- "قدارة" كونت أمبراطورية لتجارة المخدرات وبيوت الدعارة والبلطجة . - سائق توك توك سرقوا كليته بعد رفضه الإنضمام لموقعة الجمل ومعاق رفض الخروج من حجرته منذ سنوات بعد هجر زوجته واولاده له . - 30 أسرة لا تزال تحلم بعيشة أدمية والإنتقال لعقارات المحافظة . بدرومات عزيز عزت من أشهر المناطق اللأ آدمية بامبابة فسكانها منذ عشرات السنين لا يعرفون النور فهم غارقون فى الظلام ومياه الصرف الصحى التى جعلتهم مرضى بأمراض مزمنة خطيرة و لطخت سمعة سكانها بتجارة المخدرات وبيوت الدعارة. ذهبنا الى هناك لنعلم سر اصرارهم على الحياة فى بدرومات ورفضهم الإنتقال لعقارين أعلن عن تخصيصهم لهم محافظ الجيزة الأسبق على عبد الرحمن. ذهبنا الى أرض عزيز عزت ودخلنا عدة بلوكات كانت كلها متشابهة وكأن جميع السكان تشابهت فى وجوههم ملامح الأسى والمرض. ***عشرات السنين مدفونين تحت الأرض التقينا فى البداية بإبراهيم فوزى – 61 سنة – حداد مسلح – أكد أنه من محاربى القوات المسلحة القدامى روى لنا كيف سارت به الأحوال ليعيش سجينا تحت الأرض مثل غيره من سكان البدرومات، فروى لنا كيف قامت الحكومة بتسكين مئات الحالات القاسية بها ممن عانوا من انهيارات، وإخلاء إدارى وغيرها، مؤقتا لحين توفير سكن صحى ملائم لهم وتمر عشرات السنين وتحول السكن المؤقت الى سكن دائم واجبارى رغم أن البدرومات كانت مخصصة فى البداية كمخازن عبارة عن 19غرفة منفصلة أسفل كل بلوك تعيش في كل منها أسرة مكونة من ثمانية أفراد ولا يوجد سوى دورة مياه واحدة يستخدمها الجميع بالإضافة إلى انتشار الأمراض مثل الروماتيزم نتيجة الرطوبة المرتفعة والربو نتيجة سوء التهوية وعدم وجود نوافذ، حيث تبعد هذه البدرومات عن سطح الأرض بحوالى 4 أمتار وتوجد النافذة الوحيدة فى الغرفة عند مستوى سطح الأرض، ونظرا للعوامل الديموغرافية، ارتفع مستوى سطح الأرض مما أدى إلى غلق تلك النوافذ، رغم أنها هى المنفذ الوحيد للتهوية فى تلك الغرف، كذلك فإن الأهالى يعانون الطفح الدائم والمستمر لمياه الصرف الصحى من أرضية الغرف، للدرجة التى انتشرت معها حشرة غريبة لم يستطع السكان تحديد ماهيتها، والتى اضطرت بعض السكان الذين انتشرت هذه الحشرة فى غرفهم، إلى ترك الغرفة والعيش فى عشش بجوار هذه الوحدات. كذلك فإنه نتيجة حرق القمامة فى المنطقة فإن الدخان يعبأ الغرف التى يسكنها المواطنون، كما أن ألسنة اللهب تمتد أحيانا للغرف من خلال النوافذ محدثة حرائق بها، يحدث كل ذلك وسط تجاهل تام من جانب المسئولين . *** امبراطورية أم قدارة بدأت "أم حسين" كلامها معنا وهى تبكى قائلة : مش احنا والله العظيم احنا مظلومين فنحن سكان البدرومات ندفع ثمن سلوك مشين لسيدة تدعى "قدارة" وهى أم لثلاثة أولاد توفى منهم اثنين بسبب الادمان والثالث بترت يده لكثرة تعاطى (حقن الماكس) ومع ذلك لم تكفى تلك السيده شرها عن الناس بل كونت امبراطورية للمخدرات وبيوت الدعارة ولازالت تباشر تجارتها وكأن شيئاً لم يحدث واذا اعترض أحد من أهالى البدرومات على سلوكها على الفور يقوم البلطجية من رجالها بإصابته بعاهة مستديمة او اغتصاب احدى بناته أو شقيقاته *** 30 أسرة تنتظر الرحيل أما ( حمديه) فتقول نعيش هنا أنا وابنى وزوجى رحمه الله منذ حوالى عشرين عام وبسبب الصرف الصحى الذى نغرق فى مياهه الملوثة طوال اليوم مما أصابنى بفيروس سى وابنى بالفشل الكلوى والغريب أن المسئولين بمحافظة الجيزة رفضوا أن يعترفوا بى كإحدى سكان البدرومات و10 أسر فقط من سكان البدرومات تم نقلهم الى العقارين اللذين أعلن عنهم المحافظ الأسبق على عبد الرحمن فى حين لا تزال توجد 30 أسره تغرق فى مياه الصرف الصحى ومن تم نُقله للعقارين ليس لديهم عقود رسمية لامتلاك وحدتهم السكنية ,أما عن باقى الشقق فمعظمها لافراد لم يكونوا من سكان البدرومات وايجار تلك الشقق لسكان البدرومات أو غيرهم يقدر بمبلغ 250 جنيه دون الوضع فى الاعتبار ظروفهم وحالاتهم. *** سرقة أعضاء ويرثى (حسنى) سائق التوك توك حاله وفقره الذى أودى به الى عصابات تجارة الأعضاء الذين سرقوا كليته رغماً عنه وعلى لسانه ادعى أن رجل أعمال ثرى طلب منه يوم 28يناير أن يشارك فى موقعة الجمل وعندما رفض أرسل من بخطفه وسرق إحدى كليتيه فى مستوصف (عمر بن عبد العزيز) فى مصر الجديده وعندما طالب بحقه فى القسم تم تحرير محضر وتم سجنهم والافراج عنهم بعد ستة أشهر لعدم كفاية الأدله ويظل الوضع كما هو عليه. *** مدفن أقرب من سكن ممدوح سيد – 70 سنة - مصاب بشلل أطفال يقول "أنا حاصل على شهادة محو الأمية وشهادة تأهيل مهنى وتزوجت فى حجرة صغيرة من حجرات البدرومات وأنجب طفلين منذ حوالى 16 عاما، ويكمل بحزن قائلا: كنت أعمل وحياتى مستقرة حتى جئت الى هذه التربة ولم تتحمل زوجتى المعيش هنا أكثر من عامين وطلبت الطلاق وأخذت أطفالى وعاشت فى القطامية ورفضت أن ألتقى بأبنائى مرة أخرى وحرمتنى منهم رغماً عنى، فعشت هنا وحدى منذ ذلك الحين وقررت أن تكون هذه الحجرة مدفنى ورفضت الخروج منها بعد أن ألتهم الروماتيزم قدمى ولم أعد قادر على الوقوف حتى بالعكازين " . وأضاف قائلا "أتعجب من المسئولين الذين يشعرون بالاشمئزاز منا كلما حضروا لزيارتنا ويحصلوا على صور من أوراقنا ويعطونا وعود لا حصر لها وجميعها لا تنفذ، فلقد بخلوا علينة بحجرة أخرى صحية فى مكان يصلح للعيش الآدمى وأصروا أن نعيش ونموت هنا فى هذه البدرومات" . *** مشاجرات يومية على الحمام المشترك محمد محمود شاب فى العشرينات من عمره يعمل فى مطعم يقول "أنا مولود هنا وكذلك شقيقاتى الثلاثة وأجرى والدى جراحة خطيرة فى العمود الفقرى وأمى برفقته رغم أنها مريضة بالروماتيزم فى القلب وبحاجة لمن يرعاها، وأبى كان يعمل سائق على سيارة أجرة يمتلكها أحد جيراننا لكن مرضه الشديد أقعده عن العمل وأصبحت أن العائل الوحيد لأسرتى وعمرى لم يتجاوز 16 عاما وعملت فى أحد المطاعم بأجر رمزى لكنه لا يكفى لعلاج والدى وأمى أو حتى طعامنا ومدارس أشقائى الذين أخشى عليهم من المرض الذى يحيطهم من كل جانب بسبب مياه الصرف الصحى العمومية التى تطفح يومياً وتغرقنا، ومنذ يومين كاد أحد جيرانى أن يلقى حتفه صعقاً بالكهرباء عندما تشربت الحوائط بمياه الصرف ووصلت للأسلاك الكهربائية وأصبحت مياه الصرف يملؤها التيار الكهربائى والشاب فى الوسط يصرخ من شدة صعق الكهرباء له ووقفنا عاجزين عن مساعدته وما زال يعانى من غيبوبة وبين الحياة والموت ويكمل محمود قائلاً وهو يشير الى الحمام المشترك : أكبر أزمة تواجه جميع سكان البدرومات هى الحمامات المشتركة لأنها أحد الأسباب الرئيسية فى المشاجرات اليومية بسبب الخلاف على أسبقية استعماله، مشيرا إلى أنهم حرموا من أبسط حقوقم اليومية وهى قضاء حاجتهم سوى بعد صراع ومعاناة، قائلا "رغم أن حرفتى مطلوبة ومربحة إلا أننى لم أعد قادراً على العمل لإصابتى بروماتيد وضيق فى صمام القلب وحصاوى على الكلى ومياة بيضاء على العين ولا أملك ثمن العلاج ولم أجد من يقبلنى بمرضى لأعمل لديه سوى جمعية استهلاكية بجوارنا وبأجر لا يكفى لقوت يومنا لذلك أرسلت بناتى عند شقيقى حتى أحميهم من البلطجية الموجودين بالمنطقة وحتى أضمن لهم مأكلهم وملبسهم بعد أن تكفل برعايتهم شقيقى الأصغر وكنت أتمنى أن أجد فرصة عمل تمكنى من تأجير شقة صغيرة تجمعنى ببناتى من جديد لكنه حلم مستحيل". ... هكذا انتهت زيارتنا لسكان البدرومات وتعهدنا لهم بان نذهب بشكواهم للمسئولين عسى أن نجد حلاً لها .