من حق الطفل أن يعيش طفولته وأن ينعم بالحب والحنان من قبل الأبوين، ولكن هذا لايمنع من الاعتدال في التربية واستخدام الثواب والعقاب لأن الدلع المبالغ فيه تترتب عليه العديد من الآثار السلبية التي تظهر في سنوات لاحقة وقد نكتشف بعد فوات الآوان أنه كان ... "قنبلة موقوته" ... تقول هايدى محمد - مرشدة سياحية - إن "طبيعة عملي تتطلب الغياب خارج منزلي لساعات طويلة وأحيانا السفر لعدة أيام وأنا متزوجة وأم لولد عمره "8" سنوات وشقيقته أصغر منه بعامين ودائما ما أشعر بأننى أظلمهم ولا أمنحهم حقهم في الحب والاهتمام". وأضافت "أحاول أن أوفر لهما ما يطلبوه دون تردد لكي أعوضهم عن فترة غيابي، ودائما ما تنصحنى أمى بأنه لابد من أن اقلل من "دلعي" لهم ولابد أن أكون حاسمة معهم أكثر من ذلك لكنني مقتنعة بأن الجيل اختلف". أما عليا محمود - بكالوريوس تجارة - فقد تزوجت وانتظرت لسنوات لكي يتحقق حلمها في الإنجاب وأنفقت كل ما تملك من أموال لتحقيق هذا الحلم الذي تحقق أخيراُ في أبنتها ضحى. وتقول عليا "منذ ولادة ابنتي وأنا متفرغه لها تماما ولا اتحمل بكاؤها وإذا قمت بضربها ضربة خفيفة أعود وأنفذ لها طلبها بسهولة. ولكن الخبراء لهم وجهة نظر مختلفة عن أراء الامهات اللاتي يسلكن أسلوب "الدلع" في تربيتهن لأطفالهن. ""سماحة مطلقة"" يقول الدكتور رفعت عبد الباسط أستاذ علم الاجتماع بجامعة حلوان إن الدلع الزائد الذي تلجأ إليه الأم قد يرجع لعدة أسباب أهمها أنها تقوم بدور الأب والأم معاً أو لكونها أرملة أو مطلقة أو عملها يشغلها عن أولادها فتحاول أن تعوضهم بالاستجابة لكل طلباتهم. وحذر عبد الباسط من أن نتيجة دلع الوالدين لأطفالهم تظهر فى سن المراهقة في شكل مشاكل أخلاقية أو إهمال دراسته والنتيجة يخرج المجتمع أجيالا غير قادرة على تحمل المسئولية، مؤكدا ضرورة أن تكون الأم معتدله فى رد فعلها مع أطفالها لأن كل شئ يزيد عن حده ينقلب ضده.