مأساة إنسانية يعيشها سكان «بدرومات أرض عزيز عزت» بمنطقة إمبابة، في ظل محاصرة مياه الصرف الصحي، والتي تسببت في وفاة «ضاحي كمال ضاحي - تاجر خردة - 41 عامًا»، إثر تعرضه للغرق فجر أمس داخل غرفة نومه التي لا تتجاوز الأمتار الثلاثة، بعدما غمرتها مياه الصرف. «الشروق» رصدت الحياة غير الآدمية لهؤلاء البؤساء وسط صمت وتجاهل أجهزة محافظة الجيزة، التي ترفض تسليمهم الشقق المخصصة لهم منذ ثلاث سنوات، رغم انتهاء تشييدها منذ ستة أشهر، حسب رواية أهالي المنطقة. «المحافظة السبب» «بلال ضاحي - 17 عامًا - نجل المتوفى» قال ل«الشروق»: إن والده قتل غرقًا، بسبب مياه الصرف، مشيرًا إلى أنه عندما دخل شقيقه الأصغر يوسف إلى الغرفة وجد والده غارقًا في مياه الصرف وأخذ يصرخ، وعندما طلبنا سيارات الإسعاف أكد المسعفون أنه توفي. ودخل نجل المتوفى في حالة بكاء هستيرية، مرددًا: «المحافظ كان المفروض يسلمنا الشقق من 6 شهور، لكنه خلص التشطيبات فيها وقفلها إلى أن مات والدي.. خليه يحضر هنا ويشوفنا احنا عايشين إزاي». من جانبها، سيطرت حالة من الذهول والبكاء على «سميرة أحمد - 40 عامًا - زوجة المتوفى»، قائلة: «عندي خمسة أبناء أنجبتهم جميعًا داخل هذا البدورم.. ابني الكبير مات بنفس سبب وفاة أبوه منذ أن كان عمره 17 عامًا». وأضافت أن جارتها أم محمد التي كانت تعيش في الغرفة المغلقة التي تقع أمام الغرفة التي توفي فيها زوجها توفيت غرقًا أيضًا منذ عام، وعلى الرغم من ذلك لم يتدخل مسؤول لإنقاذ الأهالي من هذا الوباء الذي تسبب في مرض أبنائها الأربعة المتبقين بأمراض جلدية وحساسية على الصدر وأمراض رئوية حادة. «32 بدرومًا ل130 أسرة» في الوقت نفسه، تجمع عدد كبير من أهالي البدرومات، ورددوا أسماء وبيانات 5 أشخاص قتلتهم البدرومات غرقًا أو صعقًا بالكهرباء، علاوة على تجمع الحشرات والثعابين في أنحاء المنطقة بسبب 32 بدرومًا يعيش فيها 130 أسرة على الأقل . وأشار «مجدي حسنين - 48 عامًا - أحد سكان المنطقة» أن البدرومات التي يعيش فيها هؤلاء الأشخاص لا تتجاوز مساحة الغرفة فيها 3 أمتار يعيش فيها 5 أشخاص على الأقل، معظمهم ينام في الشارع بعد إصابتهم بالأمراض الذي سببه لهم وباء لم يرحم كبيرًا أو صغيرًا منذ 25 عامًا. وأضاف حسنين أن تلك البدرومات خصصتها الحكومة لتسكين الحالات الخاصة مثل الإزالات والزلازل وانهيارات العقارات والإخلاء الإداري وغيرها وعلى الرغم من تلقيهم الوعود من المسؤولين بنقلهم إلى وحدات سكانية آدمية تم تخصيصها لهم، إلا أنهم لم يتسلموها على الرغم من انتهاء إنشائها منذ أشهر . ولفتت هدى عمران إلى أن الحمامات المشتركة خارج الغرف تسببت في تعرض الكثير من البنات والسيدات لبعض المضايقات، إضافة إلى تعددٍ حالات المشاجرات بسبب أولوية دخول الحمام، ما دفع بعض سكان هذه الغرف إلى الاكتفاء باستخدام صفائح لقضاء الحاجة بداخل الغرف.