت "البوابة نيوز" في اليوم العالمي للشعراء، رصد أهم الحالات التي بدأت من الشعر وتحولت إلى فن السرد والرواية، والأمثلة عديدة وكثيرة منها على سبيل المثال الشاعر هدى حسين التي بدأت حياتها كشاعرة ثم تحولت إلى فن السرد وكتابة الرواية، ولدت في القاهرة في مارس 1972، بالقرب من قلعة صلاح الدين عاشت طفولتها وكتبت خواطرها وقصائدها وأنجبت للشعر قصائد جميلة وأخرى جديدة، فريدة ومميزة. أكملت دراستها الجامعية في جامعة القاهرة واختصت بالآداب القسم الفرنسي، وقد صدرت لها أعمال أدبية في الشعر والرواية والترجمة منها، ديوان "ليكن"، الكتاب الأول، والصادر عن المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة، وديوان "فيما مضى"، مطبوعات الجراد بالقاهرة، وديوان "عشوائية"، مطبوعات الجراد بالقاهرة، ديوان "أقنعة الوردة"، دار ميريت بالقاهرة، ثم كتبت رواية "درس الأميبا"، مختارات فصول، الهيئة المصرية العامة للكتاب، ورواية "الجسر" دار ميريت بالقاهرة. وترجمات عن الفرنسية، مجموعة قصصية "الكتابة" ل"مرجريت دوراس"، بالتعاون مع البعثة الفرنسية للترجمة، دار شرقيات بالقاهرة، ورواية "امرأة" ل"آني إرنو"، بالتعاون مع البعثة الفرنسية للترجمة، دار شرقيات بالقاهرة، ورواية "عشق بسيط" ل"آني إرنو"، بالتعاون مع البعثة الفرنسية للترجمة، دار شرقيات بالقاهرة، ورواية "وضع حد" ل"فرانك بيجو"، المشروع القومي للترجمة، بالمجلس الأعلى للثقافة، ورواية "الحدث" ل"آني إرنو"، دار ميريت بالقاهرة، وشاركت في مهرجان صوت البحر المتوسط للشعر. بلوديف في فرنسا سنة 1998. وتعتبر هدى حسين وجه مشرق في الشعر العربي والمصري الحديث، وهي شاعرة شجاعة وكاتبة جريئة اختارت طريقها بجهدها وكتابتها وشعرها ونأمل أن تستمر متألقة كما عهدناها في كتاباتها السابقة. وقد كان شعرها النابع من الأعماق والساري في العروق كأنه يبعث الحياة في شرايين جفت وأوردة تيّبست، وهو شعر يعيد رسم ما تراه العيون في الأيام والليالي وعلى الأرصفة وفي الحارات والميادين، شعر إنساني يبدع في وصف حالتنا. ونضيف إلى صف الشاعرة والروائية والمترجمة هدى حسين، الشاعر الروائي ياسر عبد اللطيف، وهو أحد الأسماء البارزة في فترة التسعينات داخل المشهد الأدبي المصري. بدأ بمجموعة شعرية بعنوان "ناس وأحجار" عام 1995، ثم أتبعها برواية "قانون الوراثة" عام 2002، ثم أنجز سيناريوهات لأفلام تسجيلية، فضلًا عن عمله في التليفزيون، وصدرت له حديثًا مجموعة شعرية جديدة بعنوان "جولة ليلية". يكتب بتنوع شديد في النبرات، يتمتع بإحساس مرهف، ورغم أنه بدا كشاعر إلا أنه يفضل أن يقم نفسه ككاتب للسرد يقترف الشعر أحيانًا، ويعتبر عبد اللطيف من المقلين في الكتابة، ولكنه يعتبر أن الكتابة الحقيقية شيء نادر واستثنائي، وأنه لا يستطيع أن يكتب دون مشروع حقيقي. مسألة كتابة السرد والشعر في نفس الوقت هي بالنسبة له مسألة طبيعية تماما، لم تأت من باب الضجر ولا هي حيرة وتردد بين الأنواع الأدبية، بل يعتبرها نزوع لاستخدام آليتين مختلفتين في الكتابة. وبالنسبة له فعل الكتابة نفسه يختلف من النص السردي للقصيدة، ففي السرد للغة وظيفية واضحة ومحددة وهي أن تسرد، أما في الشعر فللغة دور أكبر من ذلك. اعتمد في الكتابة السردية على تراتبية منطقية تحكمها علاقات السببية في الأغلب، ولكن في الشعر تقارب الحدس وايجاد علاقات لغوية جديدة.